الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

تصعيد خطير في الكاريبي: واشنطن تحتجز ثالث ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا وتلوّح بتوسيع الحصار

الاسطول الامريكي
-

كشفت تقارير دولية عن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط ثالثة قبالة السواحل الفنزويلية، في خطوة تعكس تشديد الخناق على صادرات الطاقة الفنزويلية، وتعيد إلى الواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية استراتيجيًا.

ويأتي هذا التطور في سياق سياسة أمريكية متصاعدة تهدف إلى شلّ القدرات النفطية لفنزويلا، وسط تبادل اتهامات حاد بين واشنطن وكاراكاس، وتحذيرات من تداعيات قانونية وأمنية قد تمتد آثارها إلى دول الكاريبي وأسواق الطاقة العالمية.

بلومبرغ: اعتراض ناقلة نفط ثالثة قبالة فنزويلا

أفادت وكالة بلومبرغ، اليوم الأحد، بأن خفر السواحل الأمريكي اعترض ناقلة النفط “بيلا 1” الخاضعة للعقوبات الأمريكية، أثناء إبحارها قبالة السواحل الفنزويلية، وهي ترفع علم بنما، وكانت في طريقها لتحميل شحنة نفط من الموانئ الفنزويلية.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطّلع – طلب عدم الكشف عن هويته – أن عملية الاعتراض تمت ضمن إطار الحصار البحري غير المعلن الذي تفرضه واشنطن على حركة ناقلات النفط من وإلى الجمهورية البوليفارية.

البيت الأبيض: نفط خاضع للعقوبات و«أسطول سري»

في أول تعليق رسمي، قالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي إن الناقلة التي تم احتجازها كانت تحمل نفطًا خاضعًا للعقوبات الأمريكية، ووصفتها بأنها جزء مما سمته واشنطن “أسطول فنزويلا السري لتهريب النفط”.

US seizes second oil tanker off Venezuela's coast More Info ... U.S. Out of the Caribbean; No Blockade of Venezuelan Oil ...

وأكدت كيلي أن الولايات المتحدة ماضية في تنفيذ إجراءات صارمة لمنع ما تعتبره “التفافًا ممنهجًا على العقوبات”، مشيرة إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار حماية المصالح الأمريكية وفرض القانون الدولي، بحسب الرواية الأمريكية.

سلسلة اعتراضات متتالية خلال ديسمبر

لا يُعد اعتراض ناقلة “بيلا 1” حادثًا معزولًا، إذ سبقه خلال الشهر الجاري:

  • احتجاز ناقلة “سكيبر” في 10 ديسمبر/كانون الأول

  • اعتراض الناقلة العملاقة “سنتشوريز” يوم السبت الماضي

ما يعكس – بحسب مراقبين – تصعيدًا ممنهجًا في السياسة الأمريكية تجاه صادرات النفط الفنزويلية، وتحولًا من العقوبات الورقية إلى إجراءات ميدانية مباشرة في البحر الكاريبي.

ترامب يصعّد: فنزويلا «منظمة إرهابية» وحصار كامل

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق تصنيف حكومة فنزويلا كـ«منظمة إرهابية أجنبية»، وفرض حصار كامل على ناقلات النفط المتجهة من وإلى البلاد.

وأكد ترامب أن بلاده ستواصل احتجاز أي ناقلة نفط فنزويلية خاضعة للعقوبات، مطالبًا كاراكاس بإعادة ما وصفه بـ«الأصول والنفط والأراضي المسروقة» من الولايات المتحدة، وفق تعبيره.

كما تزامنت هذه التصريحات مع وعود أمريكية بشن ضربات قريبة ضد شبكات تهريب مخدرات تقول واشنطن إنها تنشط في منطقة الكاريبي، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيد عسكري غير مباشر.

كاراكاس ترد: قرصنة دولية وانتهاك للقانون

في المقابل، ردّت وزارة الخارجية الفنزويلية بلهجة شديدة، ووصفت الاستيلاء المسلح على ناقلات النفط بأنه «سرقة سافرة وعمل من أعمال القرصنة الدولية».

وأكد وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل أن بلاده ترفض جملةً وتفصيلًا المزاعم الأمريكية، معتبرًا أن ما يجري يمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية وحرية الملاحة.

وأشار خيل إلى أن فنزويلا تعتزم اللجوء إلى الهيئات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، لبحث ما وصفه بـ«الاعتداء المتكرر على سيادتها ومواردها الطبيعية».

اعتراض مدمرة أمريكية سفينة صيد فنزويلية: توتر متصاعد في الكاريبي

الكاريبي على صفيح ساخن.. تداعيات إقليمية ودولية

يرى خبراء في شؤون الطاقة والجغرافيا السياسية أن تصاعد التوتر في الكاريبي قد يؤدي إلى:

  • اضطراب طرق الشحن البحري في المنطقة

  • زيادة المخاطر على شركات التأمين والنقل البحري

  • تقلبات محتملة في أسعار النفط عالميًا

  • توتر العلاقات بين الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية

كما يحذّر مراقبون من أن تحويل العقوبات إلى إجراءات عسكرية بحرية قد يفتح الباب أمام احتكاكات غير محسوبة، خاصة في منطقة تشهد أصلًا نشاطًا مكثفًا للقوى الدولية.

هل يتجه الصراع إلى مواجهة أوسع؟

مع استمرار اعتراض الناقلات، وتصاعد الخطاب السياسي، يبدو أن الأزمة بين واشنطن وكاراكاس تدخل مرحلة أكثر خطورة، تتجاوز الضغط الاقتصادي إلى فرض أمر واقع بالقوة البحرية.

ويبقى السؤال المطروح:
هل تكتفي الولايات المتحدة بتشديد الحصار، أم أن الكاريبي مقبل على فصل جديد من المواجهة المفتوحة ستكون له تداعيات تتجاوز حدود فنزويلا لتطال المنطقة والعالم؟