الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

لماذا ننتظر حتى تحدث الكارثة؟.. أسئلة موجعة بعد فضيحة مدرسة سيدز الدولية

وزير التربية والتعليم
-

تعود القضية الصادمة التي هزّت الرأي العام إلى الواجهة مجددًا مع الإعلان عن قرارات صارمة اتخذها وزير التربية والتعليم المصري الدكتور محمد عبد اللطيف تجاه المدرسة الدولية الخاصة التي شهدت واقعة اعتداء جنسي بشعة على عدد من طلاب رياض الأطفال.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: لماذا لا نتحرك إلا بعد وقوع الفاجعة؟ ولماذا تُترك براءة الأطفال حتى تصبح ضحية قبل أن يتحرك المجتمع والدولة؟

قرارات حاسمة بعد فوات الأوان

اقوال الأطفال تهز القلوب ماذا حدث داخل مدرسة العبور | صوت المسيحي الحر

في بيان رسمي، أكدت وزارة التربية والتعليم أن الوزير تابع “بدقة وحرص شديدين” تفاصيل الجريمة اللا إنسانية التي وقعت داخل مدرسة سيدز الدولية بالقاهرة، مشيرة إلى أنه أصدر قرارات عاجلة استنادًا إلى ما توصلت إليه لجنة موسعة تم إيفادها إلى الموقع فور ظهور الحقائق الأولى للتحقيق.

وتضمنت القرارات:

  • وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري الكامل للوزارة، وتسلمها إداريًا وماليًا لضمان عدم تكرار الكارثة.

  • إحالة كل المسؤولين الذين تورطوا في التستر أو الإهمال الجسيم للتحقيق القانوني الفوري.

قرارات مهمة… لكنها جاءت بعد أن وقع ما لا يمكن إصلاحه.

جرائم تُهز الضمير

الواقعة التي كشفت عنها التحقيقات تتعلق باعتداءات جنسية تورط فيها أربعة من العاملين بالمدرسة، بينهم سائق حافلة و3 عمال، جميعهم متهمون باستغلال أطفال لا تتجاوز أعمارهم خمسة أعوام.
وأكد محامي الضحايا، عبد العزيز عز الدين، أن عدد البلاغات الرسمية بلغ حتى الآن 5 بلاغات (3 فتيات وولدان)، مع توقعات بزيادة العدد مع تطور التحقيقات.

وهذه ليست المرة الأولى التي تُكشف فيها جرائم من هذا النوع داخل المدارس، ما يضع منظومة الأمان والسلامة موضع تساؤل حقيقي.

صرخة الوزير: “لا جرم أشد من الاعتداء على طفل”

أكد الوزير عبد اللطيف أن أي مساس بطفل "جرم لا يُغتفر"، وأن حماية الطلاب أولوية تسبق أي شأن تعليمي، مشددًا على أن أي مدرسة لا توفر بيئة آمنة تستحق إجراءات رادعة.

لكن رغم قوة التصريحات، يبقى السؤال:
لماذا لا تتم مراقبة المدارس بشكل دوري؟
أين كانت الإدارة طوال عام كامل من الاعتداءات؟
من يحمي الأطفال حين يغيب الضمير وتتهاون المؤسسات؟

تحقيقات النيابة مستمرة

تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الجريمة التي هزت المجتمع المصري، للتحقيق مع المتهمين ومعرفة كافة التفاصيل، وسط مطالبات شعبية بمحاسبة الإدارة المدرسية على تقاعسها وتسترها.

هذه الحادثة لم تكن لتتحول إلى قضية رأي عام لولا أن طفلًا “بوح صدفة” بما تعرض له، لتبدأ رحلة كشف واحدة من أبشع الجرائم داخل منظومة تعليمية يفترض أنها آمنة.

الخلاصة: حماية الأطفال واجب يومي.. لا بعد وقوع المصيبة

هذه الواقعة يجب أن تكون ناقوس خطر يدق كل بيت وكل مدرسة وكل مؤسسة تعليمية:
الوقاية تبدأ قبل الكارثة، لا بعدها.
ولا يجب أن ننتظر دموع أم، أو صدمة طفل، أو محضر شرطة، حتى نفهم أن أطفالنا أمانة، وأن الصمت أكبر شريك في الجريمة.