أمريكا تجهز “الضربة الأخيرة”.. تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً يكتب نهاية التنظيم الدولي بعد عقد من العنف في مصر

أمريكا تُصنّف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً.. ضربة قاصمة للتنظيم الدولي ونهاية عصر هيمنته؟
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، لتضع نهاية رسمية لمرحلة امتدت لعقود كان فيها التنظيم الأكثر انتشارًا ونفوذًا داخل العالم الإسلامي وخارجه. ويأتي القرار في ظل تزايد القناعات الدولية بأن الجماعة تحوّلت إلى مظلة أيديولوجية تُفرز العنف والتطرف وتدعم جماعات مسلحة تعمل ضد استقرار الدول.
ويمثل هذا التصنيف تحولاً جذريًا في تعامل المجتمع الدولي مع الجماعة، خاصة بعد ما شهدته مصر من تصاعد عمليات التفجير والعنف منذ أن خرج ملايين المصريين في ثورة 30 يونيو 2013 لإنهاء حكم الإخوان، وما تلا ذلك من عمليات إرهابية تبنتها أذرع الجماعة أو خرجت من رحمها.

عشر سنوات من الدم.. كيف خسرت الجماعة تعاطف العالم؟
منذ سقوط حكمها في مصر عقب 30 يونيو، حاولت جماعة الإخوان تقديم نفسها كـ"تنظيم سلمي"، غير أن الوقائع على الأرض كانت تقول شيئاً مختلفاً تماماً. فقد شهدت مصر سلسلة من العمليات الإرهابية نُفِّذت أو حرّضت عليها عناصر مرتبطة بالجماعة، من بينها:
تفجيرات استهدفت قوات الأمن والجيش
في سيناء والقاهرة والدلتا، عبر تنظيمات أعلنت ولاءها لقيادات إخوانية من الخارج.
عمليات اغتيال شخصيات عامة ورجال شرطة
مثل اغتيال النائب العام هشام بركات، الذي أثبتت التحقيقات تورط عناصر مدعومة من الإخوان.
عنف ممنهج ضد مؤسسات الدولة
حرائق، قطع طرق، تعطيل مصالح المواطنين، ومحاولات لإثارة فوضى منظمة.
استخدام السلاح داخل الجامعات

وتحويل الحرم الجامعي إلى ساحات اشتباك، بدعم من كوادر التنظيم الطلابي.
هذه الوقائع وغيرها كانت ضمن الملفات التي استندت إليها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية لتأكيد الخطر البنيوي للفكر الإخواني، الذي رغم محاولة الجماعة تلميعه، أثبت ارتباطه العضوي بحركات العنف.
التنظيم الدولي للإخوان.. انهيار شبكة نفوذ عمرها 90 عامًا
لطالما اعتمد الإخوان على شبكة دولية تمتد عبر عشرات الدول، لها:
-
مؤسسات مالية
-
جمعيات خيرية ذات غطاء سياسي
-
مراكز بحثية وإعلامية
-
أجهزة استقطاب وتنظيم وتجنيد
-
شخصيات نافذة في أوروبا وتركيا وقطر
لكن تصنيف الجماعة في الولايات المتحدة سيفتح الباب أمام:
تجميد الأموال والحسابات البنكية
وضع المؤسسات المموّلة تحت الرقابة المشددة
تقييد حركة قيادات التنظيم والحدّ من سفرهم
منع أي كيانات من التعامل المالي مع الجماعة
إنهاء النشاط العلني لمراكزهم داخل الولايات المتحدة
وبهذا يتحول التنظيم الدولي إلى جسد بلا قدرة على التمويل أو الحركة، وهو ما سيضغط على الفروع الإقليمية بشدة، خصوصاً في أوروبا التي بدأت بالفعل في التضييق على نشاطهم.
هل انتهى عصر الإخوان؟

يرى محللون أن القرار الأمريكي ليس مجرد إجراء سياسي، بل علامة على نهاية مرحلة كان التنظيم خلالها يتمتع بشرعية دولية غير مبررة. اليوم، مع تكشف ملفات الجماعة، وسقوط تحالفاتها، وانكشاف دورها في نشر الفوضى في مصر وتونس وليبيا وسوريا، فإن السؤال لم يعد:
هل سينتهي الإخوان؟
بل أصبح: كم بقي للإخوان قبل الانهيار الكامل؟
هذه العوامل تُسرّع نهايتهم:
فقدان الحاضنة الشعبية بعد 30 يونيو
حين خرج المصريون بالملايين ليقولوا كلمتهم.
تفكك التنظيم داخلياً
صراعات قيادية بين لندن وإسطنبول، وانشقاقات حادة في الجبهتين.
تضييق دولي غير مسبوق
من أمريكا إلى أوروبا إلى العالم العربي.
تراجع التمويل الخارجي
بعد انهيار قدرة بعض الدول الداعمة على تغطية أنشطتهم.
تحوّل الخطاب العالمي ضد الإسلام السياسي
.jpg)
وإدراك العالم أن "التطرف لا يتجزأ".
ماذا يعني هذا لمصر؟
بالنسبة لمصر، يُعتبر القرار الأمريكي انتصارًا دبلوماسيًا وسياسيًا يثبت صحة رؤية الدولة منذ 2013، حين أكدت أن الإخوان تنظيم إرهابي يمارس العنف تحت شعارات دينية.
كما أنه يعيد الاعتبار لدماء:
-
شهداء الجيش
-
شهداء الشرطة
-
النائب العام المستشار هشام بركات
-
ضحايا تفجيرات الكنائس
-
المدنيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لإرهاب الجماعة
ويعزز قدرة الدولة على ملاحقة عناصر التنظيم الهاربة خارج البلاد.
صفحة تُطوى من تاريخ الشرق الأوسط
تصنيف أمريكا لجماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً ليس مجرد قرار، بل إعلان رسمي بنهاية عصر التنظيم الذي ظل لسنوات يتحرك بين الخفاء والعلانية، ويستفيد من فراغات سياسية وقانونية.
اليوم، تسقط آخر أوراق الشرعية عن الجماعة، وتقترب نهاية شبكة نفوذ هي الأكبر في تاريخ الإسلام السياسي، بينما تواصل مصر مسارها في تثبيت الأمن وبناء دولة حديثة بعيداً عن العنف والتطرف والمتاجرة بالدين.

