إسرائيل تخرق اتفاق وقف إطلاق النار.. وحماس تبحث مستقبلها السياسي وسط ضغوط دولية وخيارات حساسة لإدارة غزة

يعيش اهالي قطاع غزة اوضاع صعبة مع بداية فصل الشتاء ويتراجع الامل في حلول قريبة امام تسويف الطرقين سواء الاحتلال او حركة حماس فيواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق عبر توغلات وعمليات إزالة ألغام وتمشيط مكثفة في مناطق جنوب قطاع غزة، خاصة في رفح، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض وقائع ميدانية تتجاوز ما تم الاتفاق عليه دوليًا.
بالتوازي، تشهد حركة حماس نقاشات داخلية غير مسبوقة حول مستقبلها السياسي، بما في ذلك دراسة تحويل الحركة إلى حزب سياسي مع الحفاظ على سيطرتها على القطاع، وسط شعور متزايد داخل قيادتها بأن إسرائيل تستخدم ملف الرهائن والقوة الدولية كأدوات ضغط لتفكيك سلطتها.

انتشار قوة الاستقرار الدولية.. واشنطن تدفع وإسرائيل تماطل
أكدت تقارير إسرائيلية أن الولايات المتحدة حددت منتصف يناير/كانون الثاني المقبل موعدًا لبدء انتشار قوة الاستقرار الدولية (ISF) في غزة، رغم العراقيل الإسرائيلية.
ووفق القناة 14 العبرية:
-
من المقرر وصول الدفعة الأولى من القوة منتصف يناير.
-
القوة ستنتشر مبدئيًا في رفح، حيث يقوم جيش الاحتلال حاليًا بـ إزالة الألغام ومخلّفات القنابل في المنطقة، في خطوة تُعد خرقًا واضحًا لوقف إطلاق النار بحجة "تهيئة البيئة للقوة الدولية".
-
حددت واشنطن نهاية أبريل موعدًا نهائيًا لإنهاء عملية نزع سلاح غزة، وهي نقطة ترفضها حماس جملة وتفصيلًا.
تصف الصحف الإسرائيلية هذه الأهداف بأنها طموحة وغير واقعية ميدانيًا، في ظل استمرار المقاومة، وتعقيدات الوضع الأمني، ورفض حماس التخلي عن سلاحها.
صبر أمريكي ينفد.. وقيادة إسرائيلية منقسمة
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الإدارة الأمريكية بدأت تفقد صبرها بسبب الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية حول مستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار.
واشنطن تضغط باتجاه:
-
الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة
-
البدء بعملية إعادة الإعمار
-
دفع قوة الاستقرار الدولية للعمل
لكن إسرائيل تربط أي تقدم بـ ملف الرهائن والجثامين، رافضة المضي في الخطة الأمريكية قبل استعادة كل الرفات.
وفق الصحيفة، تمتلك حماس الآن:
-
رفات الأسير ران غفيلي
-
رفات التايلاندي سودثيساك رينثالاك
وتصف الصحيفة جهود البحث الإسرائيلية بأنها "عمليات بحث هادئة"، تفتقد إلى الزخم، بينما تستغل حماس ذلك لفرض شروط سياسية جديدة.
حماس بين تثبيت الحكم وتغيير الشكل.. نقاش داخلي حساس

في ظل الضغوط والحصار وفكرة القوة الدولية القادمة إلى غزة، تناقش حماس داخليًا—بحسب مصادر عربية—مجموعة من السيناريوهات، من أبرزها:
-
تحويل الحركة إلى حزب سياسي على غرار التجربة التونسية واليمنية.
-
دمج عناصرها ضمن أجهزة أمن فلسطينية جديدة تشرف عليها قوة الاستقرار الدولية.
-
الحفاظ على قوتها العسكرية كجناح مقاوم منفصل عن العمل السياسي.
حماس تدرك أن إسرائيل والولايات المتحدة تسعيان إلى تفكيك سلطتها عبر ملف نزع السلاح، لذلك تتعامل الحركة ببراغماتية محسوبة، تحاول من خلالها تثبيت سيطرتها على غزة بأي صيغة سياسية مستقبلية.
العقبات أمام المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية
تُعد رفح أكبر التحديات أمام تطبيق المرحلة الثانية:
-
عشرات من المقاتلين ما زالوا يتحصنون في شبكات الأنفاق.
-
إسرائيل عرضت ممرًا آمنًا لهم إلى دولة ثالثة، لكن لا دولة وافقت على استقبالهم حتى الآن.
-
تم رصد عدة حالات خروج من الأنفاق:
-
بعضهم قُتلوا فور خروجهم
-
آخرون استسلموا
-
يمثل ذلك نقطة خطيرة تعطل المرحلة السياسية التي تريد واشنطن دفعها بأي ثمن.

