معمرون عرب حطموا الأرقام القياسية.. قصص عشرة عاشوا قرونًا وكتبوا التاريخ بأعمارهم

وُهِبَ بعض كبار السن في المنطقة العربية عمرًا مديدًا، فحطموا الأرقام القياسية في البقاء على كوكب الأرض، ونافسوا أقدم المعمّرين حول العالم. لم تكن أعمارهم مجرد أرقام، بل سير حياة حافلة شهدت الاستعمار والحروب والثورات والتحولات الكبرى في التاريخ العربي. صارت تجاربهم دروسًا تُروى، وذاكرتهم أرشيفًا حيًا لقرونٍ من التحولات الاجتماعية والسياسية.
في السطور التالية، نستعرض قصص عشرة معمّرين عرب، موثّقين بالأسماء والسنوات والبلدان، مع لمحات إنسانية من حياتهم الطويلة.
1) فاطمة المنصوري – 140 سنة (الجزائر)
معمّرة عايشت الاستعمار وصمدت
أثبتت الوثائق القانونية أن الجزائرية فاطمة المنصوري بلغت 140 عامًا. سعت سنوات لتصنيفها أكبر معمّرة في العالم. عايشت قسوة الاستعمار الفرنسي، وتمتعت بصحة جيدة نسبيًا ولم تعرف المرض في شبابها.
تزوجت ثلاث مرات، وتأخر إنجابها 23 عامًا قبل أن تُرزق بثلاثة أبناء من زواجها الثالث، ولديها ما لا يقل عن 93 حفيدًا.

2) محمد القبايلي – 114 سنة (المغرب)
ذاكرة مقاومة رغم ثقل السنين
على الرغم من فقدانه جزءًا من ذاكرته، لم ينسَ الحاج محمد القبايلي أيام تقاسم الطعام والمبيت مع المجاهدين زمن الاستعمار.
لسانه متثاقل، لكن رفقته لأبنائه وأحفاده لا تنقطع، ويُقدَّر عددهم بأكثر من 100 ابن وحفيد. ويبدو أن طول العمر وراثي؛ إذ توفيت والدته عن 130 عامًا.
3) مينة عبد اللوي – 110 سنوات (المغرب)
ذاكرة حاضرة وحدود غائبة
عاصرت مينة عبد اللوي زمنًا لم تكن فيه حدود بين المغرب والجزائر. فقدت بصرها، لكن قواها العقلية كاملة، وتتذكر تفاصيل حياتها وحياة أبنائها السبعة و46 حفيدًا. طول العمر سمة عائلية؛ فجميع إخوتها تجاوزوا القرن.
4) فاطمة عمر عيسى قضيب – 115 سنة (مصر)
ذاكرة مصر من الخديوي إلى الثورة

رحلت العام الماضي في دمنهور عن 115 عامًا. قال نجلها إنها لم تزر طبيبًا إلا في أواخر عمرها، وتمتعت بذاكرة قوية تحكي زمن الحروب والثورة والملك والخديوي.
5) فاطمة سعادة – 129 سنة (لبنان)
من العثمانيين إلى الانتداب
وُلدت الحاجة فاطمة سعادة عام 1885، وتُعد أكبر معمّرة في لبنان. أنجبت 13 ولدًا ولها أكثر من 30 حفيدًا، وعاصرت مراحل البلاد من العصر العثماني إلى الانتداب الفرنسي.
6) محمد بن زارع – 154 سنة (السعودية)
حجّ ماشيًا أكثر من 12 مرة

توفي عام 2013 كأكبر معمّر في السعودية عن 154 عامًا. خلّف 180 ابنًا وبنتًا وحفيدًا، وعُرف بأدائه فريضة الحج سيرًا على الأقدام أكثر من 12 مرة.
7) عالية المصري – 116 سنة (فلسطين)
ذاكرة فلسطين الحيّة
عاصرت عالية المصري الحكم العثماني والانتداب البريطاني والنكبة. لم ينل العمر من عقلها، وتروي ذكرياتها لأكثر من 300 حفيد.
8) يوسف المنديل العتوم – 124 سنة (الأردن)
أسرة ممتدة عبر الأجيال
رحل عام 2013 عن 124 عامًا كأكبر معمّر في الأردن. تزوج أربع نساء وأنجب 350 ابنًا وحفيدًا، في حياة حافلة بالعائلة والعمل.
9) لاجئة سورية – 107 سنوات
أكبر لاجئة سورية

عام 2014 أنقذ خفر السواحل اليوناني امرأة سورية عمرها 107 سنوات كانت على وشك الغرق. تابعت رحلتها حتى ألمانيا ونالت اللجوء الإنساني مع عائلتها، لتُعرف بـأكبر لاجئة سورية.



10) رومي ناصر معيبد الأزيرجاوي – 130 سنة (العراق)
فلاح وثائر من ضفاف النهر
توفي قبل ست سنوات عن 130 عامًا. عاش حياة بسيطة في الزراعة قرب النهر، وشارك في ثورة 1920 ضد الاحتلال الإنجليزي. تزوج امرأتين وأنجب 8 أبناء و50 حفيدًا.
ماذا نتعلم من هذه الأعمار؟
-
التاريخ الحي: هؤلاء شهود أحياء على قرون من التحولات.
-
الروابط الأسرية: العائلة الممتدة عامل مشترك.
-
البساطة والنشاط: نمط حياة بسيط وحركة مستمرة.
-
الذاكرة كقوة: الحفاظ على الحكي والسرد ينعش العقل.

