الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

الجارديان: زيلينسكي في أخطر لحظة منذ اندلاع الحرب.. انهيار عسكري وفضيحة فساد وخطة سلام تُجبر كييف على التنازل

الرئيس الروسي
-

قالت صحيفة الجارديان أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يعيش أخطر لحظات حكمه، في ظل تزامن ثلاث أزمات غير مسبوقة: انهيار عسكري واسع، انفجار فضيحة فساد هائلة داخل حكومته، وخطة سلام أمريكية أقرب إلى “فرض الاستسلام” منها إلى أي تسوية سياسية.

وفيما تنقل الصحيفة صورة قاتمة للحالة الأوكرانية، تكشف أيضًا وكالة رويترز عن تحركات دبلوماسية أمريكية عاجلة لعقد لقاءات مباشرة مع روسيا، في محاولة لفرض خطة واشنطن الجديدة لتسوية النزاع — خطة تصفها كييف بأنها “إملاءات مذلة”.

انهيار داخلي شامل: فساد بقيمة 100 مليون دولار ومقربون من زيلينسكي في قلب العاصفة

كشفت الجارديان عن فضيحة فساد ضخمة داخل شركة الطاقة النووية الحكومية Energoatom، حيث يُشتبه في سرقة 100 مليون دولار عبر عقود وهمية.
وتشير التحقيقات إلى تورط 7 مسؤولين، بينهم شخصيات قريبة من زيلينسكي، أبرزهم:

تيمور مينديتش

شريك زيلينسكي القديم في مجال الإنتاج الكوميدي، والذي هرب إلى إسرائيل فور صدور مذكرة توقيف بحقه، رغم القيود المشددة على هروب الرجال من أوكرانيا.

وأثارت الفضيحة غضبًا شعبيًا واسعًا، خاصة أن مئات آلاف الأوكرانيين يعيشون بلا كهرباء، بينما اكتُشفت في منازل المتورطين حقائب نقود ومرحاض ذهبي، وقيل إن أحدهم اشتكى من “آلام الظهر” بسبب حمل الأموال المسروقة.

‌‏زيلينسكي يعلن تشكيل وفد لبحث خطة واشنطن للسلام مع روسيا

انهيار الجبهة: جنود مسنون ومجندون قسرًا.. والجيش يفقد الإيمان

على الجبهة، تقول الصحيفة إن الجيش الأوكراني ينهار تحت الضغوط الهائلة:

  • مجندون قسريًا في الخمسينيات والستينيات من عمرهم

  • مرضى وكبار سن جُمِعوا من الشوارع لسد العجز

  • هروب 200 ألف رجل من التجنيد منذ 2022

يقول الطبيب الإغاثي جينادي دروجينكو:

“الخدمة العسكرية أصبحت ضريبة يدفعها الفقراء والأوفياء… بينما يهرب الأثرياء”.

وتشير الجارديان إلى أن هذا العدد الهارب يعادل تقريبًا حجم الجيش الأوكراني عند بداية الحرب — ما يعكس انهيارًا ديموغرافيًا وعسكريًا خطيرًا.

النتائج المحتملة من حرب روسيا وأوكرانيا وخيارات الصين | البيان

خطة ترامب للسلام: اعتراف بالهزيمة أم طريق لإنهاء الحرب؟

وفق ماذكرتة الجارديان، ناقشت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من 28 بندًا لتسوية الحرب، بالاتفاق مع رستم عوميروف من حكومة كييف.

أبرز ما تتضمنه الخطة:

تنازلات جغرافية كبرى

  • اعتراف بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونيتسك

  • تجميد خطوط التماس في خيرسون وزابوروجيه

  • انسحاب أوكرانيا من مناطق تقاتل دفاعًا عنها منذ 10 سنوات

  • تحويل مناطق كاملة إلى "منطقة عازلة" تحت السيطرة الروسية الفعلية

إضعاف الجيش الأوكراني

  • تقليصه إلى 600 ألف جندي

  • منع امتلاك صواريخ بعيدة المدى

  • تجريم نشر قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية

نسف حلم الناتو

  • حظر دستوري يمنع انضمام أوكرانيا للحلف

  • تعهد غربي بعدم قبولها مستقبلًا

تنازلات قضائية واقتصادية

  • إسقاط تهم جرائم الحرب عن الطرفين

  • مشاركة أمريكية—روسية في أرباح إعادة الإعمار

  • استثمار 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة لصالح الطرفين

ويصف خبراء الخطة بأنها “استسلام مقنّع”، بينما تلتزم كييف الصمت العلني خشية فقدان الدعم الدولي.

بكروفسك: المدينة التي قد تُسقط دونباس

تحذر الجارديان من أن سقوط مدينة بكروفسك بات قريبًا، ما قد يفتح الطريق أمام:

  • كراماتورسك

  • سلوفيانسك

آخر معاقل أوكرانيا في دونباس.

وفي سبيل الدفاع عنها، اضطرت كييف لسحب قوات من جبهة زابوروجيه، تاركة مناطق مثل هوليابول معرضة للاختراق — خطوة وصفتها الصحيفة بأنها “مقامرة يائسة”.

واشنطن تستعد للتفاوض المباشر مع موسكو

بحسب رويترز:

  • الولايات المتحدة تتوقع بدء محادثات مباشرة مع روسيا قريبًا.

  • موسكو لن تشارك في اجتماع سويسرا هذا الأسبوع، لكنها منفتحة على حوار ثنائي لاحقًا.

  • اجتماع جنيف المقبل سيضم:

    • الولايات المتحدة

    • الاتحاد الأوروبي

    • أوكرانيا

ووفق تسريبات، الخطة الأمريكية الجديدة تشمل:

  • الاعتراف الدولي بسيطرة روسيا على أجزاء واسعة من أوكرانيا

  • منطقة منزوعة السلاح على خطوط التماس

  • تقليص الجيش الأوكراني ونزع السلاح بعيد المدى

  • إعادة بعض المناطق لكييف مقابل ضمانات أمنية

  • جعل اللغة الروسية لغة رسمية

  • رفع العقوبات عن روسيا إذا وافقت على التسوية

هل يقترب سقوط زيلينسكي؟

داخل أوكرانيا، تتعالى أصوات تطالب بتغيير القيادة، بينما يحذّر سياسيون من انقلاب محتمل.
المسؤول الأكثر تعرضًا للضغط هو:

أندريه يرماك

رئيس ديوان زيلينسكي، المتهم بأنه “الحاكم الفعلي” في الظل، وبأنه وراء الفساد داخل مؤسسات الدولة.

وتعتبر إقالته — إن حدثت — محاولة لتهدئة الشارع وإرسال رسالة للدول الغربية بأن كييف "تصلح نفسها".

خلاصة الصورة

تجمع الأزمة الحالية بين:

  • انهيار عسكري

  • انهيار سياسي

  • انهيار اقتصادي

  • انهيار ثقة الشعب

  • وفوقها خطة سلام مفروضة من الخارج

وتطرح الجارديان السؤال الأخطر:

هل يكفي كشف الفساد لإنقاذ دولة تقف على حافة الهاوية؟
أم أن الأوكرانيين فقدوا إيمانهم بالدولة نفسها؟