الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

رفض مصري حاسم لاستقبال نتنياهو بالقاهرة: شروط سيادية واضحة ومطالب مشروعة تعرقل أي تطبيع قبل إنهاء حرب غزة

الرئيسان المصري والفلسطيني ورئيس وزراء دولة الاحتلال
بوابة الصبلح اليوم ومواقع اخري -

مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية الرامية إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي في الشرق الأوسط بعد الحرب على قطاع غزة يبرز الموقف المصري كأحد أكثر المواقف صلابة ووضوحًا في مواجهة محاولات فرض مسارات سياسية لا تراعي الثوابت الوطنية ولا الحقوق الفلسطينية. فقد كشفت تقارير إسرائيلية عن رفض مصري قاطع لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القاهرة، في إطار رؤية تعتبر أن أي تحركات دبلوماسية لا تخدم سوى الأجندة الداخلية لحكومة الاحتلال، وعلى حساب المصالح المصرية والعربية.

منصة BHOL تكشف اتهامات مصرية مباشرة لنتنياهو

وقالت منصة BHOL الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى، أن القاهرة تتهم بنيامين نتنياهو بمحاولة تعزيز موقعه السياسي داخل إسرائيل عبر تحركات إقليمية شكلية، دون تقديم أي تنازلات حقيقية تتعلق بالقضية الفلسطينية أو الأمن الإقليمي.

مصالح داخلية إسرائيلية على حساب الأمن الإقليمي

وبحسب التقرير، ترى مصر أن نتنياهو:

  • يسعى لاستثمار أي لقاءات أو صور سياسية لتحسين صورته داخليًا.

  • يستخدم المبادرات الأمريكية والعربية كورقة انتخابية.

  • يتجاهل المطالب الجوهرية التي تطرحها القاهرة بشأن غزة والحدود.

اتصالات عربية مشروطة بعد الحرب على غزة

أشارت BHOL إلى أن اتصالات سياسية وأمنية جرت مؤخرًا بين:

  • مصر

  • الأردن

  • البحرين

وذلك لبحث إمكانية استئناف العلاقات الطبيعية مع إسرائيل بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة، استجابة لضغوط أمريكية متزايدة.

شروط عربية واضحة مقابل التطبيع

غير أن هذه الدول، وعلى رأسها مصر، وضعت شروطًا صارمة، اعتبرتها إسرائيل غير مقبولة، بحسب ما نقله التقرير عن مسؤول مصري بارز.

بعد رفض السيسي مكالمة نتنياهو.. صحيفة عبرية تكشف تفاصيل الخلاف بين مصر  وإسرائيل | مصراوى

الشروط المصرية: خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها

وصفت المنصة الإسرائيلية الشروط المصرية بأنها من الأكثر وضوحًا وتشددًا، وجاءت على النحو التالي:

أبرز المطالب المصرية تجاه إسرائيل

  • انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا.

  • فتح معبر رفح في الاتجاهين أمام الأفراد والبضائع.

  • إدراج نص صريح في أي بيان مشترك محتمل مع نتنياهو بشأن:

    • الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة.

  • تأكيد واضح بعدم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قسرًا.

وأكدت BHOL أن إسرائيل ترفض هذه البنود باعتبارها:

  • تتعارض مع أهداف الحكومة الحالية.

  • تصطدم بخطابات وزراء إسرائيليين متشددين يدعون صراحة إلى "ترحيل سكان غزة".

القاهرة ترفض لقاء السيسي ونتنياهو دون أفق سياسي

ذكرت المنصة أن قناة "كان 11" الإسرائيلية أكدت بدورها أن:

  • القاهرة لم تستجب للمبادرات الأمريكية لعقد لقاء مباشر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونتنياهو.

  • مصر ترى أن أي لقاء من هذا النوع سيكون بلا فائدة سياسية أو استراتيجية في ظل الموقف الإسرائيلي الحالي.

شرط مصري مسبق لأي تواصل علني

وطالبت مصر بأن يسبق أي لقاء محتمل:

  • اجتماع علني بين وزيري خارجية البلدين.

  • أن يُعقد الاجتماع في دولة ثالثة.

  • دون أن يظهر وكأن تلك الدولة هي الدافع الأساسي للتحرك، في إشارة إلى:

    • رفض مصر الظهور كطرف تابع لأجندات خارجية.

