نتنياهو يربط قيام الدولة الفلسطينية بالاعتراف بيهودية إسرائيل.. وموقف حاسم ضد حماس والسلطة

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قيام دولة فلسطينية مرتبط باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، مؤكدًا استمرار سياسة إسرائيل الرافضة لأي حل لا يضمن أمنها.
نتنياهو: لا دولة فلسطينية دون اعتراف بيهودية إسرائيل
خلال كلمته في مؤتمر لـ"نقابة الأخبار اليهودية"، شدد نتنياهو على أن "العقبة الحقيقية أمام السلام الفلسطيني الإسرائيلي" تكمن في "الرفض الفلسطيني المستمر للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، مهما كانت الحدود أو الظروف".
وأوضح أن هذا الرفض هو امتداد لموقف تاريخي تبنته القيادة الفلسطينية منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى اليوم، قائلًا:
"بعد قرن كامل، لم يتغير شيء.. الفلسطينيون لا يريدون دولة بجانب إسرائيل، بل دولة بدلاً من إسرائيل".
لا فرق بين حماس والسلطة الفلسطينية
في تصعيد لافت، قال نتنياهو إن لا فرق جوهريًا بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية من حيث هدفهما المعلن وهو "تدمير الدولة اليهودية".
وأضاف:
"حماس تقول: سندمر إسرائيل بالإرهاب. أما السلطة الفلسطينية فتقول: سندمرها عبر الدعاية والتحركات القانونية".
واعتبر أن مطلب الفلسطينيين بدولة مستقلة ليس غايته إقامة سلام بجوار إسرائيل، بل القضاء عليها.
تجربة غزة.. "درس قاسٍ"
أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تجربة الانسحاب من غزة عام 2005، معتبرًا أن إنشاء كيان فلسطيني مستقل في القطاع قاد إلى كارثة أمنية لإسرائيل، مؤكدًا:
"رأيتم ما حدث عندما أنشأنا شبه دولة فلسطينية في غزة.. هذه فكرة حمقاء".
وأكد أن إسرائيل لن تكرر هذا الخطأ عبر إقامة دولة فلسطينية جديدة.
السلام البارد مع مصر والأردن.. ورؤية معاكسة لواشنطن
استعرض نتنياهو معاهدتي السلام مع مصر والأردن، قائلاً إنها معاهدات "سلام بارد" بين الحكومات وليس بين الشعوب، لافتًا إلى أن كثيرين كانوا يظنون أن الحل مع العالم العربي يمر عبر بوابة القضية الفلسطينية، وهو ما خالفه الواقع وفق قوله.
وسخر من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري الذي كان يؤكد استحالة تحقيق سلام مع العرب دون تسوية القضية الفلسطينية، مشددًا أن اتفاقيات التطبيع الأخيرة أثبتت العكس.
خطة إسرائيل لمستقبل غزة.. لا لحماس ولا للسلطة
تحدث نتنياهو بحزم عن أهداف الحرب الجارية في غزة قائلاً:
-
تدمير حماس بالكامل.
-
رفض تسليم غزة للسلطة الفلسطينية.
-
استمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
كما رحب بشدة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تدعو إلى السماح بالنقل الطوعي لسكان غزة الراغبين في مغادرتها إلى دول أخرى.
أين تتجه إسرائيل؟
مع استمرار الحرب في غزة، وتصاعد الانتقادات الدولية، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تمضي في فرض وقائع جديدة على الأرض، تقوم على:
-
منع إعادة تشكيل حماس أو السلطة في القطاع.
-
فرض السيطرة الأمنية الكاملة.
-
إعادة ترتيب الوضع الإقليمي بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية.
في المقابل، تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه السياسات إلى تفاقم العزلة الدولية لإسرائيل، وتغذية دائرة العنف والصراع في المنطقة بشكل مستمر وتعاني منه المنطقة بأسرها.