تنبوءات غريبة تلاحق نهاية 2025: نوستراداموس وبابا فانغا وأشهر المتنبئين بين الأسطورة والواقع

مع اقتراب نهاية عام 2025، عاد شغف البشر القديم بالنبوءات والتكهنات الغامضة إلى الواجهة بقوة، مدفوعًا بحالة عالمية من القلق السياسي والصحي والمناخي. وفي قلب هذا الجدل، يبرز اسم المنجّم والطبيب الفرنسي الشهير ميشيل دي نوستراداموس، الذي لا يزال كتابه الصادر عام 1555 بعنوان «النبوءات» يثير فضول الملايين، ويُستدعى كلما شهد العالم منعطفًا حادًا أو أزمة كبرى.
لكن نوستراداموس لم يكن وحده في هذا العالم المثير للريبة؛ إذ تشاركه الشهرة أسماء أخرى مثل بابا فانغا، وإدغار كايس، ونبي برازافيل، الذين تحولت أقوالهم إلى مادة دائمة للتأويل، بين من يراها استشرافًا عبقريًا للمستقبل، ومن يعتبرها مجرد نصوص رمزية فضفاضة تُفسَّر بأثر رجعي.

نوستراداموس: طبيب من القرن السادس عشر ونبوءات بلا تواريخ
يُعد نوستراداموس (1503–1566) من أكثر الشخصيات غموضًا في التاريخ الأوروبي. كان طبيبًا في الأساس، اشتهر بمعالجة ضحايا الطاعون، قبل أن يتحول إلى كتابة رباعيات شعرية غامضة، صاغها بلغة رمزية متعمدة، دون تواريخ أو أسماء صريحة.
لماذا تبدو نبوءاته صالحة لكل زمن؟
-
اعتمد على الرمز والاستعارة بدل الوضوح.
-
استخدم لغات متعددة (الفرنسية القديمة، اللاتينية، اليونانية).
-
تجنب التحديد الزمني، ما سمح بإسقاط النصوص على أحداث لاحقة.
لهذا السبب، نُسبت إليه لاحقًا تنبؤات كبرى مثل:
-
القصف النووي لهيروشيما وناجازاكي عام 1945.
-
هجمات 11 سبتمبر 2001.
-
جائحة كوفيد-19.
غير أن غالبية الباحثين يؤكدون أن هذه الربطيات جاءت بعد وقوع الأحداث، لا قبلها.
«حروب قاسية» ووباء يعود من الماضي
في إحدى رباعياته الشهيرة، تحدث نوستراداموس عن:
«حروب قاسية، ووباء عظيم يعود من الماضي، وأخطار تضرب من الداخل والخارج».
هل لامست هذه النبوءة عام 2025؟
رغم أن بريطانيا لم تدخل حربًا شاملة خلال 2025، فإنها:
-
شهدت حوادث عنف فردي.
-
تعرضت لهجمات سيبرانية واسعة أثرت على قطاعات حيوية.
-
واجهت تحذيرات صحية من تفشي ما عُرف إعلاميًا بـ**«الإنفلونزا الفائقة»** خلال الشتاء.
هذه الوقائع دفعت البعض إلى الربط بينها وبين نبوءة «الوباء العظيم»، رغم غياب أي دليل علمي مباشر.
صدام القوى الكبرى وتغير موازين النفوذ العالمي

