الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

جرائم علنية وسط صمت مخجل

خطة إسرائيل لتهجير سكان غزة قسرًا: سموتريتش يعلن تدمير القطاع وحشر الفلسطينيين جنوبًا تمهيدًا لترحيلهم

سموتريتش رئيس حزب الصهيونية
-

أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تنفيذ خطة تهدف إلى تدمير كامل للبنية التحتية لغزة، وحشر سكانها في منطقة محددة جنوب القطاع، تمهيدًا لتهجيرهم بأعداد كبيرة إلى دول أخرى.

جاءت هذه التصريحات عبر مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، حيث أكد سموتريتش أن إسرائيل "تسعى لتحقيق انتصار كامل خلال الأشهر المقبلة"، مشيرًا إلى أن غزة ستكون مدمرة بالكامل، وأن سكانها سيتم تركيزهم قسرًا في منطقة جنوب محور موراج، التي تقع بالقرب من الحدود مع مصر، ومنها – بحسب قوله – "سيغادرون بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة".

خطة تهجير قسري واضحة المعالم

وبحسب ما ورد في التصريحات، فإن إسرائيل لم تعد تخفي نواياها تجاه قطاع غزة، حيث أعلن الوزير اليميني المتطرف أن "الاحتلال يجب ألا يكون كلمة نخاف منها"، مؤكدًا أن الحكومة تخطط لاحتلال غزة بشكل دائم، وليس كعملية عسكرية مؤقتة.

تشمل الخطة أيضًا إخلاء جميع السكان الفلسطينيين من مناطقهم، ونقلهم إلى ما أسماه "منطقة إنسانية" جنوب محور موراج، تحت إشراف أمني إسرائيلي مشدد. وتلك المنطقة – التي توصف في الوثائق العسكرية بأنها منطقة عازلة – سيتم فيها التحكم في توزيع المساعدات الغذائية والطبية بشكل كامل، لمنع وصولها إلى حركة حماس، بحسب زعمه.

"الهجرة الطوعية" تحت ضغط القصف والحصار

لم يتوقف الأمر عند حصر السكان في منطقة جغرافية ضيقة، بل أكد سموتريتش أن هناك نية لتشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان غزة إلى دول أجنبية، في ظل الظروف المعيشية الكارثية الناجمة عن الدمار الشامل والحصار المفروض على القطاع.

ويرى مراقبون أن الحديث عن "هجرة طوعية" في هذا السياق ما هو إلا تجميل لمخطط تهجير قسري ممنهج، يقوم على إخضاع المدنيين للجوع، والمرض، والتشريد، حتى لا يبقى أمامهم سوى خيار الرحيل عن وطنهم.

لا انسحاب إسرائيلي حتى لو تم تحرير الرهائن

في تصعيد غير مسبوق، أكد الوزير الإسرائيلي أن إسرائيل لن تنسحب من قطاع غزة حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، مضيفًا أن الحل الوحيد لذلك هو هزيمة حماس عسكريًا. وهذا يعكس موقفًا إسرائيليًا جديدًا يتبنى الاحتلال الدائم للقطاع كأمر واقع، لا يرتبط بأية تفاهمات إنسانية أو سياسية.

كما شدد سموتريتش على أن بقاء الجيش الإسرائيلي داخل غزة هو شرط أساسي لإعادة تشكيل الواقع السياسي والأمني في المنطقة، وأن الهدف النهائي هو "تطهير القطاع من حماس"، وفق تعبيره.

ردود أفعال وتحذيرات دولية

وعلى الرغم من خطورة التصريحات، لم يصدر بعد رد فعل رسمي من المجتمع الدولي. إلا أن محللين اعتبروا ما قاله سموتريتش بمثابة إعلان نوايا صريح لارتكاب تطهير عرقي بحق سكان غزة، ومحاولة لفرض تغيير ديموجرافي بالقوة تحت غطاء عسكري وإنساني مزيف.

وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ودمار شبه كامل للبنية التحتية، وتشريد أكثر من 80% من السكان داخليًا.

تهديد وجودي يتطلب تحركًا عاجلاً

تصريحات وزير المالية الإسرائيلي لا يمكن اعتبارها مجرد رأي سياسي، بل تشير إلى خطة تنفيذية خطيرة تهدد وجود أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وتسعى لتكرار نكبة جديدة على مرأى ومسمع من العالم.

في ظل هذا المشهد، تبقى الأسئلة مفتوحة:
هل يتحرك المجتمع الدولي لوقف مخطط التهجير الجماعي في غزة؟
وهل ستواجه هذه السياسات العنصرية بردع حقيقي؟
أم أننا أمام إعادة إنتاج للتاريخ بمآسيه، وسط صمت مخجل؟