”كأننا في سجن عائم”.. 7 بحارة مصريين يستغيثون بعد أشهر من الاحتجاز القسري في مياه الإمارات

في مأساة إنسانية تتكشف فصولها في عرض مياه الخليج العربي، ناشد طاقم مصري مكون من سبعة بحارة القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية في دبي، التدخل العاجل لإنقاذهم، بعد أن ظلوا عالقين على متن السفينة "Petro 1" التابعة لشركة "Petrofleet" منذ فبراير 2025، دون أي توضيحات رسمية حول سبب منعهم من الرسو أو دخول الموانئ الإماراتية.
يقع موقع السفينة حاليًا بالقرب من ميناء الشارقة عند الإحداثيات [25° 29.04’ N, 055° 15.48’ E]، وقد أمضى الطاقم المصري عدة أشهر في ظروف مأساوية، وسط تجاهل تام من الجهات المالكة للسفينة، وتخلي الوكيل الملاحي "Lulu Marine" عن مسؤولياته تجاه الطاقم.
ووجه البحارة المصريون استغاثة مكتوبة إلى القنصلية المصرية في دبي جاء فيها:
"نحن طاقم السفينة Petro 1، نواجه أوضاعًا معيشية وصحية مأساوية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ونطالب السلطات المختصة في دولة الإمارات بالتدخل لتوضيح الوضع القانوني للسفينة، والسماح لنا بالرسو أو إجلائنا فورًا حفاظًا على أرواحنا وكرامتنا".
تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية
أكد القبطان محمد نبيل عبد المنعم، أحد أفراد الطاقم، أن السفينة خرجت من ميناء عجمان في يناير الماضي بعد إجراء صيانة شاملة وتغيير لونها بإذن من الميناء، ثم واجهوا سلسلة من الأعطال الفنية. وأضاف: "بناءً على تعليمات مالك السفينة، غادرنا المياه الإقليمية لتفادي المشاكل، ثم بدأت رحلة التيه والضياع في مياه الخليج بين عُمان واليمن والشارقة".
وأشار القبطان إلى أن السفينة حاولت مؤخرًا دخول ميناء خالد يوم 30 مارس، لكن إدارة الميناء رفضت استقبالهم بسبب عدم تواصل مالك السفينة مع السلطات الإماراتية.
وحول الوضع المأساوي على متن السفينة، أوضح القبطان أنهم يعيشون على كميات ضئيلة جدًا من الطعام والماء، ويعتمدون على مياه الصدأ من تنكات السفينة للشرب، مما تسبب له شخصيًا في إصابته بالإكزيما الجلدية. وتابع: "بقالنا أكتر من 10 أيام ما جابلناش حد أكل أو مية، وبنشرب من تنكات كلها شوائب، ومفيش أي رعاية طبية".
قطع الإنترنت.. ومنع التواصل
وفي تصعيد صادم، أشار البحارة إلى أن مالك السفينة قطع عنهم الإنترنت بعدما نشروا منشور استغاثة عبر مواقع التواصل، ووبخهم بسبب محاولتهم التواصل مع أسرهم لطمأنتهم، قائلاً لأحدهم: "أنتم اتسرعتوا، وكان عندي حل، ومش هحل بعد اللي عملتوه".
أعطال كارثية تهدد الأرواح
أوضح البحارة أن السفينة تعاني من عطل خطير في المحرك الرئيسي، إلى جانب أعطال في مولدات الكهرباء، حيث يعمل حاليًا مولد واحد فقط، وقد توقف مؤخرًا لعدة أيام، ما أدى إلى فقدان الاتصال مع العالم الخارجي وغياب أنوار الملاحة ليلاً، مما شكل خطرًا حقيقًا على حياة الطاقم.
وأكد الطاقم أن الوضع القانوني للسفينة لا يزال غامضًا، مشيرين إلى أن السلطات المختصة لم تصدر أي توضيحات رسمية بشأن منع السفينة من الرسو، وأن الوكيل الملاحي Lulu Marine لم يقدم أي دعم أو توضيح منذ بداية الأزمة.
نداء إنساني للقنصلية المصرية
اختتم البحارة المصريون رسالتهم بمناشدة واضحة جاء فيها:
"نحن نناشد القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية في دبي، سرعة التدخل والتواصل مع الجهات الإماراتية لإنهاء هذا الوضع غير الإنساني. لم نعد قادرين على التحمل، والسفينة لم تعد صالحة للإبحار أو الإعاشة".
أسماء أفراد الطاقم العالقين وهم :
-
محمد نبيل عبد المنعم
-
محمود فتحي عبد القادر
-
حسام محمد محمود
-
محمد حسن المتولي
-
ياسر رجب بشير حرب
-
سامح عبد العظيم الدسوقي
-
السيد علي صالح إبراهيم