خدعته حتى لحظة الزفاف.. قصة زوج يكتشف زواجًا سابقًا وطفلًا مخفيًا ويطلب فسخ عقد الزواج

لم يكن يتخيل أن حكاية حبه ستنقلب إلى كابوس قانوني ونفسي قبل أن تبدأ فعليًا. فبينما كان يستعد لليوم الذي انتظره طويلًا، اكتشف الزوج — بحسب دعواه — أن زوجته أخفت عنه زواجًا سابقًا وإنجاب طفل من زوجها الأول، لتتحول الفرحة المرتقبة إلى صدمة مدوية دفعته إلى محكمة الأسرة بأكتوبر طالبًا فسخ عقد الزواج بسبب الغش والتدليس.
اكتشاف الحقيقة قبل الزفاف.. صدمة اللحظة الأخيرة
يروي الزوج تفاصيل اللحظة الفاصلة في دعواه، قائلًا إنه لم يكن على علم مطلقًا بزواج زوجته السابق أو طلاقها قبل الارتباط به. طوال فترة الخطوبة وعقد القِران، — كما يؤكد — أخفت عنه الوقائع الجوهرية، مستفيدة من إقامة طليقها مع الطفل لدى أسرته، ما ساعدها على إخفاء الحقيقة دون أن تترك أثرًا واضحًا.
وقبل أيام قليلة من الزفاف، انكشفت الخيوط. لم يكن الأمر مجرد خبر عابر، بل حقيقة قلبت ميزان الثقة، وجعلته — بحسب وصفه — يقف أمام زواج بُني على معلومات غير صحيحة من الأساس.

معاناة نفسية ومساومة.. حين يتحول الصمت إلى ضغط
لم تتوقف الأزمة عند حد الصدمة. يوضح الزوج أنه دخل في حالة من الانهيار النفسي، بينما استمرت الزوجة — وفق دعواه — في مساومته ومحاولة فرض شروط عليه، وكأن ما حدث تفصيل يمكن تجاوزه.
يقول: «الزواج كان قائمًا على الثقة، وحين سقطت الثقة سقط أحد أركانه الأساسية». ومع ذلك، وجد نفسه أمام ضغوط ومحاولات لإجباره على الاستمرار في علاقة فقدت معناها قبل أن تبدأ.
نزاع المنقولات والمصوغات.. مطالب مالية وسط خلاف جوهري

تتعقد القصة أكثر حين ينتقل الخلاف إلى الحقوق المالية. فبحسب الدعوى، طالبت الزوجة الزوج بسداد قيمة منقولات زوجية لم يستلمها أصلًا، وقدرت قيمتها بنحو 600 ألف جنيه، فضلًا عن مطالبات إضافية بقيمة مصوغات ذهبية.
اعتبر الزوج هذه المطالب تعسفًا ومخالفة للواقع، خاصة في ظل نزاع قائم حول صحة الزواج من الأساس، مؤكدًا أن النزاع المالي لا يمكن فصله عن جوهر القضية.
اتهامات بالغش والتدليس والتزوير.. أوراق على طاولة المحكمة
يتهم الزوج زوجته وأسرتها بـالتحايل والغش والتدليس، وإخفاء حقيقة الزواج الأول والطلاق والإنجاب، مشيرًا إلى أنه قدم للمحكمة مستندات رسمية تفيد — بحسب قوله — بوجود تزوير في بعض الإجراءات، ورفضٍ متكرر لإنهاء النزاع وديًا.
ويؤكد أنه حاول مرات عدة الوصول إلى حل يحفظ حقوق الطرفين ويُنهي العلاقة دون ساحات القضاء، إلا أن كل المحاولات قوبلت بالرفض، ما دفعه إلى اللجوء لمحكمة الأسرة ورفع دعوى فسخ الزواج واسترداد حقوقه.
متى يُفسخ عقد الزواج بسبب الغش والتدليس؟
الإطار القانوني
وفقًا لقانون الأحوال الشخصية، فإن إخفاء وقائع جوهرية — مثل زواج سابق أو إنجاب طفل — يُعد غشًا وتدليسًا إذا ثبت أن الطرف الآخر ما كان ليُقدم على الزواج لو علم بهذه الحقيقة.
سلطة محكمة الأسرة
يؤكد مختصون أن لمحكمة الأسرة سلطة فسخ عقد الزواج حال ثبوت التدليس، ويُعد الفسخ هنا غير الطلاق، وتترتب عليه آثار قانونية مختلفة.
الحقوق المالية بعد الفسخ
تنظر المحكمة في الحقوق المالية وفق ظروف كل حالة، وبحسب ما إذا كان الطرف المتضرر قد لحقه ضرر مادي أو أدبي ثابت بالأوراق، مع مراعاة حسن النية وتقدير الوقائع.
قصة تتكرر.. ورسالة قانونية واضحة
قصة هذا الزوج ليست حالة فردية، بل جرس إنذار لكل من يُقدم على الزواج دون إفصاح كامل. فالثقة لا تُبنى على الصمت، والزواج لا يستقيم إذا سقطت الشفافية. وبين قاعات المحاكم، تظل الحقيقة — مهما تأخرت — طريقًا لا بد أن يظهر.

