معاناة صامتة خلف الأضواء… حورية فرغلي تكشف أسرار الألم، والسحر الأسود، ووحدة الفنانة

تعيش الفنانة المصرية حورية فرغلي رحلة إنسانية شاقة، مليئة بالأوجاع النفسية والاختبارات القاسية، التي كشفت بعض فصولها أخيرًا في تصريحات صادمة أعادت الجدل حول السحر الأسود وتأثيره النفسي والروحي، لا سيما حين يرتبط بأزمات متراكمة في حياة شخصية عامة.
في اعترافات اتسمت بالصراحة والوجع، أكدت حورية فرغلي أنها لا تزال تعاني من أزمات شخصية متتالية، ترى أن جذورها تعود إلى ما وصفته بـ«السحر الأسود»، مشيرة – بحسب قولها – إلى تورط إحدى الفنانات في هذا الأمر، وهو ما انعكس سلبًا على مسار حياتها الخاصة، وأثر بشكل مباشر على تأخر زواجها وحرمانها من حلم الإنجاب.
أزمات تتفاقم مع الوقت
وأوضحت حورية أن هذه المعاناة لم تكن عابرة أو مؤقتة، بل ازدادت حدتها مع مرور السنوات، حيث تسببت في شعورها بفقدان الاستقرار الأسري والعاطفي، مؤكدة أن تأثير الأزمات النفسية أحيانًا يكون أقسى من أي ألم جسدي.
وأضافت أن كثيرين لا يدركون أن الفنان، مهما بدا قويًا أمام الكاميرا، قد يكون أكثر هشاشة في حياته الخاصة، خاصة حين تتراكم الصدمات دون سند عاطفي أو أسري دائم.
الإيمان كملاذ أخير
وخلال مداخلة تلفزيونية، شددت الفنانة على أن قربها من الله هو السند الحقيقي لها في مواجهة هذه المحن، موضحة أنها تحرص على أداء الصلاة وقراءة القرآن باستمرار، وقد أوكلت أمرها بالكامل إلى الله، مؤكدة أنها وصلت إلى حالة من الرضا الداخلي رغم ما كانت تتمنى تحقيقه على المستوى الأسري.
وقالت حورية إن حلم الأمومة كان من أكبر أمنياتها، لكنها آمنت بأن التعويض الإلهي قد يأتي بأشكال أخرى، وهو ما منحها قدرًا من الطمأنينة والسكينة، وساعدها على تجاوز الشعور الدائم بالفقد.
تجربة إنسانية مؤثرة مع أطفال من ذوي الهمم
وفي جانب إنساني بالغ التأثير من حياتها، كشفت حورية فرغلي عن تجربة عاشتها عام 2006، حين قررت التكفل برعاية طفلين من ذوي الهمم، كان عمر كل منهما ست سنوات، رغم تحذيرات الأطباء في ذلك الوقت من خطورة حالتهما الصحية.
وأوضحت أنها حاولت نقلهما للعيش معها، إلا أن الدار التي كانا يقيمان بها رفضت ذلك بسبب عدم زواجها، إذ ينص القانون على هذا الشرط، لكنها لم تتراجع، واستمرت في التكفل بهما ماديًا ومعنويًا، معتبرة أن هذه التجربة عوضتها جزئيًا عن شعور الأمومة الذي افتقدته.

الوحدة… الامتحان الأصعب
وفي ختام حديثها، اعترفت حورية فرغلي بأنها تعيش بمفردها، وأن الوحدة تمثل تحديًا يوميًا صعبًا، خاصة في لحظات الضعف أو المرض، مؤكدة أن الإيمان يمنحها القوة اللازمة للاستمرار.
وأشارت إلى أنها تحرص على التواصل اليومي مع أسرتها عبر مكالمات الفيديو، وهو ما يخفف عنها شعور الغربة، معربة عن سعادتها الكبيرة بقدوم مولود جديد لشقيقها، معتبرة ذلك بارقة فرح وسط سنوات من الألم.
نبذة عن حورية فرغلي
حورية فرغلي ممثلة مصرية، وُلدت في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1976، وحصلت على لقب ملكة جمال مصر عام 2002، قبل أن تتجه إلى عالم التمثيل. شاركت في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية البارزة، من بينها أفلام «كلمني شكرًا» و**«عبده موتة»، ومسلسلات «ساحرة الجنوب» و«دوران شبرا»**.
كما عُرفت بممارستها لرياضة الفروسية، وتعرضت لاحقًا لإصابة خلال ممارستها الرياضة، أعقبتها عمليات تجميلية أثرت على ملامحها ومسيرتها الفنية، لتدخل بعدها مرحلة طويلة من الغياب والمعاناة النفسية والجسدية.
بين الإيمان والألم
قصة حورية فرغلي ليست مجرد حكاية فنانة تتحدث عن السحر، بل مرآة لمعاناة إنسانية تعكس هشاشة النجومية، وتكشف أن خلف الشهرة بيوتًا صامتة، وأحلامًا مؤجلة، وقلوبًا تحاول النجاة بالإيمان والصبر.

