مستقبل كريم بنزيما يشتعل من جديد.. سيناريوهات معقدة بين الاتحاد وليون وعودة ريال مدريد المستحيلة

في واحدة من أكثر القضايا سخونة في سوق الانتقالات الأوروبية، عاد اسم الفرنسي كريم بنزيما ليحتل صدارة العناوين من جديد، وسط تضاربٍ كبير في التقارير حول مستقبله مع نادي الاتحاد السعودي، بالتزامن مع تحركات واضحة داخل نادي أولمبيك ليون الذي يبحث بشكل عاجل عن مهاجم يقود خطه الأمامي.
وبين الحنين إلى النادي الذي انطلق منه نحو العالمية، والواقع المالي الضخم الذي يفرضه عقده في السعودية، يعيش بنزيما مرحلة مفصلية قد تحدد الشكل النهائي لمسيرته الكروية قبل الاعتزال.
أزمة هجومية خانقة في ليون تعيد اسم بنزيما إلى الطاولة
يدخل نادي أولمبيك ليون هذا الموسم إحدى أصعب فتراته الهجومية خلال العقد الأخير. فمنذ سبتمبر، لم يمتلك الفريق سوى مهاجم واحد بخبرات محدودة هو مارتن ساتريانو، الذي اكتفى بتسجيل هدف وحيد في الدوري الأوروبي، مما كشف ضعفًا واضحًا في المنظومة الهجومية.
وأمام هذا العجز، بدأ النادي في دراسة حلول عاجلة، من بينها التفاوض على استعارة الموهبة البرازيلية إندريك من ريال مدريد لمدة ستة أشهر، لكن الصفقة حتى لو تمت لن تكون سوى حل مؤقت حتى نهاية الموسم.
وسط هذه الظروف، عاد اسم كريم بنزيما ليطرح بقوة داخل اجتماعات مجلس إدارة ليون، باعتباره الحل الأكثر قدرة على قلب موازين الفريق، خصوصًا مع اقتراب نهاية عقده مع الاتحاد السعودي.
عقبة الـ 100 مليون يورو.. ولماذا تبدو الصفقة شبه مستحيلة؟

على الرغم من العاطفة والرمزية الكبيرة التي تربط بنزيما بنادي ليون، إلا أن الواقع المالي يقف كجدار ضخم أمام عودته المحتملة.
وبحسب صحيفة Le Progrès الفرنسية، فإن عودة بنزيما إلى ليون "حلم أكثر منها احتمالًا واقعيًا"، للأسباب التالية:
1. راتب بنزيما في الاتحاد: 100 مليون يورو سنويًا
وهو رقم غير مسبوق في أوروبا، ولا يمكن لأي نادٍ فرنسي الاقتراب منه.
2. شروط اللجنة المالية DNCG
لعودة اللاعب، يجب أن يخفض راتبه بما لا يقل عن 95% من قيمته الحالية، وهو تنازل يبدو غير واقعي بالنسبة للاعب لا يزال يقدم أداءً تنافسيًا.
3. قيود ميزانية نادي ليون
النادي يعاني من ارتباطات مالية كبيرة تمنعه من عقد صفقات ضخمة إلا في حدود سقف محدد جدًا.
ورغم هذه العقبات، يرى بعض المحللين أن بنزيما قد يفكر في التضحية المالية لو كانت العودة إلى ليون بمثابة إنهاء مثالي لمسيرته، إذ سيبلغ 38 عامًا في يونيو المقبل، ويعيش مرحلة التفكير في خطواته الأخيرة.
هل يعود بنزيما إلى ريال مدريد؟.. فابريتسيو رومانو يحسم الجدل
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)
وسط الجدل الكبير حول وجهته المقبلة، خرج خبير سوق الانتقالات فابريتسيو رومانو بتصريح واضح وصادم لجماهير ريال مدريد، حيث قال إن:
"عودة كريم بنزيما إلى ريال مدريد مستبعدة تمامًا."
وبرر رومانو ذلك بأن النادي الإسباني أنهى مرحلة اللاعبين المخضرمين ويعمل حاليًا على بناء مشروع جديد بقيادة:
– فينيسيوس
– مبابي
– رودريغو
– بيلينغهام
وبالتالي، فإن ريال مدريد ليس خيارًا في المرحلة الحالية، ما يجعل ليون هو الوجهة الأكثر احتمالًا إذا غادر اللاعب السعودية.
وضع بنزيما مع الاتحاد.. بداية صعبة ثم انقلاب كامل في الموسم التالي
عندما انضم كريم بنزيما إلى الاتحاد في صيف 2023، كان مُنتظرًا أن يكون النجم الأول في مشروع النادي. لكن موسمه الأول جاء محبطًا بسبب:
-
إصابات متكررة
-
خلافات مع بعض الأجهزة الفنية
-
تذبذب مستوى الفريق ككل
وبالفعل، انتشرت تقارير عن إمكانية رحيله في صيف 2024، لكن تغييرات ضخمة حدثت في النادي غيّرت المسار.
الضمانات السعودية غيّرت كل شيء
حصل بنزيما على ضمانات رسمية تؤكد أنه سيكون جزءًا أساسيًا من بناء المشروع الجديد لنادي الاتحاد.
وبالفعل، لعب دورًا محوريًا في صفقات ضخمة:
-
التعاقد مع لوران بلان
-
التعاقد مع حسام عوار
-
التعاقد مع موسى ديابي
إنجازات الاتحاد في موسم 2024-2025
بفضل هذه التغييرات، عاد الاتحاد للمنافسة بقوة وحقق:
دوري روشن السعودي
كأس خادم الحرمين الشريفين
أما بنزيما، فقد قدّم موسمًا كبيرًا سجل فيه:
-
25 هدفًا
-
9 تمريرات حاسمة
-
في 33 مباراة فقط
ومجموع أرقامه منذ وصوله:
-
49 هدفًا
-
17 تمريرة حاسمة
-
74 مباراة
أرقام تؤكد أنه ما زال لاعبًا قادرًا على صناعة الفارق.
إلى أين يتجه مستقبل بنزيما؟.. سيناريوهان فقط
بعد دراسة كل المعطيات، يبدو مستقبل بنزيما محصورًا بين خيارين:
1. البقاء في الاتحاد السعودي
مضمون ماليًا
دور قيادي في مشروع النادي
منافسة على البطولات
دعم إداري كبير
2. العودة إلى ليون (احتمال ضعيف لكنه قائم)
نهاية أسطورية لمسيرة اللاعب
حب جماهيري كبير
راتب يجب تخفيضه بنسبة 95%
قيود مالية في ليون
اعتماد النادي على حل مؤقت (إندريك)
خيار ريال مدريد: مستبعد تمامًا
لحظة حاسمة في مسيرته الكروية
كريم بنزيما يعيش لحظة حاسمة في مسيرته الكروية، حيث يتصارع بين العاطفة والواقع.
فمن جهة، هناك ليون، النادي الذي شكل بدايته؛ ومن جهة أخرى، هناك الاتحاد الذي منحه مشروعًا ضخمًا ودورًا قياديًا لا يمكن الاستهانة به.
أما ريال مدريد، فقد أصبح رسميًا خارج المعادلة.
ومع دخول سوق الانتقالات الصيفية، يبقى القرار الأخير بيد اللاعب نفسه:
هل يسعى لختام مسيرته في فرنسا؟
أم يستمر في صناعة المجد داخل السعودية؟

