الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

الشرق الأوسط على حافة الانفجار: نتنياهو يلوّح بخطة هجوم على إيران أمام ترامب وتحذيرات من حرب إقليمية وشيكة

ترامب ونتنياهو
-

في تصعيد جديد ينذر بتوسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، تتجه الأنظار إلى لقاء مرتقب قد يعيد رسم ملامح التوازنات الإقليمية، حيث يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرض خطة هجوم محتملة على إيران خلال لقائه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في خطوة تعكس حجم القلق الإسرائيلي المتصاعد من تسارع وتيرة البرنامج الصاروخي الإيراني وإعادة بناء القدرات العسكرية لطهران بعد سنوات من الضغوط والعقوبات.

ويأتي هذا التحرك في لحظة إقليمية بالغة الحساسية، تتقاطع فيها ملفات إيران النووية والصاروخية مع حرب غزة، والتوترات على الحدود اللبنانية، والأوضاع المعقدة في سوريا، ما يجعل أي قرار عسكري محتمل ذا تداعيات تتجاوز حدود إسرائيل وإيران إلى مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

لقاء مرتقب في مارالاغو.. تفاصيل وتوقيت حساس

Netanyahu meets Trump to talk tariffs, Gaza war : NPR

بحسب تقرير نشرته شبكة NBC الأمريكية، يستعد مسؤولون إسرائيليون لإطلاع الرئيس ترامب على تفاصيل خطة عسكرية محتملة ضد إيران خلال اجتماع يُتوقع عقده في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، في موعد أشارت إليه مصادر إسرائيلية بأنه قد يكون في 29 ديسمبر الجاري.

محاولة تهدئة دون نفي

ورغم خطورة ما ورد في التقرير، حاولت تل أبيب التخفيف من حدته دون نفي مضمونه. فقد نقلت صحيفة معاريف عن مصدر سياسي قوله إن “رئيس الوزراء سيترك مناقشة مواضيع الاجتماع مع الرئيس ترامب للاجتماع نفسه”، مضيفًا أنه لا توجد نية للخوض في التفاصيل مسبقًا، لكن دون إنكار ضرورة معالجة الملف الإيراني والبحث في البدائل المطروحة.

لماذا إيران الآن؟ دوافع القلق الإسرائيلي

ترى إسرائيل أن التهديد الإيراني لم يعد يقتصر على الملف النووي فقط، بل بات يتمثل بشكل متزايد في البرنامج الصاروخي الباليستي، الذي تقول تل أبيب إنه يشهد توسعًا غير مسبوق.

Iran unveils new medium-range ballistic missile during parade: State TV

برنامج صاروخي يتسارع

وفقًا للتقديرات الواردة في تقرير NBC، قد يصل إنتاج إيران من الصواريخ الباليستية إلى نحو 3000 صاروخ شهريًا في حال غياب الرقابة الدولية. ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن امتلاك هذا العدد الكبير من الصواريخ يمنح طهران قدرة أكبر على:

  • حماية منشآتها النووية من أي ضربات محتملة

  • تسريع عمليات إعادة تأهيل وتحصين هذه المنشآت

  • خلق معادلة ردع جديدة في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة

وتعتبر تل أبيب أن هذا التطور يشكل “تهديدًا مباشرًا وجديدًا” يتطلب تحركًا سريعًا، قبل أن تصل إيران إلى مرحلة يصعب عندها احتواء قدراتها العسكرية.

خيارات عسكرية على طاولة ترامب

بحسب التقرير، يعتزم نتنياهو عرض أربعة خيارات رئيسية للعمل العسكري على الرئيس ترامب، وهي خيارات سبق بحث نماذج مشابهة لها في البيت الأبيض قبل هجمات يونيو الماضية:

عملية إسرائيلية مستقلة

تنفذها إسرائيل وحدها دون مشاركة أمريكية مباشرة، مع الاعتماد على قدراتها الجوية والاستخباراتية.

عملية بمساعدة أمريكية محدودة

تشمل دعمًا لوجستيًا أو استخباراتيًا من واشنطن، دون انخراط عسكري مباشر.

عملية أمريكية إسرائيلية مشتركة

وهو السيناريو الذي يمنح إسرائيل غطاءً سياسيًا وعسكريًا واسعًا، وقد سبق أن فوض ترامب عملية مشتركة قبل الهجمات السابقة.

عملية أمريكية مستقلة

تتولى فيها الولايات المتحدة توجيه ضربات مباشرة لإيران، مع دور إسرائيلي ثانوي أو داعم.

Satellite photos reportedly show construction at Iran nuclear ...Satellite photos reportedly show construction at Iran nuclear ...Satellite photos reportedly show construction at Iran nuclear ...

ويرى مراقبون أن طرح هذه الخيارات يعكس رغبة نتنياهو في إشراك واشنطن بشكل أعمق، سواء عسكريًا أو سياسيًا، لتحمل تبعات أي تصعيد محتمل.

نهاية اتفاق 2015.. تصعيد بلا سقف

في سياق متصل، حذرت مصادر إقليمية ومحللون، في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، من أن اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران بات “مسألة وقت لا أكثر”.

أسباب الانفجار المحتمل

أبرزت الصحيفة عدة عوامل تزيد من احتمالات المواجهة:

  • انتهاء مفاعيل اتفاق 2015 المصمم للحد من تخصيب اليورانيوم الإيراني

  • تجديد العقوبات الاقتصادية القاسية على طهران

  • توقف المفاوضات حول البرنامج النووي، على الأقل في الوقت الراهن

ويرى محللون أن غياب المسار الدبلوماسي الفعال يفتح الباب أمام الحلول العسكرية كخيار مطروح بقوة.

اجتماع متوتر.. غزة وسوريا ولبنان على الطاولة

رغم التركيز على الملف الإيراني، من المرجح أن يكون الاجتماع بين نتنياهو وترامب متوترًا، بسبب الخلافات المتراكمة بين الطرفين حول عدة قضايا إقليمية.

غضب أمريكي من اغتيالات وتصعيد

أعربت أطراف أمريكية عن غضبها إزاء اغتيال قيادي بارز في حركة حماس، معتبرة أن مثل هذه العمليات تعقّد فرص التهدئة. كما تضغط واشنطن على إسرائيل للمضي قدمًا في:

  • اتفاق وقف إطلاق نار مُحسَّن في غزة

  • تفاهمات أمنية مع سوريا

  • احتواء التوترات المتصاعدة مع لبنان

وتشير التقديرات إلى أن هذه الملفات قد تفرض نفسها بقوة على جدول أعمال اللقاء، ما قد يحد من قدرة نتنياهو على انتزاع تفويض أمريكي واضح لعمل عسكري ضد إيران.

سيناريوهات مفتوحة وتداعيات خطيرة

في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق بالغ الخطورة. فنجاح نتنياهو في إقناع ترامب بخطورة التهديد الصاروخي الإيراني قد يفتح الباب أمام تصعيد عسكري واسع، بينما قد يؤدي فشل اللقاء أو تعثره إلى استمرار سياسة “الضغط دون مواجهة” مؤقتًا.

لكن المؤكد، وفق غالبية المحللين، أن الصراع الإسرائيلي الإيراني دخل مرحلة جديدة، تتراجع فيها الحلول الدبلوماسية، وتتقدم فيها لغة القوة، ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأحداث في الشرق الأوسط.