إسرائيل تؤجل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة: تطورات صفقة التبادل ومصير أربيل يهود

في خطوة مفاجئة، أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة اليوم، رغم أن ذلك كان منصوصًا عليه ضمن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. القرار أثار جدلًا واسعًا وألقى بظلال من الشك على مصير الاتفاق.

ما سبب القرار الإسرائيلي؟

وفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، برر القرار بعدم إطلاق سراح المواطنة الإسرائيلية أربيل يهود، التي كان من المفترض أن تشملها المرحلة الحالية من الصفقة. جاء هذا الإعلان بعد دقائق فقط من تسلُّم إسرائيل أربع مجندات إسرائيليات تم إطلاق سراحهن من غزة.

من هي أربيل يهود؟

أربيل يهود، 28 عامًا، هي مدنية إسرائيلية وابنة كيبوتس "نير عوز" في غلاف غزة. تم اختطافها مع شريكها "أرييل كونيو" خلال الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023. بينما تم العثور على جثة شقيقها الأكبر "دوليف" لاحقًا بعد مقتله خلال الهجوم، لم يتم معرفة أي معلومات عن أربيل حتى الآن.

المرحلة الثانية من الصفقة

تضمنت المرحلة الثانية من صفقة التبادل إطلاق سراح سبعة رهائن إسرائيليين، وهو ما تحقق حتى اليوم، مقابل الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين. كما نص الاتفاق على السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، وهو ما تم تأجيله بقرار إسرائيلي.

ردود الفعل الفلسطينية

أكد مسؤول في حركة حماس أن أربيل يهود على قيد الحياة وستُفرج عنها الحركة الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن حماس ملتزمة بتنفيذ الاتفاق. كما أبدى مسؤولون في حركة الجهاد الإسلامي استعدادهم لتقديم إثباتات حول حياة أربيل، في محاولة لتجنب تعقيد الموقف.

تصريحات الجيش الإسرائيلي

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: "حماس لم تلتزم بتعهداتها بخصوص إطلاق المدنيين أولًا. نحن مصرون على عودة أربيل يهود، بالإضافة إلى أطفال عائلة بيباس."

انتشار القوات في محور نتساريم

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، أن الجيش سيبقى منتشرًا في محور نتساريم، الذي يفصل شمال غزة عن باقي القطاع، حتى إشعار آخر. كما جدد الجيش تحذيراته لسكان غزة بعدم الاقتراب من المنطقة، مؤكدًا استعداده للانسحاب عند استيفاء شروط الاتفاق.

التأثير على النازحين الفلسطينيين

تأجيل السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال غزة خلق حالة من الإحباط والقلق بين السكان، خاصة أن هذه الخطوة كانت تمثل أهم بند في المرحلة الأولى من الاتفاق.

ماذا بعد؟ إثبات حياة أربيل يهود وإطلاق سراحها

يبدو أن الوسطاء الدوليين سيواجهون تحديًا كبيرًا لتجاوز هذه الأزمة، حيث أبدت إسرائيل استعدادًا للتفاوض مجددًا بشرط إثبات حياة أربيل يهود وإطلاق سراحها قريبًا. في المقابل، تسعى حماس والجهاد الإسلامي لإثبات التزامهما بالاتفاق لتجنب أي انهيار في المفاوضات.

تعقيد الأوضاع في غزة

يُظهر القرار الإسرائيلي بتأجيل عودة النازحين الفلسطينيين مدى تعقيد الأوضاع في غزة والتحديات المرتبطة بتنفيذ اتفاقيات التبادل. مع استمرار التوترات، تبقى الآمال معقودة على دور الوسطاء في الحفاظ على الاتفاق ومنع تصعيد الأوضاع