الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الفنون

«معارك وهمية لإشعال المشهد».. حملة منظمة لصناعة صدام مفتعل باسم السعودية

محمد صبحي
-

في مشهد بات مألوفًا على منصات التواصل الاجتماعي، تتداول صورة تحمل رسائل حادة وعناوين صادمة، ظاهرها الدفاع عن المملكة العربية السعودية، وباطنها إشعال مواجهة مفتعلة مع اسم ثقيل مثل الفنان المصري الكبير محمد صبحي.
الصورة – محل الجدل – لا تبدو مجرد رأي عابر أو رد فعل عاطفي، بل تحمل ملامح حملة منظمة يقودها عدد من الأشخاص المرتبطين بمصالح وعلاقات مع المملكة، لا بهدف الدفاع الحقيقي عنها، وإنما لإشعال النيران وافتعال معركة يعتقدون أن عوائدها ستكون مكاسب شخصية ونفوذًا وحضورًا إعلاميًا.

ما الذي تقوله الصورة؟ وما الذي تخفيه؟

تُقدَّم الرسالة في الصورة باعتبارها “ردًا حاسمًا” و”دفاعًا عن سيادة وحدود المملكة”، مع توظيف عاطفي للدين، والتاريخ، والمكانة الروحية للأرض المقدسة.
لكن القراءة المتأنية تكشف أن الخطاب تصعيدي بطبيعته، لا يبحث عن توضيح أو نقاش، بل يسعى لخلق حالة استقطاب حاد:
إما مع أو ضد،
إما وطني أو خائن،
وهي ثنائية لطالما استُخدمت كوقود للفتن الإعلامية.

لماذا محمد صبحي تحديدًا؟

الهجوم على محمد صبحي لا يبدو عشوائيًا. فالرجل معروف بمواقفه العاقلة، ووعيه السياسي، واحترامه العميق للمملكة العربية السعودية ودورها التاريخي والديني.
وهنا تكمن المفارقة: صبحي ليس خصمًا للمملكة، ولا ينطلق من عداء أو إساءة، بل من قراءة فكرية وسؤال ثقافي في سياق أوسع.

لكن صانعي هذه الحملات لا يبحثون عن خصم حقيقي، بل عن اسم كبير:

  • يضمن انتشارًا واسعًا

  • يخلق انقسامًا حادًا

  • يفتح باب “المعركة” التي ينتظرون غنائمها

صناعة المعركة بدل الدفاع الحقيقي

Khaled - الهجوم اللي شنه الإعلامي عمرو أديب على الفنان الكبير محمد صبحي،  لمجرد إنه قال رأيه في فيلم «الست»، هجوم غير مبرر على الإطلاق. الأغرب إن  عمرو أديب نفسه مهنته قائمة

اللافت أن من يقفون خلف هذه الحملات لا يدافعون عن السعودية بقدر ما يستخدمون اسمها.
فالدفاع الحقيقي:

  • يكون هادئًا

  • يستند إلى حقائق

  • يحترم العقول

  • ولا يحتاج إلى شيطنة المختلف

أما ما نراه هنا، فهو افتعال صدام وهمي لإرضاء فئة تتوهم وجود “هجوم” أو “مؤامرة” من الأساس، بينما الواقع أبسط وأكثر عقلانية.

هجوم ثم بيان وتوضيح..ماذا حدث لـ محمد صبحي في 24 ساعة؟ (تقرير) | المصري  اليوم

من المستفيد؟

السؤال الجوهري:
من المستفيد من تحويل نقاش فكري أو تصريح ثقافي إلى معركة قومية؟
الإجابة غالبًا ليست المملكة، ولا جمهورها، ولا العلاقات المصرية السعودية الراسخة، بل:

  • أفراد يبحثون عن دور

  • منصات تعيش على الصدام

  • أصوات تعتقد أن الولاء يُقاس بحدة الهجوم لا بعمق الفهم

السعودية أكبر من هذه الحملات

المملكة العربية السعودية، بتاريخها وثقلها ومكانتها، لا تحتاج إلى حملات صراخ ولا معارك وهمية للدفاع عنها.
مكانتها محفوظة بأفعالها، وسياساتها، ودورها الإقليمي والدولي، لا بمنشور متشنج أو صورة مثيرة للانقسام.

والأخطر أن هذه الحملات، بدل أن تحمي الصورة الذهنية للمملكة، تسيء لها دون قصد، عبر تقديمها وكأنها طرف في صراعات مفتعلة لا وجود لها على أرض الواقع.

محاولة متعمدة لصناعة معركة

ما تكشفه هذه الصورة ليس دفاعًا، بل محاولة متعمدة لصناعة معركة،
ولا يعكس غيرة صادقة على المملكة، بل استثمارًا في الصدام.
أما محمد صبحي، فيبقى أحد الأصوات التي تعرف قدر السعودية، وتفهم مكانتها، وترفض الانجرار إلى معارك وهمية تُدار من خلف الشاشات.