غياب مفاجئ للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وتنصيب ولي العهد وصياً على العرش يثير تكهنات بمرض خطير وتنازل مؤقت عن الحكم

غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أرض المملكة الأردنية الهاشمية في زيارة خاصة غير معلنة الوجهة، فيما أدى ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني اليمين الدستورية وصياً على العرش، تطبيقًا لنصوص الدستور الأردني التي تنص على تولي ولاية العهد مهام العرش في حال غياب الملك أو تعذر مباشرته لصلاحياته.
أداء اليمين.. وإعلان رسمي قصير
بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أدى الأمير الحسين بن عبد الله الثاني اليمين الدستورية أمام هيئة الوزارة ظهر الخميس 28 نوفمبر 2025، وصيًا على العرش، دون الإشارة إلى أسباب الغياب الملكي أو تفاصيل الزيارة الخاصة التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني، وهو ما فتح الباب أمام موجة من التكهنات والشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية.
هل يعاني الملك من أزمة صحية خطيرة؟
اللافت في الأمر أن غياب الملك تزامن مع تداول واسع لتقارير غير مؤكدة حول معاناة العاهل الأردني من أزمة صحية مفاجئة قد تكون السبب الرئيسي وراء مغادرته المملكة وتفويضه المهام الدستورية إلى ولي العهد. ورغم أن الديوان الملكي لم يصدر أي بيان رسمي حول الوضع الصحي للملك، إلا أن بعض المصادر الإعلامية أشارت إلى أن الزيارة "الخاصة" قد تكون مرتبطة بإجراء فحوصات أو تلقي علاج خارج البلاد.
ورغم أن هذا السيناريو لا يزال غير مؤكد، إلا أن سرعة أداء ولي العهد اليمين الدستورية، وغياب التفاصيل حول وجهة أو طبيعة الزيارة، يعززان هذه الفرضية، خصوصًا أن العاهل الأردني لم يسبق أن غاب عن المشهد السياسي في ظروف مماثلة دون توضيحات من الديوان الملكي.
الأمير الحسين.. ولي العهد يتولى مهامه الرسمية
الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، المولود في 28 يونيو/حزيران 1994، يشغل منصب ولي العهد منذ عام 2009، ويُنظر إليه باعتباره رمزًا للجيل الجديد من القيادة الأردنية. وقد برز بشكل متزايد خلال السنوات الماضية في النشاطات الرسمية والدبلوماسية، كما ألقى كلمات الأردن في عدد من المحافل الدولية أبرزها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتأتي هذه الخطوة الدستورية بتوليه الوصاية على العرش لتؤكد جاهزيته السياسية والدستورية لتولي الحكم متى ما دعت الحاجة، في ظل تقاليد ملكية راسخة يحكمها دستور المملكة.

رسائل داخلية وخارجية
يرى مراقبون أن هذا المشهد قد يحمل رسائل مزدوجة: أولًا، تأكيد استقرار المؤسسات الأردنية وقدرتها على ضمان انتقال دستوري سلس للسلطة في حال حدوث أي طارئ. وثانيًا، طمأنة الداخل الأردني والمجتمع الدولي بأن المملكة ماضية في الحفاظ على استقرارها السياسي والدستوري.
غياب التوضيح الرسمي يزيد الغموض
ورغم الأداء الدستوري السليم، إلا أن غياب بيان تفصيلي من الديوان الملكي أو الحكومة حول حيثيات مغادرة الملك عبد الله الثاني، والمدة المتوقعة لغيابه، والهدف من الزيارة الخاصة، ساهم في توسيع دوائر الشك والتكهنات، في بلد يتمتع فيه الملك بمكانة خاصة وقيادة مركزية لا غنى عنها في ظل التحديات الإقليمية والاقتصادية المتعددة.
الأمير الحسين يؤدي مهامه الدستورية كوصي على العرش
الأنظار تتجه الآن إلى الديوان الملكي والحكومة الأردنية، بانتظار توضيحات رسمية أكثر شفافية حول سبب الغياب، ونفي أو تأكيد ما يتردد من أنباء صحية متداولة على نطاق واسع. وحتى ذلك الحين، سيواصل الأمير الحسين أداء مهامه الدستورية كوصي على العرش، في تجربة عملية قد تكون تمهيدًا لمستقبل قريب يحمل تغييرات على رأس الدولة الأردنية.

