الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

مقتل ياسر أبو شباب… ضربة موجعة لمشروع “القوات الشعبية” المدعوم إسرائيليًا وتخوفات من تعزيز قوة حماس في غزة

ياسر ابو شباب
-

تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية الكشف عن تفاصيل جديدة حول مقتل ياسر أبو شباب، قائد الميليشيات المسلحة في شرق رفح والمعروف بتعاونه مع الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة. وتشير الروايات المتقاطعة إلى أن أبو شباب قُتل في عراك داخلي، في حادث يعكس حجم الاضطرابات والانقسامات داخل الميليشيات التي تشكّلت بدعم من إسرائيل كجزء من خطة “اليوم التالي” بعد حرب غزة.

ضرب حتى الموت… خلاف داخلي ينهي حياة قائد الميليشيات

صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية أن أبو شباب “قتل في عراك، وأعلنت وفاته في طريقه إلى مستشفى سوروكا”، مؤكدة أنه تعرض لـ ضرب مبرح حتى الموت بسبب “خلاف داخلي حول التعاون مع إسرائيل”.

وأضافت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية في تل أبيب تخشى أن يؤدّي مقتله إلى تعزيز قوة حركة حماس، التي تعتبر أبو شباب واحدًا من أبرز وجوه “المقاومة العشائرية” المدعومة إسرائيليًا في جنوب القطاع.

إذاعة الجيش: “تطور سيئ لإسرائيل”

إذاعة الجيش الإسرائيلي وصفت مقتل أبو شباب بأنه تطور سيئ للغاية بالنسبة لإسرائيل، مشيرة إلى أن التقديرات الأمنية تفيد بأنه “تم القضاء عليه على يد أحد رجاله” داخل الميليشيا، في ظل خلافات عائلية وتنظيمية.

وأكدت الإذاعة أن أبو شباب توفي في مستشفى سوروكا متأثرًا بجراحه التي أصيب بها خلال النزاع الداخلي، الذي تحوّل إلى مواجهة مسلحة داخل العائلة والمنظمة التي يقودها.

القناة 14: ظروف غير واضحة… ومسلحون وراء التصفية

أما القناة 14 الإسرائيلية، فأعلنت رسميًا اليوم الخميس مقتل أبو شباب، مؤكدة أن “الظروف لم تتضح بعد”، لكنها نقلت عن مصادر ميدانية أن عملية التصفية تمت على يد مسلحين من داخل الميليشيا التي أسسها بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.

وبحسب الرواية ذاتها، فإن عملية التصفية جاءت بعد سلسلة توترات داخلية حول النفوذ والمناطق التي تسيطر عليها الميليشيا في شرق رفح.

من هو ياسر أبو شباب؟

يُعد أبو شباب أحد أبرز الشخصيات التي اعتمدت عليها إسرائيل خلال الحرب في جنوب القطاع. وبعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على رفح وخان يونس، أصبح قائدًا لميليشيا محلية في المناطق التي انسحبت منها حماس مؤقتًا.

وخلال الأشهر الأخيرة، تعاون أبو شباب مع الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر، وترأس منظمة مسلحة أُطلق عليها اسم “القوات الشعبية”، والتي شكلت جزءًا من محاولة إسرائيل لإنشاء “قوة محلية بديلة” لحركة حماس لإدارة الأمن والمناطق المدنية.

تداعيات خطيرة… هل انتهى مشروع “القوات الشعبية”؟

تشير التقييمات الأمنية في تل أبيب إلى أن مقتل أبو شباب يُعد:

  1. ضربة مباشرة للمشروع الإسرائيلي الذي كان يهدف لتأسيس بنية محلية تُنافس حماس.

  2. إضعافًا للميليشيات العشائرية التي حاولت إسرائيل شرعنتها خلال الحرب وبعدها.

  3. فراغًا قياديًا يصعب ملؤه داخل “القوات الشعبية” بسبب غياب شخصية تملك النفوذ ذاته.

  4. فرصة لحماس لاستعادة السيطرة على مناطق كانت الميليشيا تدعي حضورًا فيها.

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تواجه الآن فشلًا سياسيًا وأمنيًا في استراتيجيتها الرامية لخلق بديل محلي لحماس، إذ لم تصمد الميليشيات أمام الانقسامات الداخلية والصراع على النفوذ.

ضربة ذات أثر استراتيجي

تكشف حادثة مقتل ياسر أبو شباب عن هشاشة المشروع الإسرائيلي الذي حاول استبدال حماس بقوى محلية، إذ انهار هذا المشروع من الداخل قبل أن تتاح له الفرصة لإثبات وجوده على الأرض.
ومن المرجح أن تستفيد حماس من هذا الارتباك لتعزيز سيطرتها في الجنوب، بينما تواجه إسرائيل معضلة جديدة في إدارة المناطق التي حاولت إعادة تشكيل واقعها الأمني والاجتماعي من خلال الميليشيات.