مصر تبلغ واشنطن رفضها القاطع للتدخلات الإسرائيلية في سوريا وتؤكد دعمها الكامل لسيادة دمشق

أبلغت مصر الولايات المتحدة الأمريكية رفضها الكامل لأي تدخل إسرائيلي في الشأن السوري، معتبرةً أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية وللقوانين الدولية.
جاء هذا الموقف خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس، حيث أعرب الوزير المصري عن إدانة القاهرة للغارة الإسرائيلية الأخيرة قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، واصفًا إياها بأنها "خرق لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974".
دعم ثابت لسيادة سوريا ومطالب بعملية سياسية شاملة
وأكد عبد العاطي خلال الاتصال حرص مصر على وحدة وسلامة الأراضي السورية، مشددًا على أن تكون سوريا مصدر استقرار في المنطقة لا ساحة لتصفية الحسابات الدولية، مطالبًا بـ"ضرورة تدشين عملية سياسية جامعة تضم كافة مكونات وأطياف المجتمع السوري لتجاوز المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد".
ويعكس هذا الموقف المصري الثابت رفض القاهرة لأي ذرائع إسرائيلية تستخدم لتبرير هجماتها على الأراضي السورية، خصوصًا مع تصاعد وتيرة الاستهدافات في الأشهر الأخيرة.
لبنان أيضًا في صلب الاهتمام المصري
الملف اللبناني كان حاضرًا أيضًا في الاتصال، حيث جدد وزير الخارجية المصري تأكيد بلاده على دعم لبنان الشامل، ورفض أي مساس بسيادته أو خرق لأراضيه. كما شدد على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بشكل كامل وغير انتقائي من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
رؤية مصرية شاملة للسلم والأمن في إفريقيا
ولم يغفل الاتصال الأوضاع المتوترة في القرن الإفريقي والسودان وليبيا والكونغو الديمقراطية، إذ استعرض عبد العاطي الرؤية المصرية لتحقيق الأمن والاستقرار بالقارة السمراء، مؤكدًا أنه لا حلول عسكرية لمشكلات إفريقيا، بل يجب الاعتماد على المسارات السياسية والسلمية. كما أبرز دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم جهود إعادة الإعمار ما بعد النزاعات.
وشدد الوزير على ضرورة احترام سيادة الدول الإفريقية ووحدة أراضيها، مع التأكيد على أهمية حشد الدعم الدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية في مناطق النزاع، لا سيما في السودان والصومال، مشددًا على وقوف مصر الكامل إلى جانب شعوب وحكومات تلك الدول.
تنسيق استراتيجي مصري أمريكي
في ختام الاتصال، اتفق الطرفان على مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق بين القاهرة وواشنطن، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويعزز الأمن والاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.
ويأتي هذا الموقف المصري في وقت تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية عبر الحدود مع سوريا ولبنان، وهو ما يزيد من حدة التوتر الإقليمي، ويجعل من الدور المصري عنصرًا محوريًا في الحفاظ على التوازن السياسي والدبلوماسي في المنطقة.