الذهب يقفز إلى 3500 دولار.. تقلبات الاقتصاد الأمريكي تشعل أسعار الذهب في العالم

قفزت أسعار الذهب إلى مستوى غير مسبوق بلغ 3500 دولار أمريكي للأونصة خلال أبريل 2025، وسط تقلبات اقتصادية عالمية وتوترات سياسية متصاعدة، وفقًا لتقرير شامل أصدره موقع "ناتكسيس" المتخصص في أخبار الأسواق والاستثمار المصرفي.

صعود الذهب.. رد فعل مباشر على اضطرابات الاقتصاد الأمريكي

جاء هذا الارتفاع التاريخي في وقت يسوده القلق من السياسات الاقتصادية الأمريكية، وخاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية ضخمة بنسبة 145% على واردات صينية، بالتزامن مع هجومه العلني على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ما أثار مخاوف الأسواق وأفقد المستثمرين الثقة.

هذا المشهد المضطرب دفع المستثمرين إلى الهرولة نحو الذهب كملاذ آمن، حيث ارتفع الطلب الفعلي بشكل حاد وبلغت كميات الذهب في مستودعات COMEX مستويات تكفي استهلاك الولايات المتحدة لخمس سنوات.

علاقة الذهب والسندات الأمريكية تنكسر لأول مرة

اللافت أن أسعار الذهب واصلت الصعود رغم زيادة عوائد السندات الأمريكية، وهو ما يشير إلى كسر القاعدة التقليدية التي تربط بين الذهب والسندات كأصول آمنة تتفاعل عكسيًا.

في اليوم الذي سجل فيه الذهب 3500 دولار، سجلت صناديق أسواق المال الأمريكية خروج تدفقات بقيمة 125 مليار دولار، وهي الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، مما عكس فقدان الثقة العميق في الاقتصاد الأمريكي، وتحوّل الذهب إلى الملاذ الوحيد الموثوق به.

التحولات الجيوسياسية وسباق البنوك المركزية لدعم الذهب

من العوامل الأخرى التي دعمت ارتفاع الذهب:

• العقوبات على روسيا دفعت العديد من البنوك المركزية إلى التخلي عن الدولار وزيادة احتياطاتها من الذهب.

• منذ 2022، قفز معدل شراء البنوك المركزية للذهب من 125 طنًا فصليًا إلى أكثر من 260 طنًا.

• الصين كانت المحرك الرئيسي، حيث قفزت العلاوات المحلية للذهب إلى 135 دولارًا للأونصة، وبلغت التدفقات الداخلة إلى صناديق الذهب المدعومة فعليًا نحو 5 مليارات يوان في شهر واحد فقط.

• سماح الصين لشركات التأمين الكبرى بالتداول في سوق الذهب زاد من عمق السوق وتوسع حجم المشاركين.

تحذيرات من تصعيد صيني محتمل

إذا قررت الصين بيع سندات الخزانة الأمريكية، قد نشهد تسارعًا هائلًا في التخلي عن الدولار وتدفق الاستثمارات نحو الذهب، ما يعزز اتجاهه الصاعد.

تأثير ارتفاع الذهب على الأسواق الدولية

الهند، باعتبارها ثاني أكبر مستورد للذهب عالميًا، تأثرت بشدة بسبب حساسية الطلب للأسعار المرتفعة، حيث تراجع الشراء الفردي لصالح المستثمرين الكبار.

أما شركات التعدين، فقد بدأت تعيد هيكلة استراتيجياتها. فبعد فترة عزوف عن التحوط للاستفادة القصوى من الأسعار المرتفعة، بدأت منذ منتصف 2024 بتطبيق استراتيجيات تأمين للأرباح لمواجهة تقلبات السوق.

كما قادت صفقات الاندماج والاستحواذ في قطاع التعدين المشهد، مع صفقات بارزة مثل استحواذ Northern Star على De Grey مقابل 5 مليارات دولار أسترالي.

التوقعات المستقبلية.. هل يصل الذهب إلى 4000 دولار؟

• يتوقع محللو Natixis أن يبلغ متوسط سعر الذهب:

  • 3200 دولار للأونصة في 2025.

  • 3360 دولارًا في 2026.

• ومع استمرار الطلب الصيني، والمشتريات القياسية للبنوك المركزية، وتراجع الدولار، من المرجح أن يكسر الذهب حاجز 4000 دولار في السنوات المقبلة.

صناديق الذهب تحقق عوائد استثنائية

• سجل صندوق SPDR Gold Shares (GLD) عائدًا بلغ +23.07%.

• حقق iShares Gold Trust (IAU) عائدًا قدره +23.15%.

• أما صناديق شركات التعدين فحققت مكاسب أعلى:

  • Sprott Gold Miners ETF (SGDM): +35.6%.

  • iShares MSCI Global Gold Miners ETF (RING): +35.5%.

  • VanEck Gold Miners ETF (GDX): +34.4%.