من أكثر رباعيات نوستراداموس تداولًا تلك التي تتحدث عن:
-
صدام بين قوى عظمى.
-
تراجع نفوذ الغرب التقليدي.
-
صعود قوى جديدة من الشرق.
2025 بين الواقع والتأويل
شهد العالم خلال 2025:
-
تصاعد التوتر بين روسيا وأوروبا.
-
استمرار الحرب في أوكرانيا واستنزاف الموارد.
-
توسع النفوذ الصيني اقتصاديًا وتكنولوجيًا.
-
اتهامات متبادلة بعمليات تجسس واختراقات أمنية.
كل ذلك غذّى سردية أن «نبوءة الصدام الكبير» ربما تتحقق جزئيًا، أو على الأقل تعكس قلقًا جيوسياسيًا حقيقيًا.
بابا فانغا: العرّافة العمياء التي أرعبت العالم
![]()
لا يقل اسم بابا فانغا (1911–1996) إثارة عن نوستراداموس. فقد اشتهرت العرّافة البلغارية العمياء بتنبؤات نُسب إليها لاحقًا:
-
هجمات 11 سبتمبر.
-
تفكك الاتحاد السوفيتي.
-
أزمات مناخية عالمية.
الجدل نفسه يتكرر
كما هو الحال مع نوستراداموس:
-
لا توجد تسجيلات دقيقة وموثقة لكل نبوءاتها.
-
كثير من أقوالها نُقلت شفهيًا.
-
التفسيرات جاءت بعد الأحداث، لا قبلها.
اختراقات طبية في عام التحولات
ليست كل نبوءات نوستراداموس قاتمة؛ إذ أشار في بعض رباعياته إلى:
-
تطور كبير في الوقاية والعلاج.
-
تقدم «علمي يخفف آلام البشر».
الواقع في 2025
شهد العالم فعلًا:
-
تطوير لقاحات جديدة.
-
انتشار أدوية حديثة لإنقاص الوزن.
-
توظيف الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر للأمراض.
ويرى مؤيدوه أن هذه الطفرات الصحية تُجسد رؤيته عن عام مليء بالاختراقات الطبية.
أوكرانيا… حرب طويلة ونهاية محتملة؟
في قراءات أخرى، فسّر بعض الباحثين رموزًا وردت في رباعيات نوستراداموس على أنها:
-
إشارة إلى استنزاف الجيوش.
-
طول أمد الحروب.
-
تدخل قوى وسيطة لإنهاء الصراع.
وربطوا بين:
-
«النحاس الغالي» ← فرنسا.
-
«الهلال» ← تركيا.
بوصفهما طرفين محتملين في جهود الوساطة، إلى جانب الدور الأمريكي المتواصل.
«كرة نار من السماء» ونهاية العالم المؤجلة
من أكثر النبوءات رعبًا تلك التي تتحدث عن:
-
«كرة نار تهبط من السماء».
-
«فرصة ثانية للأرض».
تأويلات بيئية لا كونية
رغم غياب أي كارثة كونية في 2025، إلا أن:
-
تصاعد أزمات المناخ.
-
ارتفاع درجات الحرارة.
-
المخاوف من انقراضات جماعية.
دفعت البعض لتفسير النبوءة بوصفها تحذيرًا بيئيًا وفلسفيًا، لا حدثًا فلكيًا مباشرًا.
الأمازون… «حديقة العالم» تحت التهديد


حذّر نوستراداموس من كارثة تطال «حديقة العالم»، وهو تعبير فُسّر على نطاق واسع بأنه غابات الأمازون.
2025 بين التحسن والخطر
-
سجلت البرازيل تراجعًا نسبيًا في إزالة الغابات.
-
انخفضت بعض معدلات الحرائق.
-
لكن التعدين غير القانوني والجفاف لا يزالان خطرًا قائمًا.
لماذا لا تموت نبوءات المتنبئين؟
يرى علماء النفس والاجتماع أن:
-
البشر يميلون للبحث عن معنى خفي في الفوضى.
-
النبوءات تمنح إحساسًا زائفًا بالسيطرة.
-
الغموض يسمح بإعادة التفسير بلا نهاية.
ولهذا، يظل إرث نوستراداموس وبابا فانغا حيًا، مهما تغير الزمن.
بين الإيمان والشك… الخلاصة
مع إسدال الستار على عام 2025، يتضح أن:
-
نبوءات المتنبئين لم تتحقق حرفيًا.
-
لكنها تعكس مخاوف إنسانية متكررة: الحرب، المرض، الفناء، والأمل.
-
الجدل سيبقى مفتوحًا بين من يراها بصيرة استثنائية، ومن يعتبرها إسقاطًا نفسيًا على أحداث معاصرة.
وفي النهاية، ربما لا تكمن قيمة هذه النبوءات في صدقها من عدمه، بل في قدرتها على عكس قلق الإنسان الدائم من المستقبل.

