سعيد محمد أحمد يكتب : عن فيلم ”الست” .. وفنانه ”الشوال”

حين يتحول الفن إلى أداة تشويه متعمد لرموز مصر
حالة من الصراخ من "ناعورة " احدى الفضليات يدافع باستماته عن فيلم الشوال" الست"، ومهاجما بوقاحة وشراسه الفنان محمد صبحى لمجرد ان وجه انتقادا للفيلم بحكم انه فنان ،فى امراً يخصه وحقه فى ان ينتقد ما يشاء،، ليصادر ذلك المذيع اللوذعي حق الرجل فى النقد بتغيير اصل الموضوع وربطة بظرف اجتماعى ممكن ان يحدث مع الجميع ليؤكد مدى الخسة والنداله ،
فيما ان يجرى إعداد فيلم سينمائي مدتة ساعتين ونصف الساعة عن حياة ام كلثوم يحفظها المصريون والعرب جميعا عبر لقاءاتها وتسجيلاتها وحواراتها المسموعة والمرئية، وظروف حياتها الاسرية مع أهلها ليبقى الهدف من عرض الفيلم هو مجرد الإساءة ورسالة تشويه لشخصها ولرمز من الرموز المصرية لازالت تحيا إلى اليوم وتسمعها الملايين برغم وفاتها منذ خمسة عقود مضت .
الفيلم فى تقديرى مجرد فقاعة ولن يستمر طويلا ومن قام بتمويلة والدعاية له مسبقا يقع وفق منطق " كيد النساء " من مجرد "شوال" فسل لا يشكل تاثيراً على شعب عظيم ذو تاريخ وحضارة عريقة فيسهل عليه هضم واستيعاب مجرد فسل صغير ، دون ان يدرك ان ذلك الشعب استوعب وهضم ما يذيد على ١٥ مليون من الأخوة الأصدقاء العرب والأفارقة.
أم كلثوم… تاريخ لا يُشوَّه
كما ان الفيلم ومموله سيذهب مع الريح غير مأسوف عليه لكونه عملاً رديئا يحمل فى بواطنه قدرا هائلا من الاغتيال النفسى والغدر المعنوى لقامة وأيقونة مصرية عربي لازالت تصدح وتصفع كل مساء وصباح مثل هولاء الأقزام من صغار النفوس.

ومن قاموا بأداء الفيلم من كتاب وممثلين وإخراج الفيلم لا يمكن تصنيفهم بانهم فنانون بل هم مجموعة من مراكيب الشوال فقدوا حتى معنى وقيمة الكرامة عندما تم طردهم والاستغناء عنهم رسمياً فيما يسمى " … الرياض"! ورغم ذلك الفيلم لم ولن يجد صدى له ومصيره النسيان ولن يترك بصمه فى وجدان محبيها من الخليج الى المحيط.
أم كلثوم ليست مجرد مطربة… بل ذاكرة أمة
يكفى ان "ثومة" احد أعمدة عصر النهضة الفنية فى تراث مصر الغنائى والثقافي وغنت للعديد من الشعراء من العصر العباسى للشاعر أبو فراس الحمدانى أغنية " أراك عصى الدم “ وشعراء كثر أبرزهم عمر الخيام الفارسى، وأحمد شوقى وابراهيم ناجى وأحمد رامى ومحمود بيرم التونسى ونزار قبانى السورى وأحمد المشارى الكويتى وعبدالله الفيصل السعودى والسودانى الهادى ادم والشاعر اللبناني جورج جرداق والعراقى الشريف الراضى والباكستاني محمد إقبال لتصبح كوكب الشرق .
المدهش والغريب معا انك لن تجد مثلها لازالت تتربع على عرش الغناء ولم يتمكن فنان او فنانه ان يكون لها مثل تلك البصمة امًا فيما يتعلق بالانطاع من مدمنى الدونية وغياب الكرامة فى التسويق لذلك العمل لمجرد ارضاء للكفيل الشوال فى عمل اقل ما يوصف بانه عارا فى جبين السينما العربية ان كانت هناك سينما عربية، ولكن هى سينما تعمل بتوجيهات ملؤها الحقد والكراهية لفشلها فى ان تكون حتى صدى صوت لهليود الشرق ومطربة الشرق وكوكب الشرق ٠
الهدف الحقيقي… ضرب الرموز
امًا تصوير ام كلثوم على أنها "بخيلة" ليس اجتهادا واكتشافا فنيا بل تشويه لوقائع تاريخية موثقة ومن يتصدى لتجسيد شخصية بحجم أم كلثوم، لا يملك رفاهية الانتقاء أو الإسقاط الدرامي المخالف للحقيقة، فيما تجاهل الفيلم عامدا ماقامت به من تضحيات وطنية بتخصيص حفلاتها للمجهود الحربى فى أعقاب نكسه ٦٧ حيث جابت معظم محافطات مصر كما جابت معظم دول العالم دون إعلان دعائى ليتضح مدى الكذب والتدليس فيما تم عرضه والترويج له زورا وبهتانا .
فى النهاية الهدف واضح من تشويه متعمد لرموز مصر والتشكيك فيها ليبقى الهابط والرديء من مهرجانات الانحلال ومخطط الشوال الفاسد ..الذى ووجه بعاصفة من الانتقادات التى طالت صناع الفيلم ومموله من قبل العديد من المخرجين والنقاد وكتاب السينما ، كما انه محاولة فاشلة لمسح الصوره الذهنيه لام كلثوم ليس في وجدان المصريين بل فى وجدان العرب والشرق اجمع .

