الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

وفاة زعيم المعارضة في الكاميرون أنيسيت إيكاني داخل السجن… غضب شعبي واتهامات للنظام وسط سباق رئاسي يثير الجدل

أنيسيت ايكاني زعيم المعارضة الكاميروني
-

أعلنت عائلة ومحامو زعيم المعارضة أنيسيت إيكاني (74 عامًا) وفاته داخل محبسه بعد أسابيع من احتجازه، وسط اتهامات مباشرة للسلطات بالتقصير والإهمال الطبي، وحرمانه من العلاج رغم معاناته من ضيق حاد في التنفس.
الخبر أثار موجة غضب واسعة داخل البلاد وخارجها، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الأخيرة على خلفية الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، والتي شكّلت أكبر تحدٍ لحكم الرئيس المخضرم بول بيا.

وفاة إيكاني جاءت في وقت بالغ الحساسية، حيث يقود أنصاره حملة للتشكيك في نتائج الانتخابات التي أجريت في 12 أكتوبر، وسط اتهامات للسلطات بـ"التلاعب" لصالح الرئيس بيا، الذي يستعد لولاية ثامنة في مسيرته الممتدة منذ عام 1982، في واحدة من أطول فترات الحكم في العالم.

ظروف وفاة إيكاني… رواية عائلية تتهم السلطات بالإهمال

أكد محامو الراحل، وفي مقدمتهم إيمانويل سيمه، أن إيكاني كان يعاني من مرض خطير يحتاج إلى رعاية طبية مستمرة، وأن السلطات:

  • حرمتَه من العلاج الملائم داخل السجن

  • أبقته في زنزانة تابعة لقوات الدرك شبه العسكرية

  • رفضت الاستجابة لتحذيرات المحامين حول تدهور وضعه الصحي

وقال سيمه لوكالة أسوشيتد برس:

"السيد إيكاني كان مريضًا للغاية وتم حرمانه من الرعاية الطبية. نحن في حالة صدمة… لم يرتكب أي جريمة، ونريد معرفة سبب وضعه في هذا النوع من السجون".

كما اتهمت عائلة إيكاني السلطات بتعمد الإهمال، معتبرة أن "الصمت الرسمي" قبل إعلان الوفاة كان مؤشرًا على خطورة الوضع.

رئيس الكاميرون بول بيا يطمح للحكم حتى يبلغ المئة من عمره

اعتقال سياسي جاء في لحظة توتر غير مسبوقة

اعتُقل إيكاني أواخر أكتوبر 2025 ضمن حملة شملت شخصيات بارزة من حزبه الحركة الإفريقية من أجل الاستقلال الجديد والديمقراطية، بالتزامن مع موجة مظاهرات عارمة تندد بما وصفته المعارضة بـ"التلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية".

ووجهت السلطات للمعارض الراحل تهمًا تتعلق بالتمرد، وهي تهم قالت المعارضة إنها محاولة لإسكات الأصوات الرافضة لإعادة انتخاب بيا.

وزارة الدفاع: وفاة إثر مرض… والتحقيق مفتوح

أصدرت وزارة الدفاع الكاميرونية بيانًا مقتضبًا أكدت فيه وفاة إيكاني "إثر مرضه"، مشيرة إلى أنه تم فتح تحقيق رسمي في ظروف الوفاة.
لكن حزب إيكاني وصف الأمر عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه:

"جريمة سياسية مكتملة الأركان"

ما يعكس الانقسام المتصاعد داخل المجتمع الكاميروني.

الانتخابات الرئاسية… بول بيا بين التمديد والغضب الشعبي

خلفية الأحداث تزيد من حساسية وفاة إيكاني، خصوصًا أن الكاميرون تعيش واحدة من أكثر الفترات السياسية توترًا خلال العقود الأخيرة، وسط:

  • اتهامات واسعة بالتلاعب الانتخابي

  • انقسامات بين المعارضة

  • احتجاجات تتوسع يومًا بعد يوم

  • انتقادات دولية للوضع الحقوقي في البلاد

الرئيس بول بيا، الذي يبلغ من العمر 92 عامًا، كان قد أعلن ترشحه لولاية رئاسية ثامنة، ما يعني أنه سيظل في الحكم حتى يقترب من سن 100 عام في حال فوزه.
وبحسب مراقبين، يعد هذا الامتداد غير المسبوق للحكم أحد أبرز أسباب الاحتقان الشعبي.

ورغم تدهور الوضع الاقتصادي وغياب التداول الديمقراطي للسلطة، يؤكد مؤيدو بيا أنه يمثل:

  • استقرارًا سياسيًا

  • خبرة طويلة في إدارة الدولة

  • ضمانًا لاستمرار مؤسسات الحكم

بينما يرى معارضوه أن استمرار الحكم منذ 1982 يمثل:

  • انسدادًا سياسيًا

  • عرقلة لأي إصلاح ديمقراطي

  • سببًا في تفاقم الأزمات الداخلية

ما الذي ينتظر الكاميرون بعد وفاة المعارض الأبرز؟

تقارير دولية تتوقع أن يؤدي رحيل إيكاني داخل السجن إلى:

  • زيادة الاحتجاجات في ياوندي والمدن الكبرى

  • ارتفاع الضغط الدولي على الحكومة

  • دعوات لتحقيق دولي في ظروف الوفاة

  • تعزيز الخطاب المعارض حول "غياب العدالة السياسية"

كما ستزداد الأنظار تركيزًا على مسار الانتخابات المقبلة، وما إذا كان الرئيس بيا سيواصل حكمًا تجاوز أربعة عقود، أم أن البلاد ستشهد منعطفًا سياسيًا هو الأكبر منذ الاستقلال.