مأساة أمام بوابة المدرسة.. أم تُنهي حياة طالبة دهسًا بسيارتها انتقامًا لابنها في الشروق

جريمة تهز الضمير.. خلاف عابر بين زملاء ينتهي بقتل متعمد لطفلة في عمر الزهور
شهدت مدينة الشروق مأساة مروعة راحت ضحيتها طالبة بالصف الأول الإعدادي، بعد أن أقدمت والدة أحد زملائها على دهسها عمدًا بسيارتها أمام بوابة المدرسة، انتقامًا لابنها الذي كان قد دخل في مشادة بسيطة مع الضحية قبل يوم واحد فقط.
الحادث الذي بدا في بدايته كحادث سير مؤلم، سرعان ما تحوّل إلى جريمة قتل متعمدة مع سبق الإصرار والترصد، بعد أن كشفت كاميرات المراقبة المحيطة بالمدرسة تفاصيل لا تخطر على بال أحد، أظهرت نية الجانية وترصّدها للفتاة الصغيرة في مشهد لا يمكن وصفه إلا بالوحشي.
لحظات الرعب.. الطفلة تسقط والدماء تغرق الأرض
بدأت المأساة حين خرجت الطفلة "ر."، البالغة من العمر 12 عامًا، من بوابة مدرستها في نهاية اليوم الدراسي، وبعد خطوات قليلة على الرصيف، فوجئت بها سيارة تندفع نحوها بسرعة، تصدمها بقوة أمام زميلاتها وأصدقائها، ثم تمر فوق جسدها وتفر هاربة، تاركة الطالبة غارقة في دمائها.
شهود العيان، من طلاب وأولياء أمور ومعلمين، سارعوا لمحاولة إنقاذ الفتاة، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى، إلا أن الإصابة كانت بالغة، ولفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها، وسط حالة من الصدمة والبكاء في أوساط المدرسة وأهالي المنطقة.
كاميرات المدرسة تفضح الجانية.. والمفاجأة: أم زميلها
كانت الجريمة قابلة للتسجيل كحادث مروري ضد مجهول، لولا كاميرات المدرسة ومحيطها التي رصدت بوضوح هوية السيدة التي كانت تقود السيارة. وبالتحري، تبيّن أنها ولية أمر طالب بنفس المدرسة، وتشير المعلومات إلى أنها ترصدت للفتاة من مسافة قريبة، وقامت بدهسها عمدًا بعد خلاف وقع في اليوم السابق بين ابنتها والضحية داخل المدرسة.
الأدهى من ذلك أن لقطات الكاميرات أظهرت السيارة تقف في أحد الشوارع الجانبية بعد الحادث مباشرة، لتراقب الوضع وتتأكد من وفاة الطفلة، وهو ما أكد للمحققين نية القتل المسبق.
شهادة الأب المفجوع: "مرات الولد قتلت بنتي وانتقمت لها بدل ما تربيه"
والد الضحية، الذي بدا مكلومًا لا يكاد يستوعب ما حدث، قال في تصريحاته للصحفيين:
"بنتي كانت زي القمر، مالهاش في المشاكل، وجت وقالتلي زميلها كعبلها على السلم. قولتلها خلاص هاجي معاك المدرسة وأتكلم مع المديرة. لكن اتفاجئت تاني يوم إن أم الولد قررت تخلص حق ابنها بطريقتها، دهست بنتي وهربت، ورجعت تتابع من بعيد تتأكد إنها ماتت. بدل ما تربي ابنها، اختارت تقتل بنتي!"
وأضاف باكيًا:
"أنا مش هسيب حق بنتي. دي كانت خلافات عيال.. إزاي واحدة كبيرة تعمل كدا؟ لازم يتحاسبوا!"
التحقيقات والإجراءات القانونية
قوات الأمن تحركت فور تفريغ الكاميرات، وتم تحديد هوية الجانية وضبطها، بالإضافة إلى التحفظ على السيارة المستخدمة في الجريمة. وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمة، وأحيلت للنيابة العامة للتحقيق معها بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
الواقعة أثارت ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عن الأسباب التي قد تدفع أما لإنهاء حياة طفلة بريئة بهذه الوحشية، داعين إلى ضرورة إعادة النظر في الوعي المجتمعي، ووضع حد لتصاعد السلوك الانتقامي في المجتمع المصري، خاصة داخل محيط المدارس.

