خارطة طريق إسرائيلية جديدة.. سموتريتش يضع شروط ”النهاية الكبرى” للحرب

في خطاب ناري حمل مضامين خطيرة وطموحات غير مسبوقة، رسم وزير المالية الإسرائيلي ورئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، ملامح الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها لإنهاء الحرب الجارية.
وخلال كلمة ألقاها بمناسبة "يوم الذكرى"، كشف سموتريتش بوضوح عن خطة متكاملة تهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط عبر:
-
تفكيك سوريا بالكامل.
-
ضرب حزب الله ضربة قاصمة.
-
إنهاء التهديد النووي الإيراني.
-
تطهير غزة من حركة حماس.
-
ترحيل مئات الآلاف من سكان غزة إلى دول أخرى.
تصريحات سموتريتش فتحت الباب أمام مخاوف من دخول المنطقة في مرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي المفتوح، وطرحت تساؤلات جدية حول النوايا الإسرائيلية تجاه جيرانها ومستقبل الأمن الإقليمي.
سوريا مفككة وغزة بلا حماس.. هذه هي نهاية الحرب وفق سموتريتش
قال سموتريتش بصراحة شديدة:
"سننهي هذه الحرب بينما تكون سوريا قد تفككت، وحزب الله تلقى ضربة قاسية، وإيران باتت بلا تهديد نووي، وغزة مطهرة من حماس."
وأضاف أن جزءًا من خطتهم المستقبلية يشمل:
-
عودة المختطفين الإسرائيليين من غزة، سواء أحياء إلى منازلهم أو "شهداء" إلى قبورهم، بحسب تعبيره.
-
ترحيل مئات الآلاف من سكان غزة إلى دول أخرى، في خطوة تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي جذري في القطاع.
وشدد سموتريتش على أن هذه ليست أهداف حكومة بعينها، بل تمثل "إجماعًا شعبيًا" داخل إسرائيل، يعبر عن إرادة أمة بأكملها تواقة للحياة، على حد قوله.
لا خلاف حول "إبادة العدو".. إجماع إسرائيلي كامل
في جزء خطير من خطابه، أصر سموتريتش على أن مسألة "إبادة العدو" يجب ألا تكون محل خلاف داخلي، قائلًا:
"فيما يتعلق بإبادة العدو، يجب ألا يكون هناك خلاف... إننا نقترب من لحظات مصيرية."
وأضاف أن النقاشات السياسية حول قضايا مثل التجنيد والهوية الاقتصادية ستظل قائمة داخل إسرائيل، ولكن عندما يتعلق الأمر بـ"مصير الدولة"، فإن الجميع موحد خلف هدف واحد: إزالة التهديدات التي تحيط بإسرائيل.
رسالة حادة إلى نتنياهو: حان وقت تغيير تاريخ إسرائيل
في ختام خطابه، وجه سموتريتش رسالة مباشرة وقوية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلا:
"سيدي رئيس الحكومة، هذه هي الساعة التي ينبغي فيها تغيير تاريخ دولة إسرائيل وشعب إسرائيل... ليس لك، ولا لنا، التفويض لتفويت هذه الفرصة."
وطالب سموتريتش باتخاذ قرارات مصيرية جريئة، مؤكدًا أن الحكومة والشعب سيقفون خلف نتنياهو إذا مضى في تنفيذ هذه الأجندة الطموحة.
دلالات خطيرة.. هل يستعد الشرق الأوسط لمرحلة جديدة من الفوضى؟
يرى مراقبون أن خطاب سموتريتش يكشف عن:
-
نزعة توسعية صريحة تسعى إلى إعادة رسم حدود وأوزان القوى في المنطقة.
-
تصعيد غير مسبوق ضد إيران وسوريا وحزب الله وغزة دفعة واحدة.
-
مخططات تهجير قسري قد تشعل أزمات إنسانية ضخمة خاصة في قطاع غزة.
-
انكشاف نوايا إسرائيل في تفكيك كيانات الدول العربية بدلاً من التعامل معها كدول قائمة.
كما يخشى محللون أن تؤدي هذه السياسة إلى تفجير حروب إقليمية متزامنة قد تطيح بالاستقرار الهش القائم، وتجر المنطقة إلى فوضى لا تُحمد عقباها.
الشرق الأوسط مقبل على لحظة حاسمة
تصريحات بتسلئيل سموتريتش لا يمكن اعتبارها مجرد تصريحات عابرة؛ بل هي بمثابة خارطة طريق استراتيجية ترسم ملامح المرحلة القادمة في المنطقة من منظور إسرائيلي متشدد.
ومع صمت رسمي إسرائيلي وعدم صدور أي نفي أو تصحيح لهذه التصريحات، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على لحظة حاسمة قد تعيد رسم توازنات القوة بشكل كامل.
فهل يستطيع العالم احتواء هذا التصعيد قبل أن يتحول إلى مواجهة إقليمية شاملة؟ أم أن الأوضاع تتجه بالفعل نحو انفجار أكبر مما يحتمله الجميع؟