نتنياهو يتوعد اليمن: ”سنرد بالمزيد من الضربات”.. تصعيد خطير بعد استهداف مطار بن جوريون

عقب سقوط صاروخ باليستي يمني في محيط مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب صباح اليوم، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن "المزيد من الضربات" على اليمن، في تصريح ناري ينذر بتصعيد إقليمي قد يتجاوز حدود المعارك الجارية حاليًا.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن نتنياهو قوله:
"نحن نتحرك ضدهم بالتعاون مع الولايات المتحدة. لقد هاجمنا في الماضي، وسنهاجم في المستقبل. ستكون هناك المزيد من الضربات".
"هذا جزء من الحرب"
وفي لهجة تعكس حجم الغضب الإسرائيلي، تابع نتنياهو:
"لا أستطيع الكشف عن كل شيء بالتفصيل، لكننا سنبدأ بالرد عليهم. هذا جزء من الحرب".
تصريحات نتنياهو جاءت عقب اعتراف الجيش الإسرائيلي رسميًا بسقوط صاروخ أُطلق من اليمن صباح الأحد، في محيط مطار بن جوريون، ما تسبب في عدد من الإصابات وفق تقارير أولية، وأثار حالة من الاستنفار الأمني في الأوساط الإسرائيلية.
إخفاق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية
الحدث الأكثر إثارة في هذا التصعيد كان فشل منظومتي الدفاع الجوي "ثاد" الأمريكية و"حيتس" الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، الذي وصفته القناة 12 الإسرائيلية بأنه يحمل رأسًا حربيًا ضخمًا تسبب في انفجارات عنيفة.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الصاروخ اليمني تجاوز أربع طبقات دفاعية قبل أن يصل إلى هدفه، ما يُعد ضربة قوية لسمعة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء.
اجتماع أمني عاجل وتأجيل "الكابينت"
وعقب الحادثة، دعا نتنياهو إلى اجتماع أمني عاجل لتقييم الموقف، غير أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مصادر مطلعة أن اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) تم تأجيله من الساعة السادسة إلى السابعة مساء، وسط تكهنات بوجود خلافات داخلية حول شكل وحجم الرد المناسب على اليمن.
ردود إقليمية.. وفصائل فلسطينية ترحب
فيما أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) مسؤوليتها عن الهجوم الباليستي الدقيق الذي استهدف مطار بن غوريون، رحبت فصائل فلسطينية بهذا التطور، واعتبرته "نقطة تحوّل في ميزان الردع مع إسرائيل"، بحسب بيانات تداولتها وسائل إعلام عربية.
ويُعد هذا الاستهداف المعلن أول ضربة صاروخية مباشرة من اليمن إلى العمق الإسرائيلي، ما يمثل تطورًا استراتيجيًا في خريطة الاشتباك الإقليمي، ويضع تل أبيب أمام جبهات متعددة تشمل غزة، لبنان، سوريا، والعراق – والآن اليمن.
هل تدخل إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الحوثيين؟
في ظل تهديدات نتنياهو ووعيده برد واسع، يبقى السؤال الأبرز:
هل نشهد تصعيدًا عسكريًا مباشرًا بين إسرائيل واليمن؟
أم أن الرد الإسرائيلي سيبقى ضمن العمليات الجوية المحدودة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، كما حدث سابقًا في البحر الأحمر ومحيطه؟
محللون يرون أن إسرائيل قد تُقدم على ضربات جوية محددة في اليمن، مستهدفة منصات إطلاق أو مخازن صواريخ، لكنها ستتجنب في الوقت الحالي توسيع الحرب بشكل شامل، نظرًا للضغط العسكري والسياسي الذي تواجهه في غزة والشمال.
: منطقة تغلي.. ورسائل صاروخية تتجاوز الحدود
صاروخ مطار بن غوريون لم يكن مجرد قذيفة عابرة، بل رسالة استراتيجية بأن المعركة مع إسرائيل لم تعد محصورة في جبهة واحدة. وبينما يستعد نتنياهو لـ"المزيد من الضربات"، يبقى الشرق الأوسط في حالة غليان، ويترقب الجميع:
هل تكون الأيام المقبلة مقدمة لتوسّع المواجهة؟ أم بداية لانفجار إقليمي شامل؟