الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

العالم

بعد ملاسنات شرسة.. كواليس انقلاب ترامب المفاجئ ودعمه لعمدة نيويورك زهران ممداني”

لقاء ترامب وممداني في البيت الابيض
-

ترامب وممداني.. من تبادل الاتهامات إلى ابتسامات البيت الأبيض: كواليس أول لقاء بعد ملاسنات حادة

أستبدل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه بشكل كامل تجاه عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني، بعدما جمعهما أول لقاء رسمي داخل البيت الأبيض، اليوم الجمعة.

فبعد أن كانت تصريحات ترامب ضد ممداني تتصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام—واصفًا إياه سابقًا بأنه "خطر على نيويورك" ومتهماً إياه بدعم “سياسات متهورة”—جاء الاجتماع ليقلب المشهد رأسًا على عقب ويكشف تغيرًا كبيرًا في موقف الرئيس.

ترامب: "ممداني ليس جهادياً.. إنه عقلاني جدًا!"

عاااجل : لقاء تاريخي بين ترامب وزهران ممداني داخل البيت الأبيض .. أسئلة  محرجة وردود قوية / تفاصيل

خلال حديثه مع الصحفيين عقب الاجتماع، بدا ترامب أكثر هدوءًا واتزانًا مما ظهر خلال الحملة، وقال:

"بعض أفكار العمدة المنتخب ممداني هي ذاتها الأفكار التي أحملها. الاجتماع معه فاجأني."

وأضاف ترامب أنه ناقش مع ممداني ملفات شائكة مثل تدخل إدارة الهجرة في نيويورك وتطبيق قانون الهجرة وتأثير ذلك على المدينة، مؤكدًا أنه مستعد لدعمه:

"أتوقع أن أساعد ممداني لا أن أضره. قد نختلف في الوسائل لكن نتفق في الغاية."

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد نفى ترامب الاتهاحات القاسية التي وجهها سابقًا لممداني خلال الحملة الانتخابية:

"العمدة المنتخب ممداني ليس جهادياً. إنه رجل عقلاني جدًا ويرغب بشدة في رؤية نيويورك عظيمة مجددًا."

وفي ختام تصريحاته قال ترامب إنه "استمتع حقًا" بالجلسة الأولى مع ممداني.

ممداني ينتصر رغم دعم ترامب لمنافسه

تفاصيل اللقاء التاريخي بين ترامب وممداني في البيت الأبيض | نيويورك نيوز

وعلى الرغم من الهجوم الواسع الذي شنه ترامب خلال الحملة ودعمه الصريح لمنافسه أندرو كومو، تمكن ممداني من الفوز بأكثر من 50% من الأصوات في انتخابات 4 نوفمبر، مع مشاركة قياسية تجاوزت مليوني ناخب—وهي الأعلى منذ عام 1969.

وأكد ممداني عقب الفوز أنه سيعمل مع الرئيس ما دام الأمر يخدم مصالح سكان نيويورك، ولن يتردد في معارضة أي سياسة يرى أنها تُضر بالمدينة.

هدوء بعد العاصفة.. لماذا تغيّر الموقف فجأة؟

بحسب محللين سياسيين، فإن التهدئة بين الطرفين جاءت لأسباب عدة:

  1. اعتماد نيويورك على دعم الحكومة الفيدرالية في ملفات الأمن والاقتصاد والبنية التحتية.

  2. إدراك ممداني أن تنفيذ خططه التنموية سيكون مستحيلاً دون هذا التعاون.

  3. رغبة ترامب في إظهار قدرته على العمل مع خصومه السياسيين بعد حملة انتخابية عاصفة.

  4. محاولة الطرفين إرسال رسالة استقرار للمستثمرين والرأي العام بعد دورة انتخابية مشحونة.

تعيينات قوية لتعويض “قلة الخبرة”

ورغم محدودية المناصب التي شغلها سابقًا، يسعى ممداني لتأكيد جاهزيته عبر تعيين شخصيات بارزة في إدارته مثل دين فوليهان وجيسيكا تيش، لضمان استقرار مؤسسات المدينة مع بداية ولايته في 1 يناير المقبل.

مشهد جديد في نيويورك.. من الصدام إلى الشراكة؟

يبدو أن اللقاء الأولى وضع أسس علاقة مختلفة بين ترامب وممداني، تنتقل من التراشق الكلامي إلى التعاون الحذر، في مدينة تواجه تحديات كبيرة في ملفات الهجرة والأمن والنقل والاقتصاد.

وفي الأيام المقبلة، ستتضح ما إذا كانت هذه "التهدئة المفاجئة" مجرد لحظة سياسية عابرة، أم بداية لشراكة غير متوقعة بين رجلين كانا قبل أسابيع فقط في قلب معركة انتخابية شرسة.