تحت ضغط دولي متصاعد… الجيش السوداني يعلن شروطه للتفاوض مع الدعم السريع وسط تحركات عالمية لوقف الحرب ومنع تسليح المليشيات

تتصاعد الدعوات الدولية لوقف الحرب في السودان، بعد توسّع الانتهاكات وصدمة العالم من الجرائم المروعة التي ارتُكبت في مدينة الفاشر خلال الأسابيع الماضية، خرج الفريق ياسر العطا عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش، ليعلن بشكل واضح ملامح الموقف الرسمي للجيش السوداني تجاه أي مفاوضات مقبلة مع قوات الدعم السريع.
وجاءت تصريحات العطا خلال حفل تخريج متطوعين بمدينة الأبيض غربي السودان، الخميس، حيث أكد استعداد الجيش للدخول في عملية تفاوض، لكنه شدد على أن أي حوار لن يتم إلا وفق شروط جوهرية تُعيد للدولة سيادتها وتضمن حماية المدنيين، بعد ما وصفه مراقبون بأنه أسوأ موجة فوضى مسلّحة شهدتها البلاد منذ عقود.
انسحاب من المدن… وسيطرة كاملة على المعابر

وأوضح العطا أن الجيش لن يقبل بأي مسار تفاوض لا يتضمن:
١- انسحاب قوات الدعم السريع إلى معسكرات خارج المدن الرئيسية
خاصة في ولايتي جنوب وشرق دارفور اللتين شهدتا أعنف المواجهات خلال الأشهر الأخيرة.
٢- سيطرة الدولة على المعابر الدولية والمطارات
مؤكدًا أن استمرار سيطرة المليشيات عليها يشكل خطرًا مباشرًا على الأمن الوطني ويعزز تدفق السلاح والمرتزقة.
٣- تسليم الدعم السريع للأسلحة والمعدات القتالية الثقيلة
وهي النقطة التي تحظى بدعم واضح من المجتمع الدولي الذي يضغط بقوة لمنع وصول أي إمدادات عسكرية جديدة للمليشيا بعد تقارير أممية أثبتت تورطها في جرائم تطهير عرقي وانتهاكات واسعة بحق المدنيين بدارفور.
٤- مغادرة المرتزقة الأجانب للأراضي السودانية
مع تزايد الأدلة على مشاركة مقاتلين أجانب في المعارك ضمن صفوف الدعم السريع.
لجان ميدانية وقانونية… وملفات للمحاسبة والدمج

وأشار الفريق العطا إلى ضرورة تشكيل:
-
لجنة ميدانية عسكرية للتفاوض المباشر بشأن مواقع قوات الدعم السريع وآليات خروجها.
-
لجنة قانونية لمحاكمة كل من صدرت ضده بلاغات متعلقة بالقتل والنهب والاعتداءات على المدنيين.
-
النظر في دمج العناصر غير المتورطة في القوات النظامية أو تسريحهم وفق ضوابط صارمة.
ويأتي هذا الطرح في ظل اتساع التحقيقات الدولية حول الجرائم التي ارتُكبت في الفاشر، خاصة بعد تقارير الأمم المتحدة التي وصفت الوضع بأنه كارثي وغير مسبوق.
ضغط دولي غير مسبوق: واشنطن في الواجهة
وفي سياق متصل، دعا الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل العاجل من أجل دعم جهود إحلال السلام في السودان، في خطوة تشير إلى رغبة الجيش في استثمار الضغوط الدولية القائمة لوقف الحرب ومنع تدفق السلاح للمليشيات.
وتزامنت هذه الدعوة مع تحركات أمريكية وأوروبية لبحث فرض عقوبات مشددة على جهات داعمة للدعم السريع، وملاحقة شبكات تزويد المليشيات بالتمويل والسلاح، خاصة بعد المجازر التي هزت مدينة الفاشر وأدت إلى موجة تنديد عالمي.
هدنة إنسانية.. لكنها لا توقف القلق الدولي
وأعلن قائد قوات الدعم السريع أحمد حمدان دقلو (حميدتي) يوم 24 نوفمبر عن هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر.
لكن منظمات دولية شككت في التزام المليشيا بالهدنة، معتبرة أنها محاولة لامتصاص الضغوط الدولية بعد الجرائم التي وُصفت بأنها قد ترقى إلى "جرائم ضد الإنسانية".
السودان أمام نقطة تحول
ما بين:
-
ضغوط دولية متزايدة
-
تقارير أممية تكشف حجم الفظائع في دارفور
-
دعوات لوقف تسليح الدعم السريع
-
مطالبات الجيش بشروط صارمة للتفاوض
يبدو أن السودان مقبل على مرحلة إعادة تشكيل المشهد الأمني والسياسي، إما بانطلاق مسار تفاوضي حقيقي بضمانات دولية، أو بمزيد من التصعيد إذا استمرت الأطراف في التشبث بمواقفها.
العالم يراقب… والسودانيون ينتظرون نهاية حرب أنهكت البلاد ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة والنزوح.

