الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

تصعيد أمريكي خطير واستعدادات فنزويلية للمواجهة.. ترامب لا يستبعد الحرب وكراكاس ترفع درجة التأهبب؟

ترامب ومادورو
-

في تطور ينذر بتصعيد غير مسبوق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يستبعد اندلاع حرب مع فنزويلا، في موقف يعكس تشددًا متزايدًا في لهجة واشنطن تجاه كراكاس، ويضع العلاقات بين البلدين على حافة مواجهة مفتوحة قد تتجاوز العقوبات والضغوط السياسية إلى صدام عسكري مباشر.

تصريحات ترامب جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات عسكرية وأمنية متسارعة، وسط مؤشرات واضحة على استعداد فنزويلا لمواجهة أي تصعيد محتمل، ما يثير مخاوف دولية من انفجار الأوضاع في أمريكا اللاتينية.

ترامب: خيار الحرب مع فنزويلا مطروح

في مقابلة مع شبكة NBC News الأمريكية، قال ترامب صراحة إنه لا يضع خيار الحرب خارج الحسابات، مؤكدًا أن التطورات الأخيرة مع فنزويلا تجعل هذا السيناريو قائمًا، حتى وإن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنه حتى الآن.

وأضاف الرئيس الأمريكي، عند سؤاله عن احتمالات التصعيد العسكري، أن واشنطن تتعامل مع الملف الفنزويلي وفقًا لسلوك الطرف الآخر، في إشارة مباشرة إلى حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

حصار نفطي وتشديد الخناق على كراكاس

ويأتي هذا التصعيد الكلامي بعد خطوات عملية اتخذتها الإدارة الأمريكية، حيث أصدر ترامب أوامر بفرض ما وصفه بـ**«الحصار» على ناقلات النفط** الخاضعة للعقوبات والتي تدخل أو تغادر فنزويلا، في محاولة واضحة لتشديد الخناق الاقتصادي على النظام الفنزويلي.

كما صادرت الولايات المتحدة مؤخرًا ناقلة نفط كانت قد احتُجزت قرب السواحل الفنزويلية، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة مباشرة بأن واشنطن مستعدة للانتقال من الضغط الاقتصادي إلى إجراءات أكثر حدة.

بوارج حربية وغواصات نووية.. حشد عسكري أمريكي غير مسبوق قبالة فنزويلا | إرم  نيوز

ضربات أمريكية وسقوط قتلى

وأفادت الإدارة الأمريكية بأن حملتها الأخيرة أسفرت حتى الآن عن 28 ضربة استهدفت قوارب مرتبطة بتهريب النفط، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.

وأشارت إلى أن إحدى هذه العمليات كانت ضربة مزدوجة تخضع حاليًا لتدقيق من قبل الكونغرس الأمريكي، في ظل تصاعد الجدل الداخلي حول حدود التفويض الرئاسي واستخدام القوة خارج نطاق الحرب المعلنة.

هل تقترب واشنطن وكراكاس من المواجهة العسكرية؟

ورغم محاولة ترامب التهرب من الإجابة المباشرة حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستقود إلى حرب شاملة، إلا أنه عاد وأكد، تحت الضغط، أن هذا الاحتمال قائم، وأن مصادرة ناقلات النفط ستتواصل.

وأوضح أن توقيت أي تصعيد إضافي يعتمد على تصرفات فنزويلا، مشيرًا إلى أن السفن التي ستواصل الإبحار رغم التحذيرات قد تُجبر على التوجه إلى موانئ أمريكية.

فنزويلا ترفع الجاهزية وتلوّح بالرد

ترامب يدرس شن ضربات ضد فنزويلا لاستهداف كارتيلات المخدرات - فرانس 24 /  France 24

في المقابل، أظهرت فنزويلا مؤشرات واضحة على الاستعداد للمواجهة، حيث أعلنت البحرية الفنزويلية في وقت سابق تحديها للتهديدات الأمريكية، مؤكدة جاهزيتها لحماية المياه الإقليمية والمنشآت النفطية.

وتعكس هذه التصريحات أن كراكاس لا تنوي الرضوخ للضغوط، بل تسعى إلى إظهار قدرتها على الصمود والرد، ما يزيد من احتمالات الاحتكاك العسكري المباشر في حال استمرار التصعيد.

هل إسقاط مادورو هدف أمريكي؟

وعند سؤاله عمّا إذا كان إسقاط الرئيس نيكولاس مادورو يمثل هدفه النهائي، رفض ترامب الإفصاح عن نواياه بشكل مباشر، مكتفيًا بالقول إن مادورو «يعرف تمامًا ما أريده».

هذا الغموض زاد من التكهنات حول حقيقة الأهداف الأمريكية، وهل تقتصر على خنق صادرات النفط، أم تمهّد لتغيير سياسي بالقوة.

أزمة مفتوحة على كل السيناريوهات

مع تصاعد التهديدات الأمريكية، ورفع فنزويلا مستوى الجاهزية، تبدو الأزمة مرشحة لمزيد من التوتر، في وقت يراقب فيه المجتمع الدولي بقلق بالغ أي انزلاق نحو مواجهة عسكرية قد تكون تداعياتها إقليمية ودولية خطيرة.

ويبقى السؤال الأهم:
هل تظل الأزمة في إطار التصعيد السياسي والحصار الاقتصادي، أم أن المنطقة على أعتاب حرب مفتوحة؟