تهديد أمريكي مباشر لإيران رغم المفاوضات النووية.. هيجسيث: ”ستدفعون ثمن دعم الحوثيين”

أطلق وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث تصريحات نارية تجاه إيران، محذرًا إياها من استمرار دعمها لجماعة الحوثي في اليمن، ومتوعدًا إياها بـ"ثمن مؤلم" ستدفعه في الوقت والمكان اللذين تختارهما الولايات المتحدة.
وقال هيجسيث في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"رسالة إلى إيران: نرى دعمكم الفتاك للحوثيين. نعرف تماما ما تفعلونه. وأنتم تدركون جيدا ما يستطيع الجيش الأمريكي فعله. لقد تم تحذيركم. ستدفعون الثمن في الوقت والمكان الذي نختاره".
وجاءت تصريحات هيجسيث قبل جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في العاصمة الإيطالية روما، والتي من المتوقع أن تُعقد السبت المقبل، بوساطة من سلطنة عمان، ضمن جهود إحياء الاتفاق النووي الذي يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
التهديد يأتي وسط تصعيد عسكري أمريكي
وتزامنًا مع هذه التصريحات، صعدت الولايات المتحدة من عملياتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، حيث شنت ضربات جوية استهدفت أكثر من ألف موقع عسكري للجماعة منذ مارس الماضي، ردًا على هجماتهم المتكررة ضد سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر، والتي تقول الجماعة إنها لدعم الفلسطينيين في غزة.
كما عززت وزارة الدفاع الأمريكية من وجودها في الشرق الأوسط، حيث تم نشر:
-
ست قاذفات B-2 الشبحية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي
-
حاملتي طائرات أمريكيتين في الخليج
-
أنظمة دفاع جوي جديدة نُقلت من آسيا إلى الشرق الأوسط
ويرى مراقبون أن هذه الحشود العسكرية تعكس استعداد واشنطن لخيار الردع العسكري الفوري، في حال تدهورت الأوضاع أو قررت طهران المضي في التصعيد من خلال وكلائها الإقليميين.
تعقيدات دبلوماسية.. ومواقف متباعدة
ورغم مواصلة الجولات الدبلوماسية، لا تزال المواقف الأمريكية والإيرانية متباعدة جوهريًا. فبينما تصر واشنطن على تفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم بالكامل، تواصل طهران رفضها لأي شروط تمس سيادتها أو قدراتها الدفاعية.
وتنفي إيران ضلوعها المباشر في توجيه الحوثيين، حيث صرح المرشد الإيراني في وقت سابق أن "الحوثيين يتخذون قراراتهم بشكل مستقل"، في وقت تشير فيه تقارير أمريكية إلى تورط إيراني مباشر في تسليح وتدريب الجماعة.
دعم ترامب للنهج التصعيدي
وفي موقف داعم للتصعيد، أعاد وزير الدفاع الأمريكي نشر تغريدة سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد نشرها في مارس على منصة "تروث سوشيال"، قال فيها:
"سنعتبر إيران مسؤولة عن أي هجمات تنفذها جماعة الحوثي، وسنرد بما يناسب ذلك".
وأكد ترامب في مقابلة حديثة مع مجلة "تايم" في أبريل الماضي:
"أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران، لكن إذا فشلت الدبلوماسية، نحن مستعدون للتحرك عسكريًا".
استمرار المحادثات النووية تكشف عن سياسة "الضغط المزدوج"
تهديدات وزير الدفاع الأمريكي لإيران وسط استمرار المحادثات النووية تكشف عن سياسة "الضغط المزدوج" التي تتبعها إدارة ترامب: دبلوماسية في العلن، وتلويح بالقوة في الخلفية. وبينما تتحرك الطائرات في سماء اليمن، تتحرك الكلمات في كواليس روما... وفي النهاية، تبقى المنطقة على صفيح ساخن مرشح للاشتعال.