الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

انقسام حاد في أمريكا اللاتينية: لولا يحذّر من حرب كارثية وميلي يصفّق لضغوط ترامب على فنزويلا خلال قمة ميركوسور

قمة ميركوسور
-

في مشهد سياسي لافت عكس عمق الانقسام داخل أمريكا اللاتينية، تفجّر خلاف علني بين رئيسي البرازيل والأرجنتين حول مستقبل فنزويلا، وذلك خلال أعمال قمة ميركوسور، في مواجهة مباشرة كشفت تضارب الرؤى بين نهج يدعو إلى تجنب الحرب وآخر يرحّب بالضغط والتدخل الدولي.

خلاف برازيلي – أرجنتيني يشعل قمة ميركوسور

https://s.france24.com/media/display/25dcb274-ddbb-11f0-9a54-005056a90284/w%3A1280/p%3A16x9/454aa000c45901393562058571b63eb54e4ab2e4.jpg?utm_source=chatgpt.com

برز الخلاف بين الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأرجنتيني خافيير ميلي، السبت، أثناء مناقشة بند حساس يتعلق بمصير فنزويلا، التي عُلّقت عضويتها في تكتل ميركوسور منذ عام 2016.

القمة، التي عُقدت في مدينة فوز دو إيغواسو جنوب البرازيل، كان من المفترض أن تركز على مستقبل الاتفاقية التجارية المرتقبة بين ميركوسور و**الاتحاد الأوروبي**، غير أن الملف الفنزويلي فرض نفسه بقوة على جدول الأعمال.

لولا يحذّر: أي تدخل عسكري سيقود إلى كارثة إنسانية

https://www.america-times.com/wp-content/uploads/2023/09/UNGA-Brazil.jpg?utm_source=chatgpt.com

خلال كلمته الافتتاحية، أطلق لولا دا سيلفا تحذيرًا شديد اللهجة من مغبة اللجوء إلى الخيار العسكري في فنزويلا، قائلاً إن:

“أي تدخل عسكري في فنزويلا سيكون كارثة إنسانية بالنسبة لنصف الكرة الجنوبي، وسابقة خطيرة قد تهدد الاستقرار العالمي”.

وأكد الرئيس البرازيلي أن الحلول العسكرية لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأزمة، داعيًا إلى تغليب الحوار السياسي والحلول الدبلوماسية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشة التي تعاني منها فنزويلا.

ميلي يرد: نرحب بضغط ترامب لتحرير فنزويلا

https://s.france24.com/media/display/cd9f5bbe-b86b-11e9-a1c2-005056bf87d6/w%3A1280/p%3A4x3/trump-maduro.jpg?utm_source=chatgpt.com

في المقابل، اتخذ الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي موقفًا مغايرًا تمامًا، حيث أشاد علنًا بسياسات وضغوط دونالد ترامب تجاه كاراكاس، مؤكدًا أن:

“الأرجنتين ترحب بالضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة ودونالد ترامب لتحرير الشعب الفنزويلي”.

وأضاف ميلي، المعروف بقربه الأيديولوجي من ترامب، أن “وقت التردد قد انتهى”، في إشارة واضحة إلى دعمه لتصعيد الضغوط السياسية وربما الأمنية ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

فنزويلا.. عضو مُجمّد وأزمة مستمرة

https://cdn.britannica.com/80/172780-050-5A7439E3/Venezuelan-President-Nicolas-Maduro.jpg?utm_source=chatgpt.com

تعود جذور الخلاف إلى قرار تعليق عضوية فنزويلا في ميركوسور عام 2016، بسبب ما وصفته دول التكتل حينها بـ”الانحراف عن المسار الديمقراطي”. ومنذ ذلك الحين، باتت فنزويلا نقطة انقسام حادة داخل أمريكا اللاتينية بين:

  • دول تدعو إلى الحوار وعدم التدخل

  • وأخرى تؤيد الضغط والعقوبات وحتى التلويح بالخيار العسكري

وتتهم الولايات المتحدة الرئيس مادورو بتزعم شبكة لتهريب المخدرات، وهي اتهامات تنفيها كراكاس بشدة، معتبرة إياها جزءًا من “حرب سياسية واقتصادية” تستهدف إسقاط النظام.

حصار نفطي وعقوبات أمريكية مشددة

في سياق التصعيد، فرضت إدارة ترامب خلال فترته الرئاسية حصارًا على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تتحرك من فنزويلا وإليها، في محاولة لخنق الاقتصاد الفنزويلي ودفع النظام إلى التراجع أو السقوط.

ويرى مراقبون أن هذه السياسات فاقمت الأزمة الإنسانية داخل البلاد، في حين يعتقد آخرون، مثل ميلي، أنها وسيلة ضرورية لإجبار السلطة على تغيير سلوكها.

الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.. ملف مؤجل بسبب الخلافات

https://www.as-coa.org/sites/default/files/styles/article_hero_1026x576/public/field/image/Mercosur-EU.jpg?h=8ae7e4df&itok=bS3YxPi0&utm_source=chatgpt.com

بعيدًا عن الملف الفنزويلي، شدد لولا دا سيلفا على أن قمة ميركوسور تمثل فرصة تاريخية لإنهاء مفاوضات الاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي، والتي استمرت لأكثر من 26 عامًا.

وقال الرئيس البرازيلي:

“من دون إرادة سياسية وشجاعة من القادة، لن يكون ممكنًا إنهاء هذه المفاوضات الطويلة”.

وكشف لولا أنه تلقى رسالة من المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي، أعربا فيها عن أملهما بتوقيع الاتفاق خلال شهر يناير المقبل، إلا أن الانقسامات الداخلية داخل ميركوسور قد تعرقل هذا المسار.

هل تنذر قمة ميركوسور بانقسام إقليمي أوسع؟

يرى محللون أن الخلاف العلني بين البرازيل والأرجنتين يعكس صراعًا أعمق داخل أمريكا اللاتينية بين:

  • تيار يساري براغماتي يمثله لولا، يرفض التدخل العسكري

  • وتيار يميني ليبرالي يمثله ميلي، يدعم سياسات واشنطن التصعيدية

ويحذر هؤلاء من أن استمرار هذا الانقسام قد يضعف موقف التكتل إقليميًا ودوليًا، ويؤثر على قدرته في التفاوض مع قوى كبرى مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.