الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

هلع داخل الحوثي… إجراءات أمنية غير مسبوقة بعد سلسلة اغتيالات طالت قادة بارزين

نعليمات الحوثين باليمن
-

دخلت جماعة الحوثي في حالة استنفار أمني غير مسبوقة، بعد الصدمة التي أحدثتها عملية اغتيال القيادي العسكري في «حزب الله» اللبناني أبو علي طبطبائي، ثم العمليات الدقيقة التي استهدفت عدداً من قادتها داخل اليمن، وعلى رأسهم محمد الغماري، أحد أبرز العقول العسكرية للجماعة.
مصادر في صنعاء كشفت لصحيفة عربية عن أن الجماعة تعيش "أكبر حالة ارتباك أمني منذ بدء الحرب"، وأن معظم قيادات الصف الأول اختفت تمامًا عن المشهد، فيما طُبقت سلسلة إجراءات احترازية قاسية على كل المستويات.

إجراءات قسرية.. وقيادات تختفي عن الأنظار

بحسب المصادر، أصدرت الجماعة تعليمات عاجلة تقضي بـ:

  • منع أي تواصل إلكتروني بين القيادات، سواء عبر الإنترنت أو الاتصالات التقليدية.

  • تعطيل كاميرات وأنظمة مراقبة في مقار حساسة ومناطق سكنية ودوائر حكومية.

  • استبدال السيارات والأسلحة بشكل دوري للقادة.

  • إجبار القيادات على تغيير مظهرهم يوميًا مستغلين الطقس البارد لارتداء ملابس تخفي الهيئات.

  • حظر استخدام المتعلقات الشخصية أكثر من مرة لتجنّب أي وسيلة تعقّب.

هذه التعليمات جاءت بعد استنتاج خطير: إسرائيل تمكنت من اختراق الأنظمة الداخلية للحوثيين، والوصول إلى معلومات حساسة عبر كاميرات المراقبة والاتصالات اللاسلكية، وهو ما أدى إلى تحديد أماكن اجتماعاتهم بدقة عالية.

صحيفة عبرية.. إسرائيل تركز على 8 قادة في جماعة الحوثي - يمن مونيتور

مفاجأة: كاميرات صنعاء مكشوفة… وإسرائيل تتجسس من داخل البنية الحوثية

تفيد المعلومات بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية اخترقت:

  • كاميرات شوارع رئيسية.

  • كاميرات مربوطة بشبكات لاسلكية في مبانٍ حكومية.

  • أنظمة مراقبة في معسكرات ومقار اجتماعات.

كما اكتشفت الجماعة لاحقًا أن السبب الأبرز لتعقّب الغماري كان جهاز لاسلكي متطور يشبه أجهزة إسرائيلية يباع عبر متاجر صينية تحت مسميات أخرى.
وقد ظهر الجهاز في برنامج تلفزيوني حوثي، مما سهّل التأكد من أنه بحوزته.

ثلاثة أشهر من الرصد قبل الاغتيال

المصادر أكدت أن الغماري – الذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب الحوثيين – خضع لمراقبة لصيقة استمرت قرابة 90 يومًا، وتم خلالها:

  • تحديد تحركاته اليومية.

  • رصد اجتماعاته عبر كاميرات مسروقة.

  • تحليل اتصالاته.

  • التعرف على هوية مرافقيه وسياراتهم.

ورغم أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت وجوده في عدة مواقع، فإن قرار تنفيذ الغارة جاء فقط عندما تأكدت من بقائه في نفس المبنى فترة طويلة دون مغادرة.

أميركا تترصد قادة الحوثيين وتقصف معاقلهم.. مصادر تكشف

الضربة الكبرى… اجتماعان سريان يتحولان إلى مقبرة قيادية

في غارات أواخر أغسطس، استهدفت إسرائيل مبنيين منفصلين كانت تعقد فيهما اجتماعات عسكرية وسياسية.
المحصّلة:

  • مقتل محمد الغماري.

  • مقتل أحمد الرهوي، رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها.

  • مقتل أعضاء آخرين في الحكومة الحوثية.

ورغم تكتم الجماعة لأكثر من 45 يومًا على مقتل الغماري، فإن المعلومات تسربت تدريجيًا إلى أن أعلنت الجماعة وفاته رسميًا في 16 أكتوبر الماضي.

هلع داخل الصف القيادي… وانعدام ثقة

تخشى الجماعة أن تكون إسرائيل قد:

  • اخترقت اتصالات قادة الصف الأول.

  • حصلت على خرائط تحركات قيادات أخرى.

  • تجسست على مكالمات عائلية تخص قيادات بارزة.

لذلك، فرضت الجماعة عزلة شبه كاملة على قادتها، ومنعتهم من الاتصال حتى بذويهم.

بيئة خطرة: غارات، اختراقات، وقيادات "مطاردة"

تؤكد المصادر أن جهازَي الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ركزا خلال الشهور الماضية على:

  • تصوير حفلات تخرج عسكرية حوثية عبر أقمار صناعية وطائرات مسيّرة.

  • تحليل الوجوه، السيارات، والملابس.

  • تحديد مكان وجود كل قائد عبر الأنظمة التي استخدمتها الجماعة دون فحص أمني مناسب.

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل أصبحت تمتلك "خريطة كاملة" للقيادات الحوثية وخط سير كل منها، ما دفع الجماعة لفرض إجراءات أشبه بما يُطبق في خلايا سرية شديدة الخطورة.

الحوثيون في "أكبر أزمة أمنية" منذ نشأتهم

الهيكل القيادي لجماعة أنصار الله الحوثيين: أهم القادة والمسؤولين - المركز  العربي لدراسات التطرف

عمليات الاغتيال الأخيرة لم تستهدف قادة عاديين، بل رموزًا تمثل العصب العسكري والسياسي للجماعة.
ومع كشف الاختراقات المتعددة، أصبحت الجماعة تعمل في بيئة شديدة الارتباك، وتخشى أن تكون رأسها مكشوفة بالكامل أمام الاستخبارات الإسرائيلية.

إنها معركة صامتة تدور في الظل: تكنولوجيا مقابل سرية… واستخبارات مقابل قيادات محاصرة داخل صنعاء.