إسرائيل تستدعي آلاف جنود الاحتياط وتؤجل زيارة نتنياهو لأذربيجان وسط تصعيد عسكري في غزة

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية يوم السبت 3 مايو/أيار 2025 أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر باستدعاء آلاف من جنود الاحتياط، في إطار استعدادات لشن هجوم موسع على قطاع غزة. ويأتي هذا القرار العسكري في ظل حالة غليان على جبهات متعددة، وسط تصاعد التوترات مع لبنان وسوريا، ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تأجيل زيارة رسمية كانت مقررة إلى أذربيجان.
تعويض القوات النظامية التي ستتجه لقيادة العملية العسكرية المقبلة في غزة.
بحسب ما نشره موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي، فإن جنود الاحتياط سيتم نشرهم في مناطق استراتيجية تشمل الحدود الشمالية مع لبنان، ومناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، وذلك لتعويض القوات النظامية التي ستتجه لقيادة العملية العسكرية المقبلة في غزة. وحتى لحظة إعداد التقرير، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي على هذه الخطوة، التي وصفها مراقبون بأنها "مقدمة لعملية برية محتملة واسعة النطاق" في القطاع المحاصر.
تأجيل زيارة نتنياهو إلى أذربيجان بسبب التطورات الأمنية
من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو قرر تأجيل زيارته إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، والتي كانت مقررة خلال الفترة من 7 إلى 11 مايو الجاري. وبرر البيان التأجيل بوجود "جدول دبلوماسي وأمني مكثف"، في إشارة مباشرة إلى التصعيد العسكري الجاري في غزة وسوريا.
وكان من المنتظر أن يلتقي نتنياهو خلال الزيارة بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لبحث ملفات استراتيجية أبرزها التعاون الأمني والطاقة، لكنّ المستجدات الميدانية دفعت الحكومة الإسرائيلية لإعادة ترتيب أولوياتها.
موافقة على هجوم موسع في غزة
وسبق هذا القرار ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية يوم الجمعة 2 مايو، حيث أفادت أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) وافق على خطط هجومية موسعة تستهدف قطاع غزة. ولم يُعلن رسميًا عن تفاصيل هذه الخطط، لكن محللين يعتقدون أن العملية ستكون ذات طبيعة مكثفة وربما تشمل توغلًا بريًا في بعض مناطق القطاع.
وتأتي هذه التطورات بعد شهور من العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية، وسط اتهامات متكررة من منظمات حقوقية دولية لإسرائيل باستخدام القوة المفرطة.
توترات متعددة الجبهات
في الوقت الذي يتأهب فيه الجيش لتوسيع عملياته في غزة، تلوح في الأفق أيضًا بوادر تصعيد على الجبهة الشمالية مع لبنان، حيث لا تزال الأوضاع على الحدود مشحونة، لا سيما في ظل التحذيرات الإسرائيلية من "مخاطر قادمة من حزب الله". كما تتزايد المخاوف من انفجار الوضع في الضفة الغربية التي تشهد تصاعدًا في المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين.
قناعة إسرائيلية بتعقيد المشهد الأمني في المنطقة
يرى مراقبون أن استدعاء الاحتياط بكثافة وتأجيل زيارة نتنياهو الخارجية يعكسان قناعة إسرائيلية بتعقيد المشهد الأمني في المنطقة، وأنّ المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا قد يتجاوز غزة، ليطال مساحات أوسع من ساحات الاشتباك الإقليمي.
في المقابل، تواصل الفصائل الفلسطينية التحذير من "رد غير مسبوق" إذا ما أقدمت إسرائيل على اجتياح جديد، بينما يواصل المجتمع الدولي مناشداته بضرورة ضبط النفس وتجنب التدهور نحو حرب شاملة.