الصين تفرض رسومًا على منتجات الألبان الأوروبية.. حرب الرسوم التي أشعلها ترامب تكوي الجميع

أعلنت الصين فرض رسوم جمركية على منتجات الألبان الأوروبية، في خطوة تعكس تصاعد سياسة المعاملة بالمثل، واتساع رقعة الصراع الاقتصادي الذي بدأ قبل سنوات، ولا يزال يلقي بظلاله الثقيلة على الاقتصاد العالمي.
وتأتي هذه الخطوة في سياق حرب الرسوم الجمركية التي فجّرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي لم تتوقف آثارها عند حدود الولايات المتحدة والصين، بل امتدت لتصيب الاتحاد الأوروبي ودولًا وأسواقًا أخرى، في مشهد يؤكد أن الاقتصاد العالمي بات يدفع ثمنًا باهظًا لصراعات سياسية وتجارية متشابكة.
قرار صيني جديد يستهدف الألبان الأوروبية
أعلنت الجهات المختصة في بكين فرض رسوم إضافية على منتجات الألبان القادمة من دول الاتحاد الأوروبي، في إطار إجراءات حمائية تهدف إلى:
-
حماية المنتج المحلي الصيني
-
الرد على سياسات تجارية غربية مماثلة
-
إعادة التوازن في الميزان التجاري
ويُعد قطاع الألبان من القطاعات الحيوية في الصادرات الأوروبية، حيث تعتمد دول مثل فرنسا وألمانيا وهولندا وإيرلندا بشكل كبير على السوق الصينية، التي تمثل أحد أكبر مستوردي المنتجات الغذائية عالميًا.

لماذا الألبان؟ رسالة اقتصادية وسياسية
يرى محللون أن اختيار منتجات الألبان لم يكن عشوائيًا، إذ:
-
يشكل القطاع مصدر دخل مهم للمزارعين الأوروبيين
-
يتمتع بحساسية اجتماعية داخل الاتحاد الأوروبي
-
يضغط على الحكومات الأوروبية عبر الشارع الزراعي
وبذلك، توجه الصين رسالة مزدوجة:
-
اقتصاديًا: لن تتحمل وحدها كلفة القيود التجارية
-
سياسيًا: أي تصعيد تجاري سيقابله رد مباشر
حرب الرسوم التي أشعلها ترامب.. كرة نار تتدحرج

4
تعود جذور هذه المواجهات إلى السياسات التي انتهجتها إدارة ترامب، حين فرضت واشنطن رسومًا جمركية واسعة على السلع الصينية، تحت شعار:
-
حماية الصناعة الأمريكية
-
تقليص العجز التجاري
غير أن تلك السياسات أدت إلى:
-
ردود صينية مماثلة
-
اضطراب سلاسل الإمداد العالمية
-
ارتفاع أسعار السلع للمستهلك النهائي
ومع عودة الخطاب الحمائي إلى الواجهة عالميًا، لم يعد الصراع محصورًا بين واشنطن وبكين، بل تشابكت خطوط المواجهة لتشمل أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

الاتحاد الأوروبي في مرمى النيران
بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، فإن الرسوم الصينية على الألبان تمثل:
-
ضربة مباشرة لقطاع زراعي حساس
-
تهديدًا لصادرات غذائية بمليارات اليوروهات
-
مؤشرًا على تراجع مناخ التجارة الحرة
وحذرت دوائر اقتصادية أوروبية من أن استمرار التصعيد قد يدفع:
-
المزارعين إلى خسائر فادحة
-
الحكومات إلى تقديم دعم مالي إضافي
-
المستهلك الأوروبي إلى تحمّل جزء من الكلفة
من يدفع الثمن الحقيقي؟
رغم أن القرارات تُتخذ على مستوى الحكومات، فإن الخاسر الأكبر في حرب الرسوم يبقى:
-
المزارع البسيط
-
المصانع الصغيرة والمتوسطة
-
المستهلك النهائي
فارتفاع الرسوم يؤدي إلى:
-
زيادة أسعار الغذاء
-
تراجع القدرة الشرائية
-
اضطراب الأسواق العالمية
وهو ما يجعل هذه الحرب لعبة خاسرة للجميع، مهما حاولت الأطراف تقديمها باعتبارها دفاعًا عن المصالح الوطنية.

اقتصاد عالمي بلا مظلة
تكشف الرسوم الصينية على الألبان الأوروبية أن:
-
العالم يتجه نحو تفكيك قواعد التجارة الحرة
-
المؤسسات الدولية فقدت قدرتها على الضبط والاحتواء
-
السياسات الحمائية أصبحت أداة ضغط سياسية لا اقتصادية فقط
-
تداعيات قرارات الأمس ما زالت تحكم واقع اليوم
فالحرب التي أشعلها ترامب لم تنتهِ بخروجه من البيت الأبيض، بل تحولت إلى نهج عالمي قابل للاشتعال في أي لحظة.
حرب الرسوم الجمركية دخلت مرحلة جديدة أكثر اتساعًا
فرض الصين رسومًا على منتجات الألبان الأوروبية يؤكد أن حرب الرسوم الجمركية دخلت مرحلة جديدة وأكثر اتساعًا.
فبين واشنطن وبكين وبروكسل، تتقاذف الاقتصادات الكبرى كرة نار مشتعلة، بينما يدفع العالم – شعوبًا وأسواقًا – الثمن الأكبر.

