هدنة على الورق.. ودماء على الأرض: تقرير يكشف كذب حميدتي وإعلانه “هدنة من جانب واحد” قبل استئناف القتال تحت غطاء إعلامي إماراتي

خرج قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ ايامليعلن ما وصفه بـ “هدنة إنسانية من جانب واحد”. لمدة حددها ..هدنة سرعان ما تحولت إلى مجرد مناورة سياسية، بعدما عادت قواته لاستئناف العمليات العسكرية في مواقع متعددة، أبرزها السيطرة على بابنوسة والفرقة 22 مشاة، في خرق واضح لما وصفته قيادته بالسلام من طرف واحد.
هذه الازدواجية بين خطاب “السلام” وواقع “القتال” تزيد من حالة الشك وعدم الثقة في نوايا دعم السريع، خاصة في ظل الاحتفاء الإعلامي الإماراتي الذي يصوّر حميدتي كقائد إصلاحي بينما تتوسع قواته ميدانيًا في الغرب والجنوب.
إعلان هدنة… ثم قصف واستيلاء على المدن
جاء إعلان حميدتي عن “هدنة إنسانية” في وقتٍ كان العالم ينتظر أي إشارة لانخفاض التصعيد، لكن سرعان ما تبيّن أن الهدنة مجرد ورقة سياسية لامتصاص الضغط الدولي، بينما كانت قواته:
-
تخوض اشتباكات في غرب كردفان
-
تحاصر موقع الفرقة 22
-
تستولي على مدينة بابنوسة
-
توسّع سيطرتها في دارفور
ما يعني أن الهدنة لم تتجاوز حدود البيانات الإعلامية.
محللون: حميدتي يستخدم الهدنة لتلميع صورته دوليًا
يرى خبراء أن حميدتي يسعى عبر خطاب الهدنة إلى:
-
تقديم نفسه كطرف “مسؤول” أمام المجتمع الدولي
-
إلقاء اللوم على الجيش السوداني في استمرار الحرب
-
كسب الوقت لتعزيز قواته على الأرض
-
الحصول على دعم سياسي صامت من قوى إقليمية
حفاوة إعلامية إماراتية… ودور في ترويج صورة حميدتي
لاحظ مراقبون زيادة واضحة في مستوى التغطية الإيجابية التي تقدّمها وسائل إعلام إماراتية مؤثرة لصالح الدعم السريع، عبر:
-
تصوير حميدتي كطرف “يدعو للسلام”
-
اختيار عبارات توحي بأنه “القائد الأكثر عقلانية” في المشهد السوداني
-
التركيز على الانقسامات داخل الجيش
-
إبراز “المكاسب الميدانية” للدعم السريع بطريقة احتفالية
-
تجاهل الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها قواته في دارفور ونيالا وزالنجي والجنينة
هذا النهج الإعلامي ــ وفق محللين سودانيين ــ يهدف إلى شرعنة وجود حميدتي كقوة سياسية لا يمكن تجاوزها في أي تسوية قادمة، بما يلائم مصالح إقليمية معينة تسعى لترتيب النفوذ داخل السودان ما بعد الحرب.

بابنوسة مثال صارخ… الهدنة تنهار أمام “الانتصار المزعوم”
إعلان السيطرة على بابنوسة بعد أيام قليلة من إعلان الهدنة يقدّم الصورة الحقيقية للواقع:
-
“هدنة” تُعلن في الإعلام
-
“هجوم كامل” ينفذ على الأرض
-
“انتصار” يتم الترويج له عبر منصات داعمة
-
“مظلومية سياسية” تستخدم في الخطاب الخارجي
وهذا التناقض يثبت أن الهدنة كانت خطوة سياسية لا علاقة لها بأي التزام فعلي بوقف إطلاق النار.
لماذا يكذب حميدتي؟ دوافع سياسية وعسكرية
تحليل تصريحات حميدتي وتحركات قواته يشير إلى وجود عدة أهداف وراء إعلان الهدنة:
1- كسب شرعية دولية
محاولة الظهور كشخص يريد وقف الحرب.
2- تحسين صورته بعد الانتهاكات الواسعة
فالقوات التابعة له متهمة بجرائم موثقة في غرب السودان.
3- تخفيف الضغط الدبلوماسي
مع تصاعد الانتقادات الدولية لتدهور الوضع الإنساني.
4- استخدام الهدنة كغطاء لإعادة التموضع
ما مكّن قواته لاحقًا من التقدم نحو بابنوسة وقطع خطوط إمداد الجيش.
النتيجة: هدنة مزيفة وحرب تتسع
بينما تعلن قيادة الدعم السريع “وقف إطلاق النار”، فإن:
-
المدافع لا تتوقف
-
المدن تسقط تباعًا
-
القرى تُهدم
-
المدنيون يدفعون الثمن الأكبر
أما البيانات الإعلامية التي تتحدث عن الهدنة فهي مجرد غطاء سياسي يعكس استراتيجية تقوم على كسب الرأي العام الخارجي دون تغيير أي شيء على الأرض.
تكتيكًا دعائيًا هدفه كسب تأييد خارجي، خاصة في ظل دعم إعلامي إقليمي واضح
إعلان حميدتي عن هدنة من طرف واحد لا يعدو أن يكون تكتيكًا دعائيًا هدفه كسب تأييد خارجي، خاصة في ظل دعم إعلامي إقليمي واضح.
لكن الواقع يكشف أن قواته ليست في وارد إيقاف القتال، بل تستغل مثل هذه الإعلانات لتوسيع وجودها العسكري وتعزيز نفوذها على الأرض، وهو ما ظهر جليًا في السيطرة على بابنوسة وسقوط آخر معاقل الجيش في غرب كردفان.
وهكذا، يظل خطاب الهدنة مجرد عنوان سياسي يكذبه صوت الرصاص وخارطة السيطرة المتغيرة يومًا بعد يوم.