    • ترامب خلال لقائه نتنياهو: مصر لن ترفض طلبي لإيواء سكان غزة | مصراوى

الغاز وسيناء لا يكفيان لإعادة العلاقات

أوضحت BHOL أن القاهرة لا ترى في:

  • موافقة إسرائيل على صفقة الغاز بقيمة 35 مليار دولار (المجمّدة حاليًا)،

  • أو تجاهلها النشاط العسكري المصري في سيناء المخالف لاتفاق السلام،

مبررًا كافيًا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة.

الفصل بين العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية

ورغم التأكيد المصري المتكرر على أن:

  • العلاقات الثنائية مع إسرائيل منفصلة عن موقف القاهرة من القضية الفلسطينية،

إلا أن مصر تطالب بـدليل عملي على حسن النية، يتمثل أساسًا في:

  • فتح معبر رفح بشكل دائم.

  • ضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة.

  • منع أي محاولات تهجير قسري للفلسطينيين.

القاهرة تشكك في جدوى المبادرات الأمريكية

نقلت BHOL عن قناة "كان 11" أن مصر تعتقد أن:

  • المبادرات الأمريكية لاستئناف الحوار المباشر بين إسرائيل ودول عربية،

  • تخدم إسرائيل سياسيًا أكثر مما تخدم الأنظمة العربية.

موقف عربي موحّد تقوده القاهرة

وأشارت المنصة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي:

  • شدد على هذا الموقف خلال اتصال هاتفي مع ملك البحرين حمد بن عيسى.

  • جاء الاتصال في إطار تنسيق عربي يهدف إلى:

    • بلورة موقف موحّد تجاه الحكومة الإسرائيلية الحالية.

اتهامات بتوظيف أمريكي لدعم نتنياهو انتخابيًا

ذكرت مصادر مصرية بارزة أن:

  • بعض المقترحات الأمريكية التي رفضتها القاهرة،

  • ليست سوى محاولة لدعم نتنياهو داخليًا وتعزيز فرصه السياسية.

وبحسب هذه المصادر:

  • تعتقد واشنطن أن تشكيل ائتلاف حكومي جديد بقيادة نتنياهو،

  • قد يسمح له باتخاذ "مواقف أكثر مرونة"،

  • وهو ما زعمه نتنياهو خلال لقاءاته مع مسؤولي البيت الأبيض.

تساؤلات مصرية محرجة لواشنطن

كشف مصدر بوزارة الخارجية المصرية أن الوزير سامح شكري:

  • أجرى سلسلة اتصالات مع مسؤولين أمريكيين مؤخرًا.

  • طرح تساؤلًا مباشرًا قال فيه:

    "كيف يمكن لمصر أن تفتح قنوات اتصال علنية مع مسؤولين إسرائيليين يهاجمون سياسة مصر علنًا؟"

اتصال سابق لا يعكس تغييرًا في الموقف

وأشارت BHOL إلى أن:

  • الاتصال الهاتفي الذي جرى بين السيسي ونتنياهو،

  • أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل،

  • لا يعكس تحولًا في السياسة المصرية.

توضيح مصري للأمريكيين

وبحسب التقرير:

  • طلب السيسي من المخابرات المصرية توضيح أن هذا الاتصال:

    • جاء تقديرًا للرئيس ترامب شخصيًا.

  • مع التأكيد على أن:

    • هناك ثوابت لا يمكن لمصر التنازل عنها.

    • السياسة المصرية تقوم على مبادئ واضحة تتطلب فهمًا كاملًا واحترامًا متبادلًا.

موقف مصري ثابت لا يقبل المساومة

تؤكد هذه المعطيات أن القاهرة:

  • ترفض أي تطبيع شكلي لا يحقق مكاسب حقيقية للمنطقة.

  • تتمسك بحقوق الفلسطينيين كجزء لا يتجزأ من أمنها القومي.

  • تضع خطوطًا حمراء واضحة أمام أي محاولات للالتفاف على ثوابتها.

وفي ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية، يبدو أن رفض استقبال نتنياهو في القاهرة ليس قرارًا دبلوماسيًا عابرًا، بل رسالة سياسية حاسمة مفادها أن مصر لن تكون طرفًا في مسرحيات سياسية تخدم أجندات انتخابية على حساب الدم الفلسطيني والاستقرار الإقليمي.