الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

أسرار السياسة

برامج التجسس الإسرائيلية.. وثائق جديدة تكشف رصد تل أبيب تحركات الساسة العرب واختراق الاتصالات بين حماس ونظام بشار الأسد في سوريا

الرسائل التي رصدتها اسرائيل
-

كشفت قوات الجيش الإسرائيلي، خلال عملياتها الأخيرة في قطاع غزة، عن وثائق ومراسلات سرية قالت إنها تؤكد وجود صلة مباشرة بين حركة حماس والنظام السوري في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وتأتي هذه التسريبات في إطار حملة واسعة تشنها إسرائيل لإظهار مدى قدرتها على اختراق شبكات الاتصال العربية واعتراض المراسلات الحساسة بين قادة الحركات والتنظيمات المؤثرة في المنطقة.

الوثائق – بحسب الرواية الإسرائيلية – تُظهر أن منظومات التجسس الإسرائيلية لم تكن مجرد أدوات مراقبة، بل كانت جزءًا من مشروع واسع يهدف إلى جمع معلومات حساسة عن النخب السياسية العربية، وتفكيك شبكات التحالفات التي تُعدها إسرائيل تهديدًا مباشراً لأمنها.

وثائق سرية.. مراسلات مسرّبة بين السنوار وهنية ونصر الله وإيرانيين تحت عين التجسس الإسرائيلي

أفادت التقارير العسكرية الإسرائيلية بأن الوثائق التي تم الحصول عليها تضمنت مراسلات بين يحيى السنوار وإسماعيل هنية، إلى جانب رسائل متبادلة مع حسن نصر الله الأمين العام السابق لحزب الله، ومحمد سعيد إيزدي قائد “فيلق فلسطين” التابع للحرس الثوري الإيراني.

السنوار.. قيادة جديدة لـ

وتشير التقارير إلى أن هذه المراسلات تم اعتراضها بفضل الأنظمة التجسسية التي تعتمدها إسرائيل، والتي تتيح لها مراقبة التحركات الإلكترونية والورقية على نطاق واسع، خصوصًا تلك المتعلقة بمحور المقاومة.

إحدى الرسائل المسربة تكشف حرص السنوار على بقاء نظام الأسد في السلطة، إذ كتب بوضوح:

"سوريا ضرورية لنا كملاذ آمن، ومساحة للبناء والنشر، ومن خلالها يمكننا المشاركة في برنامج المقاومة لمحور القدس."

وبحسب التسريبات، فإن إسرائيل تُلمح إلى أن هذه الرسائل لم تكن لتُكشف لولا قدراتها العالية في التنصت الإلكتروني واعتراض الاتصالات المشفّرة.

خفايا وتفاصيل عودة العلاقات بين

اجتماعات سرية بين حماس وحزب الله ومسؤولين إيرانيين تحت مراقبة التجسس الإسرائيلي

تتضمن الوثائق أيضًا محاضر اجتماع جمع بين محمد سعيد إيزدي ومسؤولين من حماس وحزب الله، ناقشوا فيه تجديد العلاقات مع النظام السوري، إلى جانب بحث آليات السيطرة على ردود الفعل الشعبية التي قد ترفض هذا التقارب.

وتشير تل أبيب إلى أن هذا الاجتماع كان واحدًا من عشرات اللقاءات التي تم رصدها ضمن عمليات التجسس الممنهج على القيادات العربية، في محاولة لفهم خريطة التحالفات الإقليمية وإعادة رسمها بما يخدم مصالحها.

كما تُظهر الوثائق أن اجتماعًا آخر جرى الترتيب له بين الأسد وعدد من الفصائل الفلسطينية، مستغلّه إسماعيل هنية لطلب الإفراج عن أسرى فلسطينيين، في خطوة تهدف إلى تهدئة الغضب الشعبي تجاه عودة العلاقات بين حماس والنظام السوري.

بالفيديو.. نصر الله: لبنان مجرد جزء من إيرانبالفيديو.. نصر الله: لبنان مجرد جزء من إيران

مواقف داخلية غاضبة.. رسائل تنتقد التوجه نحو سوريا وإيران تحت رقابة إسرائيلية

إحدى الوثائق تكشف رسالة من شيخ مقرّب من قيادة حماس، انتقد فيها بشدة تجديد العلاقات مع النظام السوري، متسائلًا عن سبب مطالبة الحركة بمعاداة إيران في العراق، ومعاداة سوريا، ومعاداة الحوثيين، بينما تتعرض لضغوط من الداخل والخارج.

وقال في رسالته:

"هذا تراجع استراتيجي، وإذا قُبل فلن يؤدي إلا إلى انهيار حماس."

وتدّعي إسرائيل أن اعتراض مثل هذه الرسائل الحساسة يعكس مدى فعالية المنظومات الاستخباراتية التابعة لها والتي تعمل على تتبع الانقسامات الداخلية لدى التنظيمات العربية.

أبعاد سياسية خطيرة.. كيف تستغل إسرائيل هذه الوثائق؟

تسعى إسرائيل إلى توظيف هذه التسريبات لتحقيق أهداف متعددة، أبرزها:

  • تشويه صورة المقاومة وإبراز علاقاتها مع أطراف تعتبرها تل أبيب “أعداء إقليميين”.

  • تغذية الخلافات الداخلية العربية عبر تسريب وثائق حساسة تُظهر تضارب المواقف داخل الفصائل.

  • تبرير عمليات التجسس الواسعة على الساسة والقادة العرب.

  • إعادة صياغة الرأي العام الدولي حول طبيعة العلاقات بين إيران وسوريا وحماس.

  • دعم خطابها السياسي بأن الحركات العربية “مرتبطة بمحور إقليمي يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل”.

برامج التجسس الإسرائيلية تتحول إلى أداة سياسية ضد العرب

تكشف هذه الوثائق، سواء كانت صحيحة أو مسوّقة سياسيًا، عن مرحلة جديدة تعتمد فيها إسرائيل على تسريبات التجسس لتشكيل الرواية السياسية في المنطقة.
وتسلّط الضوء على شبكة من العلاقات المتشابكة بين الفصائل الفلسطينية، ودمشق، وطهران، وحزب الله، وهي علاقات تراقبها إسرائيل عن كثب، وتستخدمها كورقة ضغط على المستويين السياسي والإعلامي.