مانشستر يونايتد يخسر 190 مليون إسترليني في الميركاتو.. فشل رياضي واقتصادي يضرب الشياطين الحمر

شهدت فترة الانتقالات الصيفية الحالية واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل داخل أروقة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، بعدما تكبد النادي خسائر مالية فادحة نتيجة سوء إدارة ملف التعاقدات في السنوات الأخيرة. وفي وقت لا يمر فيه الفريق بأفضل حالاته داخل أرض الملعب، جاءت نتائج الميركاتو لتزيد الضغوط على الإدارة والجهاز الفني بقيادة البرتغالي روبن أموريم.

إخفاق داخل الملعب وخارجه

الفريق لم يظهر بالمستوى المنتظر خلال الموسم الماضي، حيث تلقى العديد من الهزائم وتراجع ترتيبه في الدوري الإنجليزي، ليعكس حالة فنية صعبة. أما خارج الملعب، فقد كشفت الأرقام عن فشل إداري واضح في إدارة ملف التعاقدات، بعدما أنفق النادي مبالغ ضخمة على صفقات لم تحقق المطلوب، ليضطر لاحقًا إلى بيعها بخسائر كبيرة.

أبرز الصفقات الخاسرة

• أنتوني: تعاقد معه يونايتد في صيف 2022 قادمًا من أياكس مقابل 81.3 مليون جنيه إسترليني، لكنه بيع هذا الصيف إلى ريال بيتيس بمبلغ لا يتجاوز 21.6 مليون إسترليني.

• راسموس هويلوند: ضمه النادي من أتالانتا عام 2023 مقابل 72 مليون إسترليني، لكنه رحل معارًا إلى نابولي مقابل 5 ملايين فقط، مع بند شراء مشروط بـ 38 مليون إسترليني.

• جادون سانشو: انضم من بروسيا دورتموند عام 2021 مقابل 73 مليون إسترليني، لكنه خرج معارًا مجانًا إلى أستون فيلا، مع تحمل "الفيلانز" 80% من راتبه.

• فيكتور لينديلوف: انتقل من بنفيكا عام 2017 مقابل 30 مليون يورو، لكنه رحل هذا الصيف إلى أستون فيلا في صفقة انتقال حر.

الاستثناءات القليلة

• أليخاندرو غارناتشو: كان من ناشئي مانشستر يونايتد وبيع هذا الصيف إلى تشيلسي مقابل 40 مليون إسترليني، لتكون الصفقة الوحيدة المربحة تقريبًا للنادي.

• ماركوس راشفورد: أحد أبناء أكاديمية النادي، انتقل معارًا إلى برشلونة مجانًا، مع بند شراء مقابل 26 مليون إسترليني فقط.

حصيلة صادمة

بحسب الأرقام، جمع مانشستر يونايتد من صفقاته الصيفية نحو 66 مليون جنيه إسترليني فقط، مقابل إنفاق سابق بلغ حوالي 256 مليون إسترليني على نفس اللاعبين، أي بخسارة تقترب من 190 مليون إسترليني خلال سنوات قليلة.

أزمة إدارة التعاقدات

هذه الأرقام تكشف عن فشل مزدوج، رياضي واقتصادي، داخل مانشستر يونايتد. فنيًا، لم يقدم اللاعبون المستوى المطلوب الذي يوازي قيمتهم المالية، وإداريًا، لم تنجح الإدارة في تعويض استثماراتها الضخمة عند بيعهم. ويؤكد خبراء الاقتصاد الرياضي أن النادي يعاني من غياب الرؤية الواضحة في بناء الفريق، مقارنة بمنافسين مثل مانشستر سيتي أو ليفربول الذين يديرون تعاقداتهم بذكاء أكبر.

النادي لم يخسر فقط على مستوى النتائج داخل الملعب

مانشستر يونايتد يقف الآن أمام تحدٍ حقيقي، فالنادي لم يخسر فقط على مستوى النتائج داخل الملعب، بل خسر أيضًا مئات الملايين في سوق الانتقالات. ما يحتاجه "الشياطين الحمر" ليس مجرد صفقات جديدة، بل إصلاح شامل لإستراتيجية التعاقدات، حتى يستعيد النادي مكانته بين كبار أوروبا ويعود منافسًا قويًا على البطولات.