الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

نتنياهو بين رسائل الداخل والخارج.. تطبيع مشروط وتشكيك متعمد في القيادات العربية

نتنياهو وترامب
-

نتنياهو يناور بين رسائل الخارج والداخل: لا دولة فلسطينية حتى لو تعطّل التطبيع مع السعودية

عاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليستخدم لغة رسائل مزدوجة، موجّهة للداخل الإسرائيلي من جهة، وللعالم الخارجي والعواصم العربية من جهة أخرى، وذلك عقب تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول اشتراط المملكة وضوح الطريق نحو حلّ الدولتين كشرط للانضمام الكامل إلى ركب التطبيع.

وخلال مقابلة مع قناة "أبو علي إكسبرس"، اختار نتنياهو أن يعزف على وتر التشكيك القديم في القيادات العربية وتصريحاتها، مؤكداً بلهجة تحمل رسائل مبطّنة أن "ليس كل ما يُقال في الخارج يُقال في الداخل"، في إشارة إلى أن التصريحات السعودية أمام الإعلام قد تختلف — بحسب مزاعمه — عن التفاهمات غير المعلنة.

نتنياهو يرفض ثمن التطبيع: لا دولة فلسطينية حتى لو كان المقابل الرياض

ورغم أن الأمير محمد بن سلمان أكد من واشنطن — بعد استقبال رسمي حافل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — أن المملكة "ترغب في أن تكون جزءاً من الاتفاقيات الإبراهيمية"، إلا أنه شدد على ضرورة رسم "طريق واضح لحلّ الدولتين".

هنا جاء رد نتنياهو واضحًا:
التطبيع ممكن… لكن دون تقديم أي تنازل يتعلق بدولة فلسطينية.
رسالة داخلية قوية طمأن بها اليمين الإسرائيلي بأن التطبيع — إذا حدث — لن يكون على حساب "ثوابت" حكومته المتطرفة.

ترامب يصطحب ولي العهد السعودي في جولة داخل البيت الأبيض

ترامب ووعود F-35… وسعودية تلوّح بشروط واضحة

اللقاء السعودي–الأمريكي في البيت الأبيض، الذي شهد إعلان ترامب نيّة واشنطن بيع طائرات "إف-35" للمملكة، أعاد فتح ملف التفوق العسكري الإسرائيلي.

نتنياهو كشف في المقابلة أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو "تعهد له بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي"، وهو ما يعكس استمرار الضغط الإسرائيلي لمنع أي توازن محتمل في المنطقة.

كما لم يخفِ نتنياهو امتعاضه من سيناريو تسلّح دول عربية كبرى، قائلاً إن إسرائيل "تعترض بشدة" على فكرة منح تركيا هذه الطائرات، بينما تتعامل "بحذر محسوب" مع السعودية.

ترامب يستقبل ولي العهد السعودي في البيت الأبيض

خطاب موجّه للداخل: التشكيك في العرب والرهان على أمريكا

التصريحات الأخيرة لنتنياهو ليست جديدة على نهجه السياسي؛ فهو دائم التشكيك في القيادات العربية، ويُفضّل دائماً تصوير إسرائيل كضحية محاطة بتهديدات، ليبرّر سياسته الأمنية ويشدّ عصب الداخل الإسرائيلي.

وفي الوقت ذاته، يحاول نتنياهو إظهار نفسه في الخارج كزعيم قادر على إدارة الملفات الإقليمية المعقدة، وإبقاء الباب مفتوحًا أمام التطبيع بشرط عدم المساس بمصالحه السياسية داخل إسرائيل.

رسالة للعالم ورسالة أخرى للإسرائيليين

للخارج: إسرائيل ليست عقبة أمام التطبيع، لكنها “تحتاج ضمانات”.
للداخل: لا دولة فلسطينية… لا تنازلات… والتطبيع سيتم بشروطنا فقط.

وعد ترامب… وواقعية بن سلمان

رسائل الأمير محمد بن سلمان كانت واضحة:
السعودية تريد التطبيع، لكنها تريده منضبطًا سياسيًا، ويضع القضية الفلسطينية ضمن مسار تفاوضي حقيقي.

أما ترامب — الذي يسعى لكسب الرياض في ملفات اقتصادية واستراتيجية — فقدّم وعودًا كبرى، لكن دون تنفيذ فعلي على الأرض حتى الآن، ما يجعل تصريحات نتنياهو محاولة لطمأنة الداخل بأن المملكة لم تحصل على "كل ما أرادته" من واشنطن.

وفي خلفية المشهد… أزمة نيويورك

أنهى نتنياهو حديثه بنبرة متحدّية، معلناً أنه سيزور نيويورك رغم تعهّد العمدة المنتخب زهران ممداني باعتقاله إذا دخل المدينة، في خطوة اعتبرها مراقبون “مسرحية سياسية” تخدم صورته أمام جمهوره.