سياسي يحمل اسم ”أدولف هتلر” يفوز مجددًا في ناميبيا.. وبين الماضي الإفريقي المظلم يبرز اسم آخر كان يأكل لحوم البشر!

في مشهد يثير دهشة العالم في كل مرة يُعاد طرحه، يتجه السياسي الناميبي أدولف هتلر أونونا—نعم، بالاسم ذاته الذي ارتبط بأسوأ الجرائم في القرن العشرين—لتحقيق فوز ساحق جديد في انتخابات مجلس النواب في ناميبيا، وفق بيانات لجنة الانتخابات الرسمية.
الاسم الذي تصدّر العناوين العالمية في 2020 عاد مجددًا ليشعل الجدل، رغم أن صاحبه ذو الـ59 عامًا يؤكد مرارًا أنه لا يمت بصلة لأيديولوجيا النازية، وأن والده أطلق عليه هذا الاسم دون وعي بمعناه التاريخي.
ورغم الحساسية الشديدة التي يحملها الاسم، إلا أن أونونا—عضو حزب سوابو الحاكم—نجح سابقًا بنسبة 85% من الأصوات في دائرة أومبوندجا، حافظ فيها على شعبيته واسعة النطاق.
إرث استعماري حاضر.. واسم لا يمكن تغييره
تفسر ناميبيا هذا الغرابة في المشهد عبر إرثها الألماني؛ فالبلاد خضعت للاستعمار الألماني لعقود طويلة، ولا تزال الشوارع والمدن تحتفظ بأسماء ألمانية حتى اليوم.
أما السياسي هتلر أونونا، فيقول إنه لم يدرك دلالة اسمه إلا في سن المراهقة، لكنه لم يغيره لأن كل وثائقه الرسمية تحمله.
ومع أن الرجل يعمل في السياسة منذ سنوات، إلا أن اسمه وحده يجعل كل ظهور له مادة عالمية مثيرة للجدل.
الطغاة في إفريقيا.. من هتلر "الاسم" إلى بوكاسا "الفعل"
وبينما أثار هتلر الناميبي ضجة بسبب اسمه فقط، فإن إفريقيا الوسطى في السبعينيات عرفت رجلاً لم يكتفِ بالبطش السياسي، بل كان آخر آكلي لحوم البشر في القرن العشرين:
الإمبراطور جين بيدل بوكاسا.
الإمبراطور الذي أكل رعيته!
حكم بوكاسا بلاده بين 1966 و1979 بقبضة من حديد، جمع فيها بين الجنون، والبذخ، والوحشية المطلقة.
وصل هوسه بالسلطة حدّ تقليد نابليون بونابرت في تتويج أسطوري كلف بلاده 20 مليون دولار—أي القرض الفرنسي بالكامل—بينما كان ربع أطفال البلاد يموتون جوعًا.
وفي أفظع الجرائم التي سُجلت ضده، أشرف شخصيًا على قتل 100 طفل مدرسة لأن ذويهم رفضوا شراء زي مدرسي تبيعه إحدى زوجاته.
وعندما سقط نظامه، اكتشفت لجان التحقيق عظام 37 طفلًا في قصره، قدم بعضهم كوجبات للتماسيح التي كان يحتفظ بها في بركة قصره، في حين تم العثور على بقايا بشرية داخل ثلاجة خاصة بالزعيم.
أسلم ليوم واحد.. من أجل المال!
وفي واحدة من أغرب قصص زعماء إفريقيا:
سافر بوكاسا إلى ليبيا لطلب الدعم من العقيد معمر القذافي، فاشترط عليه الأخير اعتناق الإسلام..
فأسلم الرجل ليوم واحد فقط، عاد بعدها لمسيحيته بعد أن لم يحصل على الأموال التي وعده بها القذافي!
الطاهي العراقي الذي انتهى في الثلاجة
تكشف شهادة دبلوماسي عراقي أنه خلال زيارة بوكاسا للعراق، أعجب بطباخ عراقي يدعى "ياسر".
أهداه الرئيس العراقي أحمد حسن البكر للضيف، فحمله بوكاسا معه إلى بانغي.
وبعد أسابيع اختفى الطاهي.
وبعد البحث، تبين أنه قُتل.. ثم قُطع.. ووُضع في ثلاجة الإمبراطور!
السقوط.. والنهاية
أطاح المظليون الفرنسيون ببوكاسا عام 1979، وحُكم عليه بالإعدام ثم خُفف الحكم إلى السجن 20 عامًا.
خرج عام 1993، وتوفي بعد 3 سنوات بأزمة قلبية، تاركًا خلفه 15 زوجة و50 طفلًا، وإرثًا من الرعب والدماء لن تنساه إفريقيا.
بين الماضي والحاضر.. أفريقيا ما زالت تواجه أصداء التاريخ
من سياسي يحمل اسمًا يذكر العالم بالنازية، إلى إمبراطور حكم بالرعب وأكل لحوم البشر، تبدو إفريقيا—رغم تطورها الكبير—في صراع دائم مع ظلال تاريخها الاستعماري والدموي.
فبينما يتعامل البعض مع الاسم كصدفة تاريخية، تظل قصص الطغاة مثل بوكاسا تذكيرًا مرعبًا بأن السلطة المطلقة قد تحوّل البشر إلى وحوش، وأن الشعوب التي لا تراجع ذاكرتها قد تدفع ثمن نسيانها غاليًا.

