الإخوان والبرلمان للتذكرة فقط.. حين تحوّل المقعد التشريعي إلى ساحة للرقية والطقوس الغريبة

يحلو لبعض اتباع جماعة الاخوان التندر علي الانتخابات البرلمانية التي تجريها مصر الان ويتناسون كيف كان برلمانهم ... اسرار السياسة تذكرهم بما كنوا عليهم لعلهم يفقهون - ان اي انحدار مهما بلغ لن يكةن كما فعلتم والصور خير دليل علي ذلك
لقد واحدة من أكثر المراحل السياسية إثارة للجدل في تاريخ البرلمان المصري. تلك الصور، التي وثّقت مشاهد حقيقية من داخل القاعة الرئيسية، كشفت ممارسات بعيدة كل البعد عن العمل التشريعي والرقابي، بل أقرب إلى الطقوس الدينية والرقية الشرعية داخل جلسات رسمية مُخصّصة لإدارة شؤون الشعب.
“رقية شرعية داخل البرلمان”.. مشهد غير مسبوق في مؤسسة تشريعية
من بين الصور التي أثارت دهشة المصريين، لقطة لعضو يقوم بوضع يديه على رأس زميله وكأنه يجري له "رقية شرعية" داخل قاعة البرلمان، في واقعة تُظهر حجم الانفصال بين مهام المؤسسة التشريعية وما شهدته من تصرفات فردية خارجة عن الإطار المنطقي لطبيعة الوظيفة النيابية.

لم يكن البرلمان، في تلك الفترة، يمارس دوره الطبيعي في الرقابة على الحكومة أو تشريع القوانين، بل تحوّل في أحيان كثيرة إلى ساحة لممارسات دينية أو طقوس شخصية، بعيدًا عن طبيعة العمل النيابي الذي يفترض أن يكون منارة للدستور وحقوق المواطنين.
نواب asleep.. مشاهد نوم وإهمال تحت القبة
صور أخرى أظهرت نوابًا يغطّون في النوم أثناء الجلسات، بينما يجلس آخرون منشغلين بأمور لا علاقة لها بمسؤولياتهم. هذه السلوكيات عززت آنذاك شعورًا عامًا بالإحباط لدى المصريين الذين كانوا ينتظرون برلمانًا قويًا يُعبّر عنهم، لا برلمانًا شكليًا غارقًا في الفوضى.
المصريون لا يريدون برلمانًا “بلا روح”.. بل مؤسسة تعبر عنهم
تلك المشاهد دفعت الكثيرين إلى وصف برلمان الإخوان بأنه كان أبعد ما يكون عن البرلمان الحقيقي، فالبرلمان مؤسسة تُبنى على المعرفة والخبرة والحوار السياسي، وليس على ممارسات فردية أو خطابات شعبوية أو طقوس دينية داخل القاعة.
المصريون، كما تشير تجارب ما بعد 2013، يريدون برلمانًا حقيقيًا يعبر عنهم، يراقب الحكومة، يواجه الفساد، يناقش الموازنة، يحاسب الوزراء، ويشرّع القوانين التي تحمي حقوق الناس—not هيئة تُمارس طرد الجن من أجساد الأعضاء أو تستغرق جلساتها في الفوضى والغوغائية.

استغلال البرلمان لأغراض سياسية ودينية
المرحلة التي حكمت فيها جماعة الإخوان كشفت محاولة واضحة لتسييس البرلمان وتحويله إلى منصة لخدمة مشروع الجماعة، وليس الدولة المصرية. إذ غابت الأولويات الوطنية، وتصدرت الشعارات، وافتقرت المؤسسة لأدوات الإدارة الحديثة والحس السياسي المطلوب لصنع التشريعات.

لماذا تعود هذه الصور الآن؟
تداول هذه اللقطات اليوم ليس من قبيل “السخرية” فقط، بل هو تذكير ضروري بما كان عليه الأمر، منعًا لمحاولات “التزييف التاريخي” أو الادعاء بأن البرلمان آنذاك كان نموذجًا ناجحًا. الصور وثيقة حيّة تُظهر واقعًا لا يمكن إنكاره، وتمنح الجيل الجديد فرصة لفهم تلك المرحلة كما كانت، بلا تجميل أو مبالغة.
البرلمان مؤسسة دولة له دورة في صناعة المشهد السياسي

البرلمان ليس مكانًا للنوم، ولا للرُّقى الشرعية، ولا للطقوس الغريبة… إنه مؤسسة دولة.
فحين تنحرف هذه المؤسسة عن دورها الأساسي، يضيع صوت الشعب، ويختفي دور الرقابة، ويتحوّل التشريع إلى مسرح لتمرير أجندات لا تخدم الوطن.
وتبقى هذه الصور الدليل الأوضح على أن المصريين كانوا محقين حين قالوا: نريد برلمانًا يمثلنا.. لا برلمانًا يثير دهشتنا.