تشكيل قوة الاستقرار الدولية.. أزمة حقيقية
واشنطن تواجه صعوبات كبيرة في تشكيل القوة الدولية:
-
لم توافق حتى الآن إلا دول عربية وإسلامية قليلة على إرسال الجنود.
-
أذربيجان تراجعت عن المشاركة—على الأرجح بضغط تركي.
-
تركيا وقطر تسعيان للعب دور مركزي في القوة الدولية، لكن إسرائيل ترفض بشدة بسبب علاقاتهما بقيادة حماس.
-
إسرائيل منفتحة على قوات من إندونيسيا وأذربيجان أكثر من غيرها.
يقول مسؤول إسرائيلي كبير:
"لا يوجد أي تقدم فعلي في تشكيل قوة الاستقرار. وحتى لو تشكلت، ستحتاج لتدريب وتجهيز قبل النشر."
وأوضح أن إسرائيل تخطط للتدخل بنفسها إذا فشلت القوة الدولية في نزع سلاح غزة.
حماس ترفض نزع السلاح وتعرض التخلي فقط عن الأسلحة الثقيلة
بحسب المسؤولين الإسرائيليين، عرضت حماس:
-
التخلي عن الأسلحة الثقيلة فقط
-
الاحتفاظ بما تصفه بـ "سلاح المقاومة الخفيف"
إسرائيل ترى ذلك مرفوضًا تمامًا، وتصر على نزع السلاح الكامل.
لكن حماس، التي تعتبر سلاحها ضمانة وجود، تناور سياسيًا سعياً لخوض المرحلة المقبلة دون خسارة السيطرة على غزة.
خلافات إسرائيلية داخلية حول مستقبل غزة
تشير الصحف العبرية إلى خلافات حادة داخل مجلس الوزراء الأمني:
-
هل يجب التقدم في الخطة الأمريكية إذا لم يُعثر على رفات الرهائن؟
-
هل يُسمح لقوة دولية بالدخول إلى غزة حتى لو لم تسلم حماس كل المعلومات؟
هذه الخلافات تُضعف الموقف الإسرائيلي أمام الضغط الأمريكي.
واشنطن تمنع إسرائيل من فرض عقوبات جديدة
تقول مصادر مطلعة إن الإدارة الأمريكية تمنع إسرائيل من اتخاذ خطوات عقابية جديدة ضد حماس في هذه المرحلة، وهو ما تعتبره إسرائيل:
"تشجيعًا لحماس على المماطلة."
لكن واشنطن تعتقد أن أي تصعيد ضد حماس الآن قد يفرغ الاتفاق من مضمونه ويفشل عملية الانتقال السياسي في غزة.
عقبات كبيرة تواجة القوة الدولية المزعومة في قطاع غزة
-
إسرائيل تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار عبر عملياتها الميدانية في رفح.
-
واشنطن تضغط لبدء المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تراجع صبرها على المماطلة الإسرائيلية.
-
حماس تسعى لتثبيت حكمها في غزة، وتناقش داخليًا فكرة التحول إلى حزب سياسي لضمان بقائها لاعبًا رئيسيًا في المرحلة المقبلة.
-
القوة الدولية التي يُفترض أن تتسلم غزة تواجه عقبات كبيرة قد تؤجل نشرها أشهرًا طويلة.
وسط هذا كله، يبقى السؤال الأكبر معلّقًا:
هل تملك الأطراف القدرة على تجنب مواجهة جديدة؟ أم أن غزة تتجه إلى جولة صراع أوسع ستغير شكل المنطقة؟

