الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

سوريا وهجوم تدمر.. مقتل أربعة أمريكيين يكشف هشاشة الأمن وفشل اختبار الشراكة الأولى مع واشنطن

الككاتب الصحفي -سعديد محمد أحمد
بقلم سعيد محمد أحمد -

في تطور خطير أعاد خلط أوراق المشهد السوري والإقليمي، جاء هجوم تدمر ليشكل صدمة سياسية وأمنية مدوية للولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي، وذلك بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين ومترجم أمريكي، وإصابة ثلاثة عناصر من الأمن التابعين لحكومة دمشق الجديدة المرتبطة بأبو محمد الجولاني، خلال هجوم مسلح استهدف قوات التحالف في مدينة تدمر بوسط سوريا.

الهجوم، الذي وقع بشكل مفاجئ ومدروس، يُعد الأول من نوعه منذ الإعلان غير الرسمي عن انخراط سوريا، بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقًا)، في التعاون الأمني مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مستقبل هذا التعاون، وجدوى الرهان الأمريكي عليه.

هجوم تدمر.. أول اختبار دموي للتعاون مع الجولاني

شكل الهجوم المفاجئ الذى تعرضت له قوات التحالف الدولى فى سوريا مع أول تعاون مع عناصر ابو محمد الجولاني لمحاربة داعش صدمة كبيرة للقيادة الأمريكية اثر سقوط ثلاثة قتلى من القوات الأمريكية ومترجم امريكى واصابه ثلاثة من عناصر من امن الجولاني فى مدينة " تدمر" بوسط سوريا .

الهجوم المفاجئ يعد الاول من نوعه منذ إعلان انضمام سوريا لقوات التحالف الدولي ضد "داعش" خلال الزيارة "السرية" التى قام بها الشرع فى ١٠ نوفمبر الماضى الى البيت الأبيض وإجراء مباحثاته والوفد المرافق عبر الباب الخلفى للبيت الأبيض دون تقديم اية مراسم استقبال له وبعيدا عن دوائر مختلف وسائل الاعلام وودع مثلما استقبل .

ارتباك رسمي وروايات متناقضة

دلاله الحادث خطيرة وتؤكد مدى وحقيقة ضعف وهشاشة الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية، وانعدام الخبرة لديها اضافة الى خطأ الأجهزة الاستخباراتية من قبل قوات التحالف الدولى والتى تضم ٩٠ دوله لمحاربة ما يسمى بتنظيم داعش فى سوريا.. ليطرح سؤالاً يردده الكثيرون.. وهل داعش التى تم اعدادها وتجهيزها امريكيًا وصلت بها القوّة الخارقة بعد اغتيال قائدها أبو بكر البغدادى لتستعيد قوتها للدرجة التى لم تتمكن 90 دولة من التغلب عليها؟ ٠٠٠اسئلة كثيرة يصعب على المرء أن يفهمها ، سوى أنها قد تكون اشتغاله جديدة ضمن خلط الأوراق .

لا يتوفر وصف للصورة.

صور متداولة لمنفذ هجوم تدمر مع الشرع وجنود امريكين

كما يؤكّد الهجوم ايضاً حقيقة الاختراق الامنى المزدوج لدى قوات التحالف الدولى وباجهزتها الاستخباراتية من قبل العناصر التابعة لهيئة تحرير الشام وقائدها ابو محمد الجولاني وعدم قدرتها على اكتشاف وفحص العناصر الأمنية والمفترض ان تكون محل اشتباه خاصة وان عناصر الجولاني جميعها مشتبهه بها أساساً، وكان يجب ضمن أوليات قوات التحالف الدولي اجراء عملية مسح شامل لكافة العناصر الأمنية المشاركة فى التحالف .

ما بعد تدمر.. هل فشل مشروع الشراكة؟

كما غاب ايضا عن جماعة الجولاني غياب الفرز بين أفرادها وانتقاء اصحاب الثقة واتخاذ كافة إجراءات الحيطة والحذر وهو الأمر الذى ادى إلى ارتباك الجانبين من عناصر الامن العام ومن قوات التحالف بالإعلان وبشكل متعجل بان الفاعل احد عناصر الدواعش على خلاف الحقيقة.

فيما كشف بيان لوكالة الأنباء السورية سانا ان منفذ الهجوم كان عنصرا في الأمن العام، ولم يكن قائداً وفقا لبيان الداخلية السورية وكان يحمل آراءً متطرفة، وجارى التحقق فيما إذا كانت له أي صلات تنظيمية، فيما

افادت أنباء متداولة بان احد عناصر هيئة تحرير الشام هو من أطلق النار على الجنود الأميركيين في تدمر، وتبين انه عنصر أمني ومرافق للقيادى"أبو جابر الشامي "سفيان شيخ قاسمة مسؤول منطقة البادية في الحكومة السورية.

كان الهجوم اسفر عن مقتل ثلاثة امريكيين ومترجم وإصابة ثلاثة عناصر من اتباع الجولانى فى عملية استهدف قوات التحالف الدولى بمنطقة تدمر بوسط سوريا مقتل العنصر الامنى ، الأمر الذى دفع وزير الدفاع الأميركي: بالتحذير بان من يستهدف الأميركيين في أي مكان بالعالم، سنطاردهونقتله دون رحمة.