التعاون الروسي–الهندي يقفز إلى مستوى غير مسبوق.. تسويات مالية بالعملات الوطنية واتفاق اقتصادي حتى 2030

شهدت العلاقات بين روسيا والهند تطورًا نوعيًا جديدًا، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن 96% من حجم التسويات المالية بين البلدين أصبح يتم بالعملتين الوطنيتين، الروبل والروبية، في خطوة تعزز فك الارتباط عن الأنظمة المالية الغربية، وتفتح الباب أمام شراكات اقتصادية أكثر استقلالية.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عقب محادثاته مع بوتين في نيودلهي، عن اتفاق شامل للتعاون الاقتصادي يمتد حتى عام 2030، ليشكل خارطة طريق استراتيجية تُعيد صياغة العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال السنوات المقبلة.
اتفاق اقتصادي طويل الأمد حتى 2030
قال مودي إن الاتفاق الجديد يمثل إطارًا استراتيجيًا واسعًا لتطوير شراكات متعددة القطاعات، تشمل:
-
الطاقة والموارد الطبيعية
-
المعادن الإستراتيجية
-
الصناعات الثقيلة
-
التكنولوجيا المتقدمة
-
الربط اللوجستي
-
تطوير البنية التحتية
-
التعاون في الأسواق الآسيوية
وأكد أن هذا الاتفاق سيعزز قدرة الاقتصادين على تنويع مصادر الإنتاج والتجارة وجذب استثمارات طويلة الأجل، ما يرسخ مرحلة جديدة من الشراكة المستقرة والمستدامة.
ووصف مودي الاتفاق بأنه "أساس متين لحقبة جديدة"، مشددًا على أن العلاقات الهندية–الروسية أثبتت متانتها رغم كل التغيرات والتحديات الجيوسياسية التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية.
مودي يشيد ببوتين: الحكمة والخبرة وراء نجاح الشراكة

وفي تصريحات لافتة، عبّر رئيس الوزراء الهندي عن تقديره للرئيس الروسي قائلاً:
"العلاقات بين روسيا والهند تجاوزت اختبار الزمن… وحكمة الرئيس بوتين وخبرته كانتا عاملًا حاسمًا في تعزيز هذه الشراكة."
وأضاف أن المحادثات التي جرت في نيودلهي شملت جميع جوانب التعاون الثنائي بهدف تطويرها والارتقاء بها إلى مستويات أعلى.
الربط الإستراتيجي: ممر الشمال–الجنوب
أكد مودي أن تعزيز الترابط اللوجستي بين البلدين يمثل أولوية، مشيرًا إلى العمل الجاري لتفعيل ممر النقل الدولي "شمال–جنوب" (INSTC)، الذي يربط الهند بروسيا عبر إيران والبحر قزوين.
ويُتوقع أن:
-
يقلص الممر زمن الشحن بنسبة تصل إلى 40%
-
يخفض تكلفة النقل التجاري
-
يعزز قدرة الهند وروسيا على الوصول إلى أسواق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأوروبا
التعاون في القطب الشمالي.. بوابة جديدة للنفوذ
من النقاط البارزة التي شدد عليها مودي التعاون في منطقة القطب الشمالي، حيث تملك روسيا أكبر وجود اقتصادي وجيولوجي. وقال إن الشراكة هناك:
-
ستوفر فرص عمل جديدة للشباب الهندي
-
تعزز الأمن الطاقي للهند
-
توسع نطاق الاستثمارات المشتركة في مجالات التعدين والطاقة النظيفة
الطاقة والمعادن.. شراكة متنامية
تطرّق مودي أيضًا إلى التعاون "المثمر والمتبادل المنفعة" بين البلدين في:
-
الطاقة النووية السلمية
-
استخراج المعادن النادرة
-
الموارد الطبيعية
-
تطوير مشاريع طاقة مشتركة
مؤكدًا أن هذه الشراكة تدعم استقرار الاقتصادين وتمنحهما مرونة أكبر في مواجهة أزمات الأسواق الدولية.
زيارة بوتين للهند.. رسائل سياسية واقتصادية
وصل الرئيس الروسي إلى الهند في زيارة دولة تستمر يومين، تزامنت مع انطلاق المنتدى الاقتصادي الروسي–الهندي، الذي يشهد توقيع اتفاقيات كبرى بين الشركات والمؤسسات الحكومية من الجانبين.
وتحمل الزيارة عدة رسائل:
-
تعزيز محور موسكو–نيودلهي في مواجهة الضغوط الغربية
-
توسيع التعاون في مجالات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا
-
تعزيز استخدام العملات الوطنية في التسويات التجارية
-
تأكيد استقلالية الهند في علاقاتها الاقتصادية
خطوات استراتيجية للحد من هيمنة الدولار علي الأقتصاد العالمي
تعتبر هذه التطورات خطوة استراتيجية كبيرة لكل من روسيا والهند، إذ تشير إلى:
-
تقارب اقتصادي–سياسي غير مسبوق بين البلدين
-
انتقال العلاقات من التعاون التقليدي إلى شراكة اقتصادية عميقة طويلة الأمد
-
سعي مشترك للحد من هيمنة الدولار وتعزيز السيادة المالية
-
توسع في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والموارد الطبيعية
ما يجعل الاتفاق حتى عام 2030 أحد أهم التحولات في العلاقات الدولية خلال العقد المقبل.

