في خضم الحملة على المهاجرين بأمريكا.. اعتقال قريبة المتحدثة باسم البيت الأبيض يثير جدلًا واسعًا

تحتدم في الولايات المتحدة موجة غير مسبوقة من التشديد على المهاجرين، في ظل سياسات صارمة تتبنّاها إدارة الرئيس ترامب، ومع اتساع حملات الترحيل والاعتقالات، جاءت قضية جديدة لتثير مزيدًا من الجدل بعدما أفادت تقارير إعلامية باحتجاز قريبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على يد مسؤولي الهجرة الفيدراليين في ولاية ماساتشوستس.
وتسببت القضية في ضجة لافتة، إذ تتقاطع فيها السياسة بالعائلة، وتكشف من جديد مدى اتساع دائرة الاستهداف التي طالت حتى أقارب مسؤولين داخل الإدارة الأمريكية نفسها.

مايكل ليفيت وزوجته في لقاء مع الرئيس
"مهاجرة غير قانونية".. الرواية الرسمية
وزارة الأمن الداخلي أوضحت أن المحتجزة، برونا كارولين فيريرا، وهي والدة ابن شقيق المتحدثة باسم البيت الأبيض، تعتبر "مهاجرة غير قانونية ومجرمة من البرازيل" — وفق الوصف الرسمي — وذلك بعد تجاوزها مدة تأشيرتها السياحية التي انتهت صلاحيتها في يونيو 1999.
وجرى توقيف فيريرا في مدينة ريفير بولاية ماساتشوستس، قبل أن يتم نقلها لاحقًا إلى مركز معالجة الهجرة في جنوب لويزيانا حيث تخضع لإجراءات الترحيل.
وتشدد وزارة الأمن الداخلي على أن جميع المقيمين دون وضع قانوني "مهددون بالترحيل" في ظل سياسات إدارة ترامب ووزيرة الأمن الداخلي نوم.
علاقة العائلة: مفارقة قاسية

رغم التشديد الرسمي، تكشف القصة جانبًا إنسانيًا معقدًا:
-
فيريرا لديها طفل يبلغ 11 عامًا من شقيق كارولين ليفيت، مايكل ليفيت.
-
الطفل عاش طوال حياته مع والده في نيوهامبشاير.
-
المتحدثة باسم البيت الأبيض لم تقابل فيريرا منذ سنوات طويلة، بحسب المصادر.
هذه المفارقة جعلت القضية مادة لنقاش واسع حول تأثير السياسات على العائلات المشتتة، حتى تلك المرتبطة بمسؤولين في الحكومة.
ماضي أمني غامض وتحقيقات غير مكتملة
أشارت التقارير إلى أنّ فيريرا سبق أن أوقفت للاشتباه في تورطها بقضية اعتداء، لكن لم تتضح نتائج التحقيق، كما لم يُثبت وجود تهم معلقة ضدها حاليًا.
محامي المتهمة: ما يحدث جزء من الحملة ضد المهاجرين
محامي فيريرا، تود بومرلو، احتجّ بشدة على عملية الاعتقال، مؤكدًا أن موكلته جاءت إلى الولايات المتحدة ضمن برنامج DACA الخاص بالأطفال المهاجرين، وأنها كانت تعمل للحصول على الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء).
وقال:
"تم اعتقالها فجأة، وأُبعدت عن طفلها قبل عيد الشكر مباشرة. لا يوجد لديها سجل جنائي، ولا تُعتبر مهاجرة مجرمة كما يقال."
كما أكد أن البحث في سجلات المحاكم في ماساتشوستس لم يُظهر أي تهم تتعلق بالاعتداء.
وأشار إلى أن ابنها لم يتمكن من التواصل مع والدته منذ لحظة اعتقالها، مضيفًا:
"نحاول فقط إخراجها من الاحتجاز. لا ينبغي أن تكون بعيدة عن أسرتها وطفلها. هي أم رائعة، ووالده كان أبًا جيدًا."
قضية تكشف عمق الأزمة
القصة باتت رمزًا جديدًا لمدى تأثير حملة الهجرة الحالية على:
-
العائلات المختلطة والمشتتة
-
المقيمين منذ الطفولة
-
وحتى الأقارب المباشرين لشخصيات تعمل داخل البيت الأبيض
ما يجعلها نموذجًا صارخًا للجدل المتصاعد حول سياسات الترحيل، خاصة حين تمتد آثارها إلى الدائرة المقربة من الإدارة نفسها.

