الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

لأول مرة.. هجوم بالطائرات المُسيّرة على بورتسودان يفتح جبهة جديدة في الحرب السودانية

معارك السودان
-

أعلن الجيش السوداني يوم الأحد 4 مايو 2025، أن قوات الدعم السريع نفذت هجومًا غير مسبوق باستخدام الطائرات المُسيّرة على قاعدة جوية ومنشآت حيوية قرب مطار بورتسودان، المدينة الساحلية التي كانت تُعد حتى وقت قريب من أكثر مناطق البلاد أمانًا.

يأتي هذا الهجوم المفاجئ في وقت حساس تشهده البلاد، وسط محاولات لتثبيت السيطرة الميدانية بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، المتهمة باستخدام العنف المفرط والانتقال إلى تكتيكات عسكرية نوعية تهدد بتوسيع نطاق الحرب نحو الشرق، بعد أن كانت المعارك متركزة في الخرطوم وغرب السودان.

بورتسودان تحت النيران.. التحصينات تنهار؟

المتحدث باسم الجيش السوداني أوضح أن الهجوم استهدف بشكل مباشر القاعدة الجوية قرب المطار وبعض المنشآت المجاورة، دون أن يُسفر عن سقوط قتلى أو إصابات حتى اللحظة. ورغم عدم تأكيد أو نفي قوات الدعم السريع للخبر حتى الآن، فإن مصادر عسكرية محلية أكدت سماع دوي انفجارات قرب المطار فجر الأحد، في دلالة واضحة على اختراق أمني خطير.

ويمثل استهداف بورتسودان نقطة تحول لافتة في الصراع، إذ ظلت المدينة بمنأى عن الهجمات، وكانت تُعتبر عاصمة بديلة مؤقتة لإدارة مؤسسات الدولة، ومقرًا مهمًا لاستقبال آلاف النازحين من الخرطوم ودارفور.

لماذا بورتسودان الآن؟

الهجوم على بورتسودان لم يكن مجرد عمل عسكري عابر، بل يُنظر إليه على أنه رسالة استراتيجية من قوات الدعم السريع، مفادها أنها باتت تملك القدرة على الوصول إلى عمق المناطق الآمنة، وتهديد خطوط إمداد الجيش ومنشآته الحيوية، خصوصًا أن المدينة تضم الميناء الرئيسي للسودان، والمطار الدولي، ومقار قيادة الجيش.

كما يعكس الهجوم مدى تطور أدوات الحرب لدى الدعم السريع، مع دخول الطائرات المسيّرة بقوة في ساحة المعركة، ما قد يُغير ميزان القوى على الأرض ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق.

ردود الجيش وتحركات ميدانية عاجلة

في أعقاب الهجوم، أعلن الجيش السوداني تعزيز وجوده العسكري حول المواقع الحساسة في بورتسودان، وفرض إجراءات أمنية مشددة، شملت إغلاق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة، في محاولة لاحتواء أي تطورات مفاجئة.

ويأتي ذلك وسط تقارير عن تحركات مدنية ونزوح داخلي جديد نحو أطراف المدينة، خوفًا من توسع نطاق الهجمات الجوية، بعد أن ظن السكان أن بورتسودان باتت الملاذ الأخير الآمن من أهوال الحرب.

انقسام البلاد وخطر الانفجار الشامل

كانت الخرطوم، عاصمة السودان، قد شهدت خلال الأشهر الماضية معارك عنيفة انتهت بسيطرة الجيش على أغلب أحيائها، بينما ما تزال قوات الدعم السريع متمركزة في مناطق بأم درمان، وتُحكم قبضتها على أجزاء واسعة من إقليم دارفور، ما جعل البلاد عمليًا منقسمة بين قوتين متحاربتين.

ويقول مراقبون إن الهجوم على بورتسودان قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد، ويدفع بالمجتمع الدولي إلى إعادة النظر في موقفه من الصراع، خصوصًا في ظل فشل كل المبادرات الأممية والإقليمية في التوصل إلى هدنة مستدامة أو حل سياسي.

كارثة إنسانية تتفاقم

وفي خلفية المشهد العسكري، لا تزال الكارثة الإنسانية تزداد سوءًا. فقد أكدت الأمم المتحدة أن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليًا، مع وصول عدد النازحين إلى أكثر من 12 مليون شخص، ونحو 25 مليون سوداني في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية والطبية.

كما أظهرت دراسة دولية أن عدد الوفيات في ولاية الخرطوم وحدها خلال أول 14 شهرًا من الحرب قد تجاوز 61 ألف قتيل، في حين يصعب تحديد الحصيلة الكاملة في ظل تعطل البنية الصحية والاتصالات.

الطائرات المسيّرة على بورتسودان يُنذر بانفجار جبهة جديدة

الهجوم بالطائرات المسيّرة على بورتسودان يُنذر بانفجار جبهة جديدة، ويكسر الخطوط الحمراء التي كان يُفترض أنها تُجنب المناطق الشرقية من السودان ويلات الحرب. وبينما يستمر الجيش والدعم السريع في معركتهما طويلة الأمد، يبقى المدنيون وحدهم من يدفعون الثمن في بلد يسير بخطى متسارعة نحو الانهيار الكامل.

هل يصبح شرق السودان ساحة المعركة القادمة؟ أم أن المجتمع الدولي سيتحرك أخيرًا لوقف نزيف الدم السوداني؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة.