السجن 11 عامًا لرئيس بيرو السابق بيدرو كاستيلو بتهمة التمرّد… أزمة سياسية تتعمّق

في تطور جديد يعكس استمرار التوتر السياسي العميق في بيرو، أصدرت محكمة بيروفية حكمًا يقضي بسجن الرئيس السابق بيدرو كاستيلو لمدة 11 عامًا و5 أشهر و15 يومًا بعد إدانته بتهمة «التمرد ومحاولة تقويض النظام الدستوري»، وذلك بحسب ما ذكرته إذاعة RPP المحلية.
حكم مماثل لرئيسة الوزراء السابقة
ولم يكن كاستيلو وحده في دائرة الإدانة، إذ أصدرت المحكمة الحكم ذاته بحق بيتسي تشافيز، رئيسة الوزراء السابقة، والتي تتحصّن حاليًا داخل السفارة المكسيكية في ليما، في وقت تتهمها فيه السلطات بالمشاركة في محاولة حلّ الكونغرس خلال الأزمة الدستورية التي فجّرها كاستيلو في ديسمبر 2022.
هذا القرار يأتي وسط قطيعة سياسية كاملة بين بيرو والمكسيك، حيث سبق للحكومة البيروفية أن أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع مكسيكو سيتي، متهمة إياها بالتدخل في شؤونها الداخلية عبر توفير حماية لمسؤولين مطلوبين.
محاولة “انقلاب دستوري” تطيح بكاستيلو
وكانت الأزمة قد اندلعت حين أعلن كاستيلو بشكل مفاجئ حلّ البرلمان قبل ساعات من جلسة عزله، في خطوة وصفتها النيابة والمحكمة لاحقًا بأنها «محاولة انقلاب غير دستورية».
وسرعان ما تحرّك الجيش والشرطة لإيقافه، وتم اعتقاله فورًا بينما كان يحاول الوصول إلى سفارة المكسيك لطلب اللجوء.
![إعادة إصدار مذكرة توقيف بحق رئيسة وزراء بيرو السابقة تشافيز - [İLKHA] وكالة إيلكا للأنباء](https://ilkha.com/img/NewsGallery/2025/11/22/493031/FeaturedImage/526e56b1-fe12-4c08-ab0d-82a28b133d4a.webp)
النيابة العامة وجّهت له بعد ذلك تهمة "التآمر ضد الدولة"، لتبدأ سلسلة من محاكمات طالت عدداً من مسؤولي حكومته.
مسلسل السقوط السياسي مستمر… إدانة لرئيس أسبق
لم تتوقف العاصفة السياسية عند كاستيلو، إذ شهدت بيرو قبل أسابيع حكمًا آخر على الرئيس الأسبق مارتن فيزكارا يقضي بسجنه 14 عامًا ومنعه من تولي أي منصب عام لمدة تسع سنوات، بعد إدانته بتلقي رشاوى من شركات بناء حين كان حاكمًا لإقليم موكيغوا بين عامي 2011 و2014.
هذا التتابع من الإدانة لرؤساء سابقين يعكس حجم الأزمة السياسية والفساد الذي يضرب البلاد منذ سنوات، في دولة تُعرف تاريخيًا بعدم الاستقرار وبانسحابات متكررة للرؤساء قبل نهاية ولايتهم.
بيرو… بلد يعيش على صفيح سياسي ساخن
تعيش بيرو منذ أكثر من عقد في دوامة من:
-
أزمات دستورية
-
انقسامات سياسية حادة
-
تغيّر متكرر للحكومات
-
إدانات ومحاكمات لرموز سياسية كبرى
وبينما يرى محللون أن البلاد تحتاج إلى إصلاحات دستورية جذرية، يرى آخرون أن الصراع بين الرئاسة والكونغرس بات مرضًا سياسيًا مزمنًا يضع بيرو بين دول أميركا اللاتينية الأكثر اضطرابًا.
الحكم على كاستيلو يضيف صفحة جديدة إلى هذا المشهد المضطرب، بينما تبقى البلاد في انتظار تسوية سياسية توقف النزيف المستمر في مؤسساتها.

