الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

فصف مطار بن جوريون ورسائل سياسية مهمة

صاروخ يمني يصيب مطار بن جوريون.. ونتنياهو يدعو لاجتماع أمني عاجل وسط صدمة إسرائيلية

طار بن جوريون
تقرير يكتبة - صلاح نوفيق -

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اجتماع أمني عاجل اليوم الأحد، وذلك عقب استهداف مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي أطلقته جماعة أنصار الله (الحوثيون) من الأراضي اليمنية، في عملية تعكس تصعيدًا لافتًا في الجبهة اليمنية-الإسرائيلية.

وبحسب ما أفادت به وكالات الأنباء، فإن الاجتماع الأمني الطارئ سيُعقد في تمام الساعة 3:00 عصرًا بتوقيت موسكو، لمناقشة تداعيات الهجوم الصاروخي الخطير، الذي هزّ مطار بن غوريون وأصاب أهدافًا داخل محيطه، وسط فشل تام لأنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية في اعتراض الصاروخ.

الرأس الحربي اخترق أربع منظومات دفاعية

بحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن الصاروخ الذي استهدف مطار بن جوريون حمل رأسًا حربيًا ضخمًا تسبب في موجة انفجارات هائلة، مشيرة إلى أنه اخترق أربع طبقات دفاعية، من بينها منظومة "حيتس" الإسرائيلية ومنظومة "ثاد" الأمريكية، دون أن تتمكن أي منهما من اعتراضه.

وأقر الجيش الإسرائيلي رسميًا بسقوط الصاروخ في محيط المطار، وسط أنباء عن وقوع إصابات وخسائر مادية، فيما أصدرت الجبهة الداخلية تعليمات عاجلة للإسرائيليين تطلب منهم التزام الملاجئ واتباع إجراءات الطوارئ.

"أنصار الله" تتبنى الهجوم وتتوعد بالمزيد

من جهتها، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية مسؤوليتها الكاملة عن الهجوم، مؤكدة أن العملية نُفذت باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي أصاب هدفه بدقة. وقال الناطق العسكري باسم الجماعة في بيان رسمي:

"استهدفنا مطار بن جوريون في يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي، وقد فشلت منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية في اعتراضه."

ويأتي هذا الهجوم في إطار ما وصفته الجماعة بـ"الرد الاستراتيجي على العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة"، في إشارة إلى التصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع، والذي خلف آلاف القتلى والجرحى، وغضبًا واسعًا في المنطقة.

نتنياهو تحت ضغط أمني وسياسي متصاعد

ويُعد استهداف مطار بن جوريون، الذي يُعد الشريان الجوي الرئيسي لإسرائيل، تطورًا بالغ الخطورة، إذ يفتح الباب أمام تساؤلات حادة حول مدى نجاعة الدفاعات الجوية، ويُشكل إحراجًا كبيرًا لحكومة نتنياهو، التي تعيش بالفعل أزمة ثقة داخلية على وقع الاحتجاجات، والتحديات العسكرية المتعددة على أكثر من جبهة.

وفي مؤشر على حالة الارتباك داخل المؤسسة الإسرائيلية، أعلنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر، الذي كان من المقرر عقده في تمام الساعة السادسة مساءً، قد تم تأجيله إلى السابعة، دون توضيح الأسباب.

أبعاد إقليمية ورسائل نارية

يرى مراقبون أن استهداف مطار بن جوريون من اليمن لا يحمل فقط دلالات عسكرية، بل يحمل رسائل سياسية واضحة موجهة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما، مفادها أن الجبهة اليمنية باتت تمتلك قدرات هجومية نوعية، قد تقلب قواعد الاشتباك في المنطقة، وتُعقد أية حسابات تتعلق بالردع والتفوق الجوي.

ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يصل إلى عمق الأراضي الإسرائيلية من اليمن، ما يطرح تساؤلات حول مصير حركة الطيران، وقدرة إسرائيل على تأمين منشآتها الاستراتيجية في المرحلة المقبلة.

هل يتغير مسار الحرب الإقليمية؟

مع هذا التصعيد، يبدو أن خارطة الصراع في الشرق الأوسط تدخل مرحلة جديدة من التعقيد والانفجار، فالهجمات التي كانت محصورة في نطاق غزة ولبنان وسوريا، باتت الآن تشمل اليمن أيضًا، ما قد يُنذر بتحول الحرب إلى حرب متعددة الجبهات.

وفي ظل فشل الدفاعات الجوية، وضرب العمق الإسرائيلي بصواريخ فرط صوتية، فإن الخيارات أمام إسرائيل تصبح أكثر ضيقًا، بينما يبقى السؤال الأكبر:
هل ترد تل أبيب على اليمن؟ أم تتريث في ظل تصاعد التوتر الإقليمي والدولي؟

الأيام القادمة وحدها ستجيب علي هذا السؤال .