وفاة البابا فرنسيس تفتح الباب لمرحلة جديدة في الفاتيكان.. من يخلفه على كرسي القديس بطرس؟
غيّب الموت صباح اليوم الإثنين 21 أبريل 2025، البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، لترتفع بذلك واحدة من أكثر الأرواح تأثيرًا في المشهد الديني والسياسي العالمي، ويبدأ الفاتيكان مرحلة مفصلية تتعلق باختيار خليفته الجديد.
اللحظات الأخيرة في حياة البابا فرنسيس
ولد البابا فرنسيس في 17 ديسمبر 1936 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، باسم خورخي ماريو بيرغوليو. وعاش أيامه الأخيرة بين أجهزة العناية الفائقة، بعد أن تدهورت حالته بسبب التهاب رئوي حاد وصل إلى مرحلة حرجة دفعت الفريق الطبي إلى تقليص التدخلات العلاجية.
ورغم المعاناة الجسدية، بقي صوته حاضرًا عالميًا، فقد كان من أوائل من طالبوا بـوقف الحرب في غزة، ووجّه نداءات إنسانية لإغاثة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الكنيسة لا تنفصل عن قضايا العالم ومآسيه.
الفاتيكان يستعد لاختيار البابا الجديد
ومع إعلان الوفاة رسميًا، يتحضّر الفاتيكان لما يُعرف بـالمجمع البابوي (Conclave)، حيث يجتمع الكرادلة لانتخاب البابا الجديد. ووفق القواعد المعمول بها، فإن 138 كاردينالاً دون سن الثمانين يحق لهم التصويت، من أصل 252 عضوًا.
تُعقد جلسات التصويت في كنيسة سيستينا داخل الفاتيكان، وتُجرى أربع جولات اقتراع يوميًا حتى يحصل أحد المرشحين على ثلثي الأصوات. ومن المتوقع أن تستغرق هذه العملية ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس
يتداول الإعلام الكاثوليكي والدولي حاليًا عدة أسماء بارزة لخلافة البابا فرنسيس، يمثل كل منهم تيارًا فكريًا وتوجهًا مميزًا قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة:
1. الكاردينال بييترو بارولين (إيطاليا)
يشغل منصب سكرتير دولة الفاتيكان منذ عام 2013، ويُعد "الرجل الثاني" في المؤسسة البابوية. يُعرف بمرونته وحنكته الدبلوماسية، ويدعو إلى تحقيق السلام من خلال الحوار لا الإكراه، مع احترام كرامة الشعوب وحقوق الإنسان.
2. الكاردينال بيتر إردو (المجر)
يمثل التيار التقليدي المحافظ، ويعارض تقديم المناولة للمطلقين أو المتزوجين ثانية. كما يعارض سياسة الانفتاح في قضايا الهجرة. يُنظر إليه كمدافع صلب عن العقيدة الكنسية الكلاسيكية.
3. الكاردينال لويس أنطونيو تاجلي (الفلبين)
وجه آسيوي لامع، يتميز بمواقفه الإنسانية وانفتاحه على الفئات المهمشة. يُعد مقربًا من البابا فرنسيس فكريًا، ويمثل توجّهًا إصلاحيًا في قضايا المساواة والعدالة الاجتماعية.
4. الكاردينال ماتيو زوبي (إيطاليا)
أحدث دخولًا قويًا في دائرة الترشيحات بعد تعيينه رئيسًا لأساقفة إيطاليا. يتمتع بشعبية دولية كبيرة بفضل أدواره في الوساطة والسلام، خصوصًا خلال زياراته لأوكرانيا والولايات المتحدة.
5. الكاردينال ريموند ليو بيرك (الولايات المتحدة)
يمثل التيار الأكثر تحفظًا وصلابة داخل الكنيسة، وسبق أن وجّه انتقادات مباشرة للبابا فرنسيس بسبب ما وصفه بـ"تساهل مفرط" تجاه قضايا مثل المثلية الجنسية والزواج المدني ومنع الحمل.
مَن يحسم السباق؟
رغم اختلاف التوجهات، لا تزال عملية الاختيار محاطة بسرية تامة، ولا يُكشف عن أي تفاصيل إلا بعد انتخاب البابا الجديد، حين يظهر الدخان الأبيض فوق كنيسة سيستينا في إشارة إلى الوصول لاتفاق.
ويبقى السؤال الأبرز: هل يستمر الفاتيكان في نهج فرنسيس المنفتح، أم تعود الكنيسة إلى مسار أكثر تحفظًا؟
الأيام المقبلة ستحمل الإجابة.
