الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

لاول مرةمنذ 50 عاما

استنفار أمني في مقديشيو بالتزامن مع انتخابات المجالس المحلية

انتشار امني في مقديشبو
-

تشهد مقديشيو، عاصمة الصومال، حالة استنفار أمني غير مسبوقة يوم الخميس، تزامنًا مع إجراء انتخابات المجالس المحلية، في حدث تاريخي يُعد الأول من نوعه منذ أكثر من نصف قرن، وسط ترتيبات أمنية ولوجستية مشددة، وخلافات سياسية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الانتخابي.

وتسعى الحكومة الفيدرالية الصومالية إلى تأمين العملية الانتخابية وضمان سلامتها، في ظل مخاوف أمنية وتهديدات محتملة من جماعات مسلحة، إضافة إلى تحفظات قوى معارضة ترى أن الانتخابات تفتقر إلى التوافق الوطني اللازم.

إغلاق مطار عدن عدي الدولي ضمن خطة تأمين الانتخابات

ضمن الترتيبات الأمنية واللوجستية الهادفة إلى حماية العملية الانتخابية، أعلنت هيئة الطيران المدني الصومالية إغلاق مطار عدن عدي الدولي في مقديشيو، يوم الخميس، بالتزامن مع يوم الاقتراع.

تعليق الرحلات الجوية مؤقتًا

وقالت الهيئة، في بيان رسمي صدر الثلاثاء، إن جميع الرحلات الجوية من وإلى مقديشيو ستُعلّق خلال فترة الإغلاق، داعية شركات الطيران ووكالات السفر والمسافرين إلى تعديل جداول رحلاتهم مسبقًا وفقًا للإجراءات المعلنة.

وأكدت الهيئة أن حركة الطيران ستُستأنف بشكل طبيعي فور رفع القيود المرتبطة بالانتخابات، كما حثت المسافرين على متابعة البيانات الرسمية تحسبًا لأي مستجدات طارئة.

خطة أمنية موسعة.. نشر 10 آلاف جندي شرطة

تأمين شامل للعاصمة

بالتوازي مع إغلاق المطار، أعلنت الأجهزة الأمنية الصومالية عن خطة أمنية واسعة النطاق، تتضمن نشر نحو 10 آلاف جندي من الشرطة الصومالية لتأمين انتخابات المجالس المحلية في مقديشيو.

وقال عبد الله شيخ إسماعيل، وزير الأمن الداخلي الصومالي، إن قوات الشرطة استكملت جميع استعداداتها، وهي على أتم الجاهزية لضمان إجراء انتخابات سلمية وآمنة ونزيهة.

أولويات أمنية واضحة

وأوضح الوزير أن الخطة الأمنية تركز على:

  • حماية المدنيين ومراكز الاقتراع.

  • تأمين العاملين في العملية الانتخابية.

  • حماية البنية التحتية الحساسة داخل العاصمة.

  • تعزيز نقاط التفتيش وتكثيف الدوريات الأمنية.

  • رفع مستوى التنسيق الاستخباراتي لمواجهة أي تهديدات محتملة، خصوصًا من الجماعات المسلحة الساعية إلى عرقلة الانتخابات.

ترتيبات لوجستية.. 5 آلاف موظف اقتراع

إشراف انتخابي واسع

بعد 6 عقود.. مقديشو تجري أول عملية تسجيل في الانتخابات ...

في السياق ذاته، أعلنت المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات والحدود أنها ستنشر نحو 5 آلاف موظف اقتراع في مراكز التصويت بالعاصمة، للإشراف على الانتخابات التي تُجرى وفق مبدأ «صوت واحد لكل ناخب».

وقال رئيس المفوضية عبد الكريم أحمد حسن إن الموظفين خضعوا لتدريبات مكثفة شملت:

  • إدارة العملية الانتخابية.

  • حقوق الناخبين.

  • الإجراءات القانونية لضمان النزاهة والشفافية.

وأكد أن حياد الموظفين والتزامهم بالمعايير المهنية يمثلان عاملًا حاسمًا في بناء ثقة الشارع الصومالي بالعملية الانتخابية.

انتخابات تاريخية بعد 50 عامًا من الغياب

محطة مفصلية في التحول الديمقراطي

تُعد انتخابات المجالس المحلية في مقديشيو حدثًا تاريخيًا غير مسبوق، كونها أول انتخابات مباشرة بنظام الاقتراع العام تشهدها العاصمة منذ أكثر من خمسين عامًا، في إطار مساعي الحكومة الفيدرالية للانتقال من نظام المحاصصة القبلية إلى نظام ديمقراطي قائم على التصويت الشعبي المباشر.

وترى الحكومة أن هذه الانتخابات تمثل خطوة أساسية في مسار الإصلاح السياسي وبناء مؤسسات شرعية تعكس إرادة المواطنين.

الصومال: الأمم المتحدة ترحب بنهاية الانتخابات الرئاسية بشكل عادل ...

موقف المعارضة.. تحفظات وتهديد بفراغ دستوري

رفض الانتخابات في إقليم بنادر

في المقابل، أعلن مجلس مستقبل الصومال، وهو تكتل لقوى المعارضة الصومالية، رفضه إجراء الانتخابات المحلية في إقليم بنادر الذي يضم العاصمة مقديشيو.

وجاء ذلك في ختام اجتماع عقده التكتل بمدينة كيسمايو، حيث وصف الانتخابات بأنها عملية «أحادية الاتجاه» تفتقر إلى التوافق الوطني.

مهلة للرئيس وتحذيرات

وأكد التكتل أنه منح الرئيس حسن شيخ محمود مهلة شهر واحد لعقد حوار شامل مع جميع القوى السياسية، بهدف:

  • تجنب فراغ دستوري محتمل.

  • منع صراعات سياسية قد تهدد الاستقرار.

كما حدد 20 يناير/كانون الثاني المقبل موعدًا نهائيًا للتوصل إلى اتفاق سياسي، محذرًا من مخاطر الانزلاق الأمني وتصاعد تهديد الإرهاب في حال فشل التوافق.

قائد الشرطة الوطنية”سيتم تقييد الحركة في مقديشو لضمان سير ...

رد الرئيس حسن شيخ محمود

دعوة للحوار وتحذير من العنف

من جانبه، أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن الحكومة الفيدرالية لا تزال منفتحة على الحوار والتوصل إلى حلول وسط مع قوى المعارضة، داعيًا إياها إلى تقديم رؤية واضحة وبناءة قابلة للنقاش الوطني.

وشدد على أن أي توافق سياسي يجب أن يكون:

  • مفهومًا للرأي العام.

  • قابلًا للتفاوض ضمن الأطر الدستورية والمؤسسية.

وحذر الرئيس من تحويل الخلافات السياسية إلى مواجهات مسلحة، مؤكدًا أن الجمود السياسي لا يخدم الاستقرار، وأن وحدة الصومال تمثل أولوية لا تقبل المساومة.

مقديشيو على أعتاب يوم انتخابي تاريخي

تقف مقديشيو على أعتاب يوم انتخابي تاريخي، محاط بتحديات أمنية وسياسية جسيمة، بين إصرار حكومي على المضي قدمًا في الإصلاح الديمقراطي، وتحفظات معارضة تخشى تداعيات غياب التوافق. وبين هذا وذاك، يبقى النجاح الأمني والتنظيمي للاقتراع عاملًا حاسمًا في رسم مستقبل العملية السياسية في الصومال.