قُتل غدرًا بعد عزومة غدا.. قصة أحمد عيد الذي وثق في أصدقائه فدفع حياته ثمنًا للجدعنة

في قرية هادئة بمحافظة الغربية تُدعى شقرف، انتهت حكاية شاب لم يكن يعرف في الحياة سوى الخير، والجدعنة، وحسن الظن بالناس. لم يكن أحمد عيد بطل فيلم، ولا صاحب نفوذ، بل كان إنسانًا بسيطًا، يحمل على كتفيه همّ أسرة كاملة، ويظن أن الصحبة سند، وأن العِشرة أمان، وأن من أكل من بيته لا يمكن أن يغدر به. لكن الواقع كان أكثر قسوة مما تخيله قلبه الطيب.
من هو أحمد عيد؟
أحمد عيد، شاب من أبناء قرية شقرف بمحافظة الغربية، فقد والده مبكرًا، فقرر أن يتحول من أخ إلى أب وسند، ينفق على 7 شقيقات، ويتكفل بمصاريفهن وحياتهن، دون شكوى أو تذمر.
كان معروفًا بين أهل قريته بأنه ابن أصول، لا يتأخر عن مساعدة أحد، ولا يعرف طريق الأذى، ويؤمن أن الصحبة الحقيقية نعمة من الله.
كان يردد دائمًا عن أصدقائه:
"دول إخواتي اللي أمي ما جابتهمش"
عزومة غدر.. وبداية النهاية
قبل ساعات قليلة من مقتله، كان أحمد قد دعا أصدقاءه إلى عزومة غداء في بيته. أكلوا من خيره، وضحكوا معه، وخرج معهم وهو مطمئن، لا يحمل في قلبه شكًا واحدًا. ركب السيارة وهو يظن أنه بين أهله، لكن الخيانة كانت تنتظره في الطريق.

تفاصيل الجريمة.. حين يتجرد الإنسان من الرحمة
في لحظات تحولت الصداقة إلى جريمة بشعة:
-
طعنة في الساق اليمنى
-
طعنة في الذراع اليمنى
-
طعنة نافذة أسفل الصدر
كل طعنة لم تكن تسحب من جسده فقط، بل كانت تنتزع قطعة من روحه وثقته في البشر.
حاول أحمد النجاة، حاول أن يعيش، فقفز من نافذة السيارة وهي تسير، لعل الله ينقذه.
لكن حتى الأمل لم يتركوه حيًا.
اصطدمت به السيارة في عمود كهرباء، فسقط على الأرض غارقًا في دمه. ظنوا أنه مات… لكنه كان لا يزال يتنفس.
الجريمة لم تنتهِ.. بل اكتملت
لم يكتفوا بذلك:
-
حملوه في السيارة
-
نقلوه إلى مكان آخر
-
ألقوا به على أول طريق قرية شقرف
وعندما نزلوا ليتأكدوا، وجدوه لا يزال حيًا…
فعادوا إلى السيارة، ودهسوه مرتين،
مرتين لإطفاء النفس الأخير،
مرتين لإطفاء نور شاب لم يلحق أن يفرح، ولا يتزوج، ولا يخطب، ولا يرى يومًا حلوًا.
أم مكلومة.. وبيت فقد عموده
أم أحمد لم تحتمل الصدمة.
جسدها يرتعش، تغيب عن الوعي وتفيق، ولا يخرج من فمها سوى كلمة واحدة:
"يارب"
كانت تعلم أن ابنها طيب أكثر مما يجب، لكنها لم تتخيل أن يكون الطيب مصيره القتل بهذا الغدر.
ليست جريمة قتل فقط
ما حدث مع أحمد عيد ليس مجرد جريمة قتل،
بل حكاية عن:
-
غدر الصحبة
-
جحود العِشرة
-
انهيار معنى الأمان
-
دوس العيش والملح تحت عجلات سيارة
هي قصة دم أصبح رخيصًا في عيون من نسوا الله،
وقصة شاب دفع حياته ثمنًا لأنه حسن الظن في غير موضعه.
نهاية موجعة
رحل أحمد عيد، وبقيت قصته شاهدة على زمنٍ أصبحت فيه الصداقة اختبارًا قاسيًا، وأصبح الأمان وهمًا، والجدعنة مخاطرة.
رحل شاب كان يمكن أن يكون زوجًا، وأبًا، وسندًا، لكنه قُتل لأن قلبه كان أنقى من أن يرى الخيانة قادمة.
ويبقى السؤال الذي يوجع القلوب:
إلى متى يُقتل الطيبون؟

