الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

إسرائيل وتسويق “اتفاق أمني” مع سوريا.. غطاء دبلوماسي لأهداف توسعية

توغل اسرائيلي في سوريا.
-

في تطور خطير يعكس تغيّرًا في الخطاب الإسرائيلي تجاه الجبهة الشمالية، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، خلال نقاش سري، أن تل أبيب تُجري محادثات مع سوريا لبحث ترتيب أمني جديد بدعم مباشر من الولايات المتحدة. غير أن القراءة العميقة لطبيعة التصريحات وتوقيت الجلسة المغلقة، تكشف أن إسرائيل تسعى إلى ما هو أبعد من اتفاق أمني، وصولًا إلى تكريس وجودها التوسعي في الأراضي السورية الاستراتيجية، خاصة في محيط الجولان وجبل الشيخ.

هذا الإعلان، الذي جاء عبر صحيفة معاريف العبرية، أعاد التذكير بالتوجه الإسرائيلي الثابت منذ سنوات: الحفاظ على السيطرة العسكرية على النقاط المرتفعة في سوريا ومنع أي تهديد محتمل عبر الجنوب السوري، تحت غطاء مفاوضات أو "ترتيبات أمنية".

نقاش سري يكشف النوايا: “نريد الاتفاق.. ولكن بشروطنا”

بحسب الصحيفة، أكد ساعر خلال الجلسة السرية في الكنيست:

"أجرينا محادثات للتوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا.. نرغب في ذلك ولكن بشروطنا".

ورغم أن الحديث يوحي بحوار سياسي، إلا أن جوهر الرسالة يتضح في جملة أخرى أخطر قالها الوزير:

"يجب أن نواصل درء التهديدات على حدودنا، ولهذا فإن وجودنا في بعض النقاط، مثل جبل الشيخ، بالغ الأهمية".

هذه الجملة وحدها تكشف ما يلي:

  • إسرائيل لا تفكر في الانسحاب من جبل الشيخ أو الجولان المحتل.

  • بل تسعى إلى صيغة “اتفاق” تُضفي شرعية سياسية على وجودها العسكري.

  • أي ترتيب أمني لن يكون إلا باتجاه تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المرتفعات السورية الحساسة.

إسرائيل تستغل الفوضى السورية لتثبيت نفوذها

بعمق 7 كيلومترات.. توغل إسرائيلي جديد في سوريا | سكاي نيوز عربية

تقرير معاريف يشير إلى سياق بالغ الحساسية:

  • تزايد التوتر على الحدود السورية

  • وجود ميليشيات متعددة الولاءات جنوب سوريا

  • تغيير تدريجي في موازين السلطة داخل دمشق

وسط هذه الفوضى، تنفذ إسرائيل:

  • ضربات جوية متكررة

  • استهداف بنية عسكرية سورية

  • ضرب مواقع لوجستية تابعة لفصائل تعتبرها "معادية"

وذلك بهدف:

  • منع وصول أسلحة دقيقة إلى الجولان ولبنان

  • خلق شريط عازل غير معلن في الجنوب السوري

وهذه الاستراتيجية ليست جديدة، لكنها الآن تتحول – بحسب التقرير – إلى سعي لصياغة اتفاق يلزم دمشق بحدود جديدة لقواعد اللعبة.

الدور الأمريكي.. ضغط ناعم وتمهيد لاتفاق “خفض اشتباك” يخدم تل أبيب

توغل إسرائيل في سوريا.. تل أبيب: لم نتجاوز المنطقة العازلة | الشرق للأخبار

تؤكد الصحيفة أن واشنطن تدير محادثات هادئة بين:

  • إسرائيل

  • سوريا

  • أطراف إقليمية

وذلك تحت عنوان “خفض التوتر”.

لكن تفاصيل الوساطة تشير إلى أهداف محددة:

ما تريده واشنطن وفق التقرير:

  1. منع التصعيد بين إسرائيل ودمشق

  2. تقليل الضربات الإسرائيلية داخل سوريا

  3. إعادة ضبط التمركز العسكري السوري قرب الجولان

  4. خلق بيئة هادئة تسمح لإسرائيل بإعادة ترتيب جبهتها الشمالية

الخطير هنا أن كل هذه الأهداف تصبّ فعليًا في:

تثبيت السيطرة الإسرائيلية على الجولان
وتوسيع انتشارها الأمني فوق الأراضي السورية المجاورة

تحت مسمى “اتفاق أمني”.

موقف إسرائيل: لا تنازلات.. ولا انسحاب من أي نقطة استراتيجية

مصادر حضرت الجلسة قالت إن ساعر كان واضحًا:

  • لا تغيير في حرية الحركة العسكرية الإسرائيلية

  • لا قبول بأي ترتيبات تقلل قدرة الجيش على تنفيذ ضربات

  • لا انسحاب من جبل الشيخ أو المرتفعات المحيطة

بل إن ساعر قال صراحة:

"السيطرة على النقاط المرتفعة عنصر أساسي في قدرات الإنذار المبكر".

هذا يعني أن إسرائيل تسعى إلى:

  • شرعنة وجودها في الجولان عبر مسار سياسي

  • توسيع قواعد تفوقها الاستراتيجي شمالًا

  • فرض واقع جديد على سوريا يضمن أمن إسرائيل لعقود

النتيجة: “اتفاق أمني” عنوانه الحوار.. وجوهره التوسع

ورغم أن تل أبيب تؤكد أن المحادثات “تمهيدية”، إلا أن المسار العام يشير بوضوح إلى:

  • محاولة استغلال ضعف الدولة السورية

  • فرض ترتيبات حدودية دائمة

  • تثبيت وجود عسكري في مناطق استراتيجية

  • منع الجيش السوري من العودة لانتشاره الكامل جنوب البلاد

إسرائيل لا تبحث عن تسوية سياسية، بل عن:

ترتيب طويل الأمد يخدم خططها التوسعية في الأراضي السورية